سلطات الاحتلال الإسرائيلي تفرج عن مصطفى سعدي السخل ( 27 عاماُ)

بعد قضائه 11 عاماً خلف قضبان الأسر

سلطات الاحتلال الإسرائيلي

تفرج عن مصطفى سعدي السخل ( 27 عاماُ)

من المقرر أن تطلق سلطات الإحتلال ومن سجن ريمون الصحراوي سراح الأسير القسامي المجاهد مصطفى سعدي السخل، بعد أن طحنت رحى سجون الإحتلال 11 عاماً كاملة من عمره المديد والمبارك.

وكان مصطفى قد أعتقل بتاريخ 10/4/2003  ، وكان عمره حينئذ حوالي ستة عشر ربيعاً، ولا زال على مقاعد الدراسة الثانوية، إلا أن سلطات الإحتلال لم تراع سنه، فإستخدمت معه التعذيب النفسي والجسدي خلال  التحقيق معه  حول نيته القيام بعملية إستشهادية، وقد أدانته المحكمة العسكرية الإحتلالية وأصدرت بحقه حكماً قاسياً لمدة 11 عاماً.

والمجاهد مصطفى السخل من مواليد مدينة نابلس بتاريخ 9/8/1986، وينحدر من عائلة مجاهدة ومناضلة قدمت الكثير من أجل فلسطين وكرامة الشعب الفلسطيني، فوالده الشهيد سعدي السخل كان قد أختطف من قبل جهاز المخابرات الفلسطينية في مدينة نابلس يوم 15/6/2013، بعد أن حاول منع عناصر الجهاز من إختطاف نجله الأسير المحرر" مصعب "، وخلال وجوده في مقر الجهاز في سجن جنيد تعرض لجلطتين متتاليتين  نقل على أثرها إلى المستشفى التخصصي العربي، حيث وبعد أقل من ساعة صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها، تشكو ظلم الظالمين، وقد نعته حركة حماس، وكان الحاج سعدي " أبو طارق " قد أعتقل خلال الإنتفاضة الأولى بتاريخ 25/10/1988م وأمضى في سجون الإحتلال العامين، وقد تعرض كل أبناء العائلة للإعتقال من قبل سلطات الإحتلال وخاصة  نائل  ( مؤبد ـ مدى الحياة )، ورائد (3 سنوات ) ومحمد ( 3,5 سنة)، ومصطفى ( 11 عاماً )  وكذلك مصعب، أما أنور فقد تعرض لإعتقال عدة مرات من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وقد قامت قوات الإحتلال الإسرائيلي بإعتقاله يوم الأحد الماضي 6/4/2014 لتحرمه من مشاركة الأهل في إستقبال شقيقه مصطفى.

قامت قوات الإحتلال بهدم جزئي لمنزل العائلة عام 2002 وفي عام 2004 تمَّ هدم منزل العائلة بالكامل، وقد تمت مداهمة منزل العائلة 26 مرة من قبل سلطات الإحتلال خلال العامين   2002 ـ 2004، عندما كان الأبناء مطاردين من قبل سلطات الإحتلال.

وهكذا يستمر عطاء عائلة الحاج سعدي السخل " أبو طارق " بلا حدود، فنائل أكرمه الله بالإنعتاق من القيد في صفقة وفاء الأحرار وهو الان موجود في غزة هاشم،  والخميس 10/4/2014 سيتم الإفراج عن مصطفى الذي حصل على الثانوية العامة داخل السجن، وقد أمضى سنوات سجنه متنقلاً في عدد من سجون الإحتلال آخرها سجن ريمون الصحراوي قريباً من الحدود المصرية، صابراً ومحتسباً، وقد تأثر جداً بإستشهاد والده الذي إرتقت روحه إلى عليين قبل أقل من عشرة شهور من الإفراج عنه، وقد بعث يوم إستشهاده برسالة رثاء مؤثرة جداً التي جاء فيها " ....  والدي الشهيد ... انتظرتني عشر سنوات، وأنت تشرب من كأس الفراق، انتظرتني حتى تراني حراً من قيودي، انتظرتني عشرة سنوات حتى تراني عريساً وتفرح بي كما كنت تقول لي دائماً، انتظرتني وانتظرتني كل هذه السنوات فلماذا لم تستطع أن تنتظرني عشرة شهور أخرى، ولكن يا والدي الحبيب، يا أيها المجاهد المناضل نلت ما تستحق، نلت الشهادة بإذن الله، نلت ما يتمناه الجميع فلك الحمد يا ربي في السراء والضراء ... "

وأضاف مصطفى " ... يا والدي المجاهد، يا شهيد الظلم والقهر، ظلم ذوي القربى وقهر الأعداء أشد مضاضة علينا، فالله سمع شكواك وعلم الظلم الذي وقع عليك وعلينا من الاحتلال وأعوانهم، واختارك وأنت ابن العقد السادس من عمرك أن تموت شهيداً حرا كريما بإذن الله ، فأنت الذي رفضت الظلم وقاومته بكل ما تملك وكانت مقاومتك الأخيرة لهم، عندما رفضت أن يخطفوا ابنك الصغير أمام عينك، وقلت لهم ماذا تريدون منا!!، ألم يكفينا الاحتلال !!، ماذا تريدون!! وعندها لم يسكت لسانك ولكن سكت قلبه، فما أعظمها من كلمة حق عند سلطان جائر، في زمن المحنة ،فلك الحمد يا ربي على ما أنعمت عليّ وعلى والدي من نعمة الشهادة ونعمة المحبة التي أنزلتها على والدي ... "

وختم مصطفى رسالة الرثاء " وأخيرا يا والدي الشهيد وما أروعها كلمة شهيد، لا أقول وداعاً، ولكن إلى لقاء قريب في جنة الفردوس مع النبيين والشهداء والصالحين، فيارب أعطني فرحا وهناءً وقدرة على تجاوز الآلام ويارب أعطني من كرمك، ومحبتك حتى أفوز بالشهادة.
فحسبي الله ونعم الوكيل ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ابنك الاسير في سجون الاحتلال منذ عشر سنوات ...  مصطفى سعدي السخل " أبو حمزة "

من جهته إعتبر وزير الأسرى السابق  المهندس وصفي قبها إن إن الإطار العام الذي يحكم عملية الاعتقال, والمحاكمة واحتجازالأطفال يتخطى الكثير من المواثيق والمعاهدات والبرتوكولات والقانون الدولي, بعض هذه القواعد وخصوصاً القواعد التي تحكم التعامل مع الأطفال حيث مبدأ  الاعتقال كملاذ أخير، والذي يمنع اعتقال الأطفال إلا كملاذ أخير, وهنا تقوم قوات الاحتلال باعتقال الأطفال الفلسطينيين كملاذ أول, والمبدأ الثاني ،  المصلحة الفضلى للطفل، والتي يجب أن تكون من الأمور ألأساسية التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في حال اعتقال الطفل، وهذا ما حصل مع الأسير المحرر بإذن الله مصطفى السخل الذي أعتقل وهو لا يزال شبلاُ في ربيعه السادس عشر وضمن ظروف سيئة جداً يخالف مجموعة كبيرة من القواعد القانونية الدولية والتي أقرها المجتمع الدولي ومن ضمنها المواثيق التي وقعت عليها إسرائيل نفسها ، وهذا بحد ذاته إنتهاك صارخ لهذه المبادىء  والمواثيق، سيما وأن كيان الإحتلال لا زال مستمراً في إعتقال الأطفال.

من جهة أخرى فقد أشاد قبها بعائلة الحاج سعدي السخل " أبو طارق " التي تعتبر ﻭﺍﺣﺓ ﻣ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻴﻨﻴﺔ  النموذجية ﺍﻟﺘﻲ تنضح حباً وعشقاً للوطن، وقدمت التضحيات الكبيرة من أجل حرية الشعب الفلسطيني وكرامته، وفدت الوطن وقدمت العطاءات  في مسيرة حياة تجمع الألم والأمل، فالأبناء وقد غيبتهم سجون الإحتلال، والإعتقال السياسي،  ولكن هذا قدر الأحرار والشرفاء والأطهار أمثال عائلة الحاج أبي طارق السخل، يمضون على طريق ذات الشوكة بعزم وثبات.

وأفادت مصادر مقربة من العائلة أنه وبالرغم من رحيل الوالد قبل عشرة شهور وإبعاد نائل إلى غزة وإعتقال أنور إلا أن الإستعدادات  قد تمت لإستقبال إبنها المحرر مصطفى من على حاجز الظاهرية جنوب الخليل وسيكون هناك موكب إحتفالي يبدأ على حاجز حوارةمروراً بشارع القدس ووسط المدينة قبل أن يستقر المقام في منزل والد الأسير المرحوم الحاج سعدي السخل " أبو طارق "، بالقرب من مسجد صلاح الدين،  في رأس العين ـ نابلس وحيث سيستقبل المهنئين.