ولي أمر الانتخابات

معمر حبار

[email protected]

الكتابة عن المتتبع للانتخابات الرئاسية الجزائرية، صعبة جدا هذه الأيام، لأنها بقدر ماتعجب البعض، ستخلق لصاحبها أعداء من حيث لايدري، مااستوجب التطرق أولا إلى وجهات النظر المختلفة والمتضاربة، ثم استنتاج ماأمكن استنتاجه من خلال الآراء التي أمكن الوصول إليها، والوقوف عليها.

صاحب الأسطر سيتجاوز المقاطعين والداعمين والرافضين، فكل له رأيه وحجته وقناعاته وأسبابه الظاهرة والباطنة. وقد أخرج كل واحد منهم مافي جعبته من حسن وقبيح، وتفنّن كل منهم في صدّ الآخر، وإظهاره على أسوء صورة، وأظهر نفسه على أنه الأفضل للريادة، وأحق بالكرسي.

هناك فريق آخر لم يظهر علانية مع أيّ فريق. فهو يرى أن الانتخابات حرام  وليست من الدين، ويوصي أتباعه سرا أن لاينتخبوا. وفي نفس الوقت يرى وجوب طاعة ولي الأمر في المنشط والمكره، لكنه لايطالب علانية بعدم الانتخابات، ولا يطالب في هذه الحالة بوجوب طاعة ولي الأمر في الانتخابات، باعتبار ولي الأمر في الجزائر ينتخب ويدعو إلى الانتخابات.

إذن هذا الفريق، يدعو لطاعة ولي الأمر علانية، ولا يدعو لطاعة ولي الأمر في الانتخابات. فهو ليس مع المقاطعين علانية، ولا مع المؤيدين علانية. لكنه في نفس الوقت مع المقاطعين سرا، والرافضين سرا.

وبما أنه لايعترف بالانتخابات،  بغض النظر عن كيفية إجراءها، فإنه لايعترف بالفائز على أنه ولي الأمر. فولي الأمر هو الذي لاتفرزه الانتخابات، بغض النظر عن الطرق التي تمت فيها الانتخابات، أو حتّى لو شهد لها الأعداء بالنزاهة والشفافية.