الحركة الإسلامية والأكراد

الشيخ حسن عبد الحميد

في إسلامنا مقياس التفاضل هو التقوى ، الله سبحانه وتعالى يقول (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) الحجرات ١٣ .

نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام يقول ( يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود ، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى ) رواه الإمام احمد 

من سادتنا بلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي 

وخالد بن الوليد رضي الله عنهم .

في تاريخنا بنو هاشم آل النبي عليه الصلاة والسلام وبنو أمية  رضي الله عمن أسلم منهم كزيد بن أبي سيفان وأخيه معاوية رضي الله عنهما ، بل رضي الله عن أبي سفيان أسلم وكان خطيب الجيش في اليرموك أتاه سهم أفقده عينه 

في عصرنا الحاضر من قادة الحركة الإسلامية الداعية الدكتور مصطفى مسلم أستاذ التفسير في الجامعات الإسلامية رئيس جامعة الزهراء في الجنوب التركي حفظه الله 

 ومن قادة الحركة الإسلامية في مدينة الباب الأخ محمد أسود رحمه الله وهو تركماني  .

من القادة الذين نفخر بهم وزير الحربية يوسف العظمة بطل معركة ميسلون وإبراهيم هنانو قائد الثورة ضد فرنسا وحسني الزعيم رئيس جمهورية سوريا ومحسن البرزاي الذي كان رئيس وزراء سوريا ومثله عبد الرحمن الأيوبي 

ومن الأكراد الشيخ أحمد كفتارو والشيخ محمد سعيد رمضان  البوطي الذي أضله الله على علم  وفي دمشق منطقة تسمى الأكراد  .

من الذي وقف أمام المد الصليبي ؟ إنه البطل صلاح الدين الأيوبي الذي قاد حملة تحرير بيت المقدس ، وتمكن من توحيد شتات المسلمين بعد تفرقهم إلى دويلات ، كان رحمه الله رجل سياسة وحرب ، بعيد النظر ، عرف بعطائه وإنفاقه في سبيل الله ، ومنهم آل زنكي العظام قادة أمتنا الإسلامية 

أنا شخصيا درّست سنة كاملة في عفرين ، ولما جاء رمضان المبارك درست الشعب العفريني بالعربية وإلى جانبي مترجم من العربية إلى الكردية في جامعها الكبير .

ولاننسى أن الإمام العالم ابن خلكان مؤرخ وأديب كردي مسلم تتلمذ على يد كبار الفقهاء ، صاحب كتاب وفيات الأعيان رحمه الله  . 

بل شيخ الإسلام ابن تيمية المصلح الفقيه ولد لأبوين كردين في حران ثم انتقل إلى دمشق وتعلم فيها وألف كتبه فيها ، وحرض الناس على الجهاد دفاعا عن دمشق من المغول رحمه الله  .

العالم الفقيه سعيد النورسي كردي مسلم عاش حياة حافلة بالانجازات العلمية في قضايا الفقه والشريعة وتعرض للنفي والأسر والملاحقة ، أسس الإتحاد المحمدي سنة ١٩٠٩ ردا على دعاة القومية الطورانية ، اشترك وتلاميذه سنة ١٩١٦ في حرب الدولة العثمانية ضد روسيا رحمه المولى  .

أجل إن مقياس التفاضل بين البشر قوله تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) 

وبمنطق الإسلام لانقر أي ظلم يقع على كردي أو تركماني حين حرموا من الجنسية السورية فذاك ظلم لا نقره  .

والعلماني العربي كالعلماني الكردي كلاهما نقول لهما ليس منا من دعا إلى عصبية ، ومن احتل تل رفعت ومنبج ومنغ ليسوا إسلاميين بل أكراد حمر .

 هم أصحاب المطرقة والمنجل يريدون أن يقتطعوا في جسم الدولة الإسلامية قطعة بوحي من موسكو وبكين !

والبعث العربي ليس عربيا وإنما بعث مصالح وزعامات ؟

اصلاحهم الزراعي أفسد الزراعة والنقابات العمالية والطلابية والنسائية ديكور لاضفاء الشرعية على السرقة والنهب ، ومجلس الشعب للتصفيق ليس إلا ؟ 

مانوع حكمنا في سوريا هل هو عربي ؟ 

لا ، إنه طائفي نصيري لا عربي ! 

ولا شيعي ! ولا إسلامي ! 

إنه اقطاعي عسكري مخابراتي ، نعم ثم نعم أهل الجبل يعتبرون من الأثرياء وتمنع الجنسية عن غيرهم ؟ 

التهجير من الوطن طال العرب والكرد ، والظلم والطغيان لا هوية له !

معبوده الكرسي ودينه المصلحة !

ومن حق الأكراد أن يتواصلوا مع إخوانهم المسلمين وان يتحدثوا بلغتهم في مدارس اسسوها في مناطقهم  فالمسلم جنسيته عقيدته جنسيتي هي لا إله إلا الله محمد رسول الله ، جنسيتي ليست نابعة من عقبة بن أبي معيط ولا من صفوان بن أمية ولا عمرو بن هشام 

تاريخنا من رسول الله مبدؤه وماعداه فلا عز ولا شأن 

رؤوس القومية العربية الجاهلية قذفهم سيدي رسول الله عليه الصلاة والسلام في بئر في بدر فمن يريد أحياء قومية جاهلية فليزرهم وعليه وعليهم لعنة الله 

صلى الله عليك ياعلم الهدى ياسيدي يارسول الله .

المجد بيومك مولده 

والفتح بك امتدت يده 

أحوال الخلق اذا اضطربت

 فالموقف انت محمده 

ومن هذا المنبر أقدم التحية للأمين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الشيخ الداعية علي قرداغي ، ابن محافظة السليمانية في كوردستان العراق والده محي الدين رحمه الله وقف بقوة مع الحق والجهاد ضد الشيوعية الطاغية ، فحاولوا اغتياله مرات عديدة ، الشيخ علي مؤسس ورئيس الرابطة الإسلامية الكردية وهي مؤسسة دعوية خيرية ولها خدمات جليلة ، الخبير بالهيئة العالمية للزكاة وفقه المولى لكل خير  .

ولا انسى التحية للاخ الداعية الكردي المسلم الدكتور حسين عبد الهادي له التحية وهو يقود الركب في جامعة الزهراء في عنتاب وشعاره دائما وأبدا : 

أبي الإسلام لا أب لي سواه 

        إذا افتخروا بقيس أو تميم 

اخوتي الكرام  : وطننا وأرضنا وسماؤنا وهواؤنا هو ( لا إله إلا الله ) من عمل بمقتضاها هو اخ حميم لنا ولو كان عبدا حبشيا ، ومن رفضها فهو عدود لدود ولو كان حرا قرشيا  !

يامن تنادون بالعصبيات أما تعلمون أن الاعداء متربصون وينتظرون الفرصة لسقوط الأمة ؟ 

والله إنه لعار علينا أن نجعل من فوز في مباراة كروية أوربية هو البطولة ! وننسى ماحل بالقدس وماحل في سوريا من دمار وتهجير ؟ 

إن عقيدة الإسلام جمعت صهيبا الرومي وبلالا الحبشي وسلمان الفارسي مع الصديق القرشي تحت راية واحدة ، راية الإسلام  .

الحب في الله والبغض في الله أعظم رابطة تجمع القلوب وتؤلف النفوس  .

اقول هذا القول واستغفر الله 

والله أكبر والعاقبة للمتقين .

وسوم: العدد 720