أوراق اﻷيام

من سجل الذكريات #أوراق_اﻷيام :

أقطع إجازتي المرضية رغم توصية من الطبيب المشرف ﻷقول :

في مثل هذه الأيام من عام 1979م ، انطلقت الثورة السورية الأولى بكل شراستها لتنتهي بمجزرة حماة شباط 1982م ..

* في 16 حزيران 1979م ، حادثة كلية المدفعية/حلب، التي نفذتها الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين، راح ضحيتها 36 قتيلا و 54 جريحا من طلبة الكلية العلويين ( العدد المذكور أعلاه قطعي و لا جدال فيه ) ، كنت شاهد عيان عليها إذ كنت تحت الخدمة العسكرية اﻹلزامية في تلك الكلية آنذاك، نفذها النقيب إبراهيم اليوسف، الضابط المناوب تلك العشية، بعد أن فرز الطلبة الضباط و استثنى غير العلوية من المحرقة ..

* 18 حزيران 1979م ، تنفيذ حكم الإعدام ب 15 عضوا بريئا من الإخوان المسلمين من قبل السلطات ..

* 23 حزيران 1979م ، تنفيذ حكم الإعدام ب 3 من عناصر كلية المدفعية الأبرياء ..

اتخذ نظام حافظ الأسد هذه العملية ذريعة للبطش بكل مواطن متدين في الجيش و في مؤسسات الدولة، بل في كل مكان، وسط تأييد دولي و عربي و إقليمي بحجة محاربة الإرهاب، بعدها بمدة أصدر حافظ الأسد المرسوم رقم 49 القاصي بإنزال حكم الإعدام بعناصر الإخوان المسلمين ( أي بكل متدين من أية جهة كانت ) ، شماعة الإخوان المسلمين كانت كافية للبطش بأهل السنة و تصفيتهم : بالقتل أو السجن أو النفي القسري أو الإختياري ..

لي رأي فيما حدث، لكن ليس الآن وقت ذكره في هذه العجالة ..

أسرد الذكرى دون تعليق، فقط أقول : كانت هذه الحادثة ذريعة كافية لبطش حافظ الأسد بالسنة بلا رحمة، و زرع الطائفية البغيضة في المجتمع السوري، و تحييد السنة، و جمع السلطات في طائفته، ليحكم بالحديد و النار، و يتسبب بفرار الخبرات و رؤوس الأموال و علماء الدين خارج حدود الوطن، ليبني مواطنا على مقاسه كيفما شاء، حتى ظن أنه سيحكم سوريا 500 عام بلا مشاكل تذكر، لكن خليفته بشار تفاجأ بثورة آذر 2011م

ملاحظة :

اليوم، اﻷنظمة العربية على خطا حافظ الأسد تماما، يتخذون تهمة الإخوان المسلمين للبطش بمن يخالفهم الرأي