عندما ينقلب السحر على الساحر؟!

غير بعيد عماجرى لموسى عليه السلام قد جرى لأولئك الضباط الاحرار الذين انشقوا عن نظام الإجرام الباطني الأسدي ؟! الذي أراد أن يربيهم على فكره ونهجه !؟ 

كنت ملتجئاً بعد أحداث جسر الشغور عام١٩٨٠ إلى  قرية جبلية ، عُرف عن أهلها المروءة وشدة البأس يطلق عليها اسم دوير الأكراد !! وكان يحز في نفسي ، ويعتصر الألمُ قلبي ، وأنا أطل من خلف النافذة فأسمع التلاميذ الصغار يهتفون للحزب وقائده آنذاك ؟! فأقول ،وقد خلت المدارس أوكادت من المربين والفضلاء :منِ الذي سيفهم هذا الجيل الحقيقة ، ويأخذه بيده من الضياع الذي خطط له دهاقنة الباطنية ؟! 

ذات يوم أحضر مضيفي المعلم  دفتراً لأحد التلاميذ الصغار ، وهو يبتسم ، ليريني ماذا فعل طفل بصورة المجرم حافظ ،وقد أمسك بقلمه ،وقلع عينيه ؟! يقول مضيفي : حين اقتربت منه وسألته ماذا يفعل ؟ نظر إلي بتحد وقال:أقلع عينيه ! لقد قتل أهل الجسر و خرب الجامع ! والله تلعن بيُّه !!؟

نسيت أن أسأل الأستاذ عن اسم التلميذ ؟! ولكنني وقد أخبرني صديقي أبو يمان -  أن الرائد باسل سلو استشهد في معركة الساحل !! 

عدت بذاكرتي أربعة وثلاثين عاماً ، وارتسمت أمامي دوير الأكراد ومدرستها ، فدمعت عيناي ،وقلت : رحمك الله ياباسل ! أتكون أنت صاحب الدفتر !؟ لم يتح لي أن أراك صغيراً ، لأن أهل القرية كانوا حريصين ألّا يعلم أحد بوجودي ؟! ولكن أتيح لي اليوم  أن  أراك شهيداً !؟

أُقٓبّلُ القلم الذي قلع عيني الطاغية برأسه المدبب ، والمدفع الذي كان يهدر مع صيحات : الله أكبر !! ليقتلع آخر طاغية سيمر على أرض الشام !!

وسوم: العدد 725