صمود شعب سوريا، والإعانات...؟

هداية

صمود شعب سوريا ليس ادعاء، فلم يذهل العالم أمام قدرة التصدي السوري فقط،

بل من الخيال العنفي الوحشي المُصدَر من دول قوى العدوان لإنهاء التواجد

السوري شعبا ودولة، لذا أكبرت وأعجبت وتعاطفت شعوب العالم حتى القاطنين

منهم في دول العدوان مع شعب سوريا وعدالة قضيته، رغم ضخامة الدعاية

المضادة وخبراتها وتقنياتها العالية في بلادهم.. أما شعب سوريا فكان

يمتحن الحقيقة على أرض بلاده، فلم يكن بحاجة لمن يوضحها له..؟

لذا ما أن بادرت الهيئات الدولية والمحلية إلى طلب المساعدة وإرسال

الإعانات للمتضررين من الحرب العدوانية الشرسة، حتى استجيب لها، وانهمرت

من شعوب العالم، أموالا نقدية ومواد طبية ودوائية وغذائية وألبسة وضرورات

حياتية لا يستهان بها إلى الهيئات الاجتماعية والطائفية في الداخل

السوري،

فبعد ثلاث سنوات من التدمير، انعدم الإنتاج وتعطلت الأعمال، وتوقفت

الدخول، خاصة أن العديد من مواطني المجتمع السوري لا وظائف لديهم لدى

الدولة أو غيرها ولا معاشات تقاعدية لهم، إضافة إلى ارتفاع الأسعار، لذا

فقد صرفت المدخرات رغم القدرات التقنينية لأسر المجتمع السوري، هكذا حتى

أصبح كل إنسان فيها مهجرا في بيته متضررا بحاجة إلى الإعانة الفورية،

وباتت هذه حقا له كإنسان لاستمرار حياته.. لكن المعضلة التي واجهت

المجتمع السوري هو في كيفية توزيع هذه الإعانات في ميزان العدل، عوضا أن

تصبح إهانات،

فالشعب الذي عاش في كرامة العمل، ليس أهلا للتسول وللشحاذة.. فالبعض في

سوريا حصل على ما لا يستحقه من الحصص الإعانية وأمام الفائض منها استعيدت

المحسوبيات والعائليات والشلليات، والأطماع وجمع البعض ثروات، بعد أن

صارت حاجة الشعب ومأساته في سوريا تجارة مربحة ومادة للإثراء، مما يترتب

على مؤسسات الدولة وهيئاتها المعنية أن تتدخل لإيجاد ناظم ما لهذه

المسألة قبل ن تتفاقم، أو إلى أن تعمد عبر مؤسساتها المعنية كما هو معمول

في دفاتر الحصص التموينية، أن توسع من طيفها لمواد أساسية غذائية أو

حياتية أخرى، كما على القائمين في الطوائف الاجتماعية المختلفة من دينية

وأخرى غيرها وجمعياتها الخيرية، بما فيها الأحزاب التي تسعي في هذا

المجال الإنساني وتأتي تخصيصا باسمها هذه المعونات، ولديها أسماء

العائلات أو المنضويين والمشمولين تحت رعايتها من السوريين أو القاطنين

في سوريا، أن تسعي وتبادر إلى توزيع عادل في هذا المجال الإنساني، وإلا

فقدت مصداقيتها وثقة الناس بها ويجعل أفرادها عرضة لأن يوضعوا تحت

المساءلة القانونية، فما يمنح ويجمع من هذه الإعانات والعطاءات إنما يجرى

جمعها باسم الشعب في سوريا ومن أجله،   فإلى أين..؟