على جدول أعمال من يهمه الأمر

كيف نمنع مسرحية الانتخابات أو نفضحها

زهير سالم*

[email protected]

تابعت مع المتابعين نتائج اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الوطني مرة أخرى أتذكر شعر لأبي القاسم الشابي في أطفال الشاطئ يبنون بيوتهم الرملية : نبني فتهدمها الرياح فلا نضج ولا نثور

فلا شيء على مائدة الائتلاف من الوطن والثورة والإنسان يستحق الدراسة أو الاهتمام غير أنهم في كل مرة يعيدون بناء ما كانوا قد خربوه بين اللقائين . توسيع الهيئة السياسية ، أنتخاب الهيئة السياسية ، الاتفاق على وزيرين من ثلاثة لم يتفقوا عليهما من قبل ، البت في مصير الأعضاء المستقيلين ..

ونحن أبناء الشعب السوري ننادي : ما لنا غيرك يا الله ..إذ لم يكن هناك موضوع واحد يخص الوطن الإنسان والثورة على جدول عمل الائتلاف .

من جهة أخرى نتابع في الفضاء السياسي : الدولي والإقليمي والوطني الداخلي أحاديث متواترة عن اعتزام بشار الأسد تمرير مسرحية جديدة لإعادة انتخابه رئيسا ، وسط الدماء والأشلاء والدمار . مسرحية يتم الإعداد لها داخليا بكل مستلزمات الإخراج بدأ من تقنينات مجلس الشعب وانتهاء بتأكيدات عمران الزعبي أن الانتخابات ستجري تحت إشراف ( الحكومة السورية ) و( بشفافية مطلقة ) وأنها لا ( عوائق أمنية ) تعيق إجرائها . نتذكر أن العوائق الأمنية تعيق تسليم شحنات الأسلحة الكيمائية ..

ويتم الإعداد لهذه الانتخابات المسرحية إقليميا بتطمينات نائب وزير الخارجية الإيرانية ( عبد الله يان ) أن إيران لا تتمسك بالأسد إلى الأبد مفهوم المقابلة أنهم يريدونه ليمرروا على كاهله المرحلة القادمة فقط ( سبع سنوات ) ثم في تأكيدات حسن نصر الله أن مرحلة سقوط الأسد قد أصبحت وراء الظهر ، ثم فيما أعلنه نعيم قاسم نائب حسن نصر الله لرويترز بالأمس ( أن على العالم وعلى السوريين أن يقبلوا ببقاء بشار الأسد رئيسا ) لأنه سيترشح وسينجح ونبرة القول التي يقول تؤكد أنه سينجح في صندوق الانتخاب بقوة السلاح وعلى العالم وعلى السوريين أن يقبلوا ذلك بقوة السلاح أيضا ..

على الصعيد الدولي بينما يؤكد نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف أن نتائج الانتخابات لن تغير من حقيقة ما يجري على الأرض شيئا ، في دعوة إلى تمريرها بطريقة يجعلها جزء من هذا الواقع ، يرى فيها من يدّعون أنهم أصدقاء الشعب السوري مجتمعة ومنفردة أنها لعبة سمجة ومثيرة للاشمئزاز ومسخ للديمقراطية وأنها ستقطع الطريق على الحل السياسي ، وستجهض ما يحاوله الراعيان في جنيف ..

وسط كل هذه التجاذبات والضجيج لا شيء عملي يُنقل عن قوى المعارضة السورية في ائتلافاتها وهيئاتها وجماعاتها وأحزابها وقواها وكتائبها . نتحدث عن خطة عملية لمواجهة هذه المسرحية التضليلة بخطواتها وآلياتها واستعداداتها . ذلك ما كان السوريون ينتظرونه من اجتماع الهيئات العامة لقوى المعارضة ...

بيان الإدانة الباهت ( صف الحكي ) الذي يقدر عليه الفرد لا يكفي في هذا المقام ومن هذه الجهات  ...

الزعم بأن الانتخاب لن يغير من الأمر شيئا على الطريقة الروسية وإدارة الظهر للمشهد تهربا أو استخفافا هو نوع من العياية والعجز ..

لو لم يكن لمسرحية الانتخابات نتائجها السياسية التي توسد بشار الأسد ولو زورا وبهتانا على كرسي الشرعية السورية لما غامر بشار الأسد وحلفاؤه الأشرار على خوضها وتعريض أنفسهم لأشكال من الغضب من أجلها ..

اليوم وثلاثة أشهر تقريبا تفصلنا عن مسرحية تزوير إرادة السوريين المطلوب من قوى المعارضة الجادة وليس الهازلة ، العاملة وليس العابثة أن تبادر إلى تشكيل ورشات عمل تأخذ على عاتقها العمل الجاد والتخطيط العلمي الواقعي لقطع الطريق على المسرحية على المخرج والممثلين والمستفيدين ..

فإن لم يكن ذلك فإلى الحضور العملي لكشف الجريمة المؤامرة وفضحها والوقوف بالمرصاد في وجه كل من يقاربها ..

الممكنات كثيرة والوسائل متوفرة ولا يحول بيننا وبين ما نريد إلا أن ندعو : اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل .

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية