الاستبدال وتأخير تصحيح المسار!!

مع تقديري واحترامي لجميع من يهتم بأ مر الأمة ، ودعوتها الراشدة ، ويحرص على النهوض بها ، و يبحث عن علاج لأدوائها !

  فإن الناس قد اتفقوا بعد تجارب إلى الاقتناع  بمقولة ( الرجل المناسب في المكان المناسب ) و في ديننا تعلمنا ( اجعلني على خزائن الأرض ، إني حفيظ عليم ) و ( نصف العلم لا أعلم ) ( ورحم الله امرأً عرف حده فوقف عنده ) ( وأنزلوا الناس منازلهم ) وفي التوجيه النبوي تهديد وتنديد لمن استعمل رجلا ًعلى قوم ، وفيهم مٓن هو أكفأ منه وأخير !؟. 

 فلماذا بعد هذا وغيره يتقدم أو يُقدّم مٓن لا يملك الأهلية  !؟ مع أن الأمر أمر دين ، ويترتب عليه  حفظ أو ضياع دماء وأرواح وإضعاف دعوة حق ، وتبديد جهود لإحياء أمة !؟ 

ولماذا لا يُقدّم تنسيق الجهود ،  وتوحيد الصفوف على فكرة الإقصاء ، وعلى عملية إنشاء دوائر تدور في فلك رؤيتها الخاصة ، فيما يُسمى الشللية ،تُضعـِف الدائرة الكبيرة !؟ من حيث تدري أو لا تدري !؟

أمور لا أنتظر الجواب عليها ، بتوجيه الاتهام إلى مرحلة وأصحاب مسؤولية فيها ، أشخاصاً وخطة ، ولا أدعو إلى جلد أنفسنا  ، فكل بني آدم خطٌاء ، وخير الخطّاِئين التوابون ! 

وعلى الذين تلبّسوا بمثل هذا ، أو لُبّسوه أن يتذكّروا أنْ ليس أحد معصوما ً إلا  أنبياء الله ! وأن يبدؤوا ونبدأ جميعاً بتصحيح المسار بالبدء بالخطوة الأولى في الطريق الصحيح ، وهو ليس يلتبس على رجال  أفادوا من أخطاء سبقت ، وصححوا النية ،. وعزموا على المتابعة ، بلا وهن ولا استكانة !

وفي قصة أصحاب البستان في سورة القلم درس بليغ - وكل قصص القرآن بليغة لو تدبرناها ووعيناها - وقد رأوا نتيجة نواياهم أو نوايا بعضهم الفاسدة بإقدامهم على التواطؤ على ارتكاب الخطأ !؟  

ومع ذلك ثابوا سريعاً  ، ولم يطل بهم التقاذف بالتهم !؟ حين ذكّرهم أوسطهم فتذكروا ، واعترفوا : إنا كنا طاغين !؟ وخرجوا مما تلبسوا فيه ! وقالوا  ( عسى ربُّنا أن يُبدلنا خيراً منها، إنا إلى ربنا راغبون ) 

وإذا كنا نعتقد أن القيام بأمر الدعوة إلى الله  أشرف مهمة على وجه الأرض - وهي كذلك - وأن الوسيلة فيها كالغاية يجب أن تكون نظيفة  وأن تبقى كذلك ! وأنّ من سعادتنا أن نكون ممن شرّفهم الله بها ( ومٓن أحسنُ  قولا ً ممن دعا إلى  الله، وعمل صالحاً ، وقال : إنني من المسلمين ! ) فإن من حُسن الدعوة العمل الصالح ! وبدايته تحرير النية ، وتصحيح المسار ! ( وإن تتولوا يستبدل قوماًغيرٓكم ، ثم لا يكونوا أمثالكم !؟ )

وسوم: العدد 720