هل عدنا إلى نغمة الزعيم الأوحد؟!

أحباب الله

خبر وتعليق

الخبر:

أعلن وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي مساء الأربعاء 26/3/2014م استقالته من منصبه وزيراً للدفاع وترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية. جاء ذلك بعد اجتماع للسيسي مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة حضره الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور. [الجزيرة نت: الأربعاء 26/3/2014م].

التعليق:

دائمًا وأبدًا في الأنظمة الطاغوتية لا زعيم إلا الزعيم، ولا بطل إلا البطل، ولا منقذ إلا المنقذ، فالزعيم والبطل والمنقذ هو شخص واحد عقمت نساء الدنيا أن يلدن مثله، وقديمًا قال نابليون: "إن الديكتاتور هو الحاكم الذي يبدو أنه حائز على ثقة الأمة وتأييد الرأي العام وحده حتى قبل سقوطه بدقائق"!. وها نحن بصدد صناعة ديكتاتور جديد يظن أنه حائز على ثقة الأمة وتأييد الجماهير، وما على سيادة المشير إلا أن يمتثل لنداء الجماهير فيعلن ترشحه لمنصب الرئيس، فما ينبغي له أن يتجاهل نداء الشعب، ويبدو أننا قد عدنا إلى نغمة الزعيم الأوحد.

بعد أن أعلن المشير السيسي ترشحه لمنصب الرئيس يمكننا القول أن الرجل ليس في حاجة أصلًا لمهرجانات انتخابية للترويج له ولمشروعه، بل هو ليس في حاجة لمشروع انتخابي، فهو في حد ذاته مشروع انتخابي كما قال أحدهم. بل لا نتجاوز إذا قلنا أنه ليس في حاجة لدخول السباق الرئاسي فالأمر محسوم سلفًا له، في غياب واضح لأي شخصيات سياسية منافسة على هذا المنصب. وليست المسألة هنا فقط في كونه المرشح العسكري الوحيد والذي تؤيده كل وسائل الإعلام وتدفع به دفعا ليكون فرعونًا جديدًا لمصر، بل المسألة تتمثل في تجهيل ممنهج للشعب المصري، وعودة ممنهجة لما قبل الخامس والعشرين من يناير، وكأن هذا الشعب ما قام يوما بثورة، ولا خلع ديكتاتورا، فها هو اليوم السيد المشير يعلن نفسه فرعونا جديدا لمصر بعد أن أعاد البلد لنقطة الصفر.

من المؤكد أن الانتخابات القادمة ستعيد للأذهان استفتاءات حسني مبارك الهزلية التي كان يجريها على شخصه، أو حتى الانتخابات الرئاسية الأخيرة التى أجراها وكان العجب العجاب أن يعطيه أحد منافسيه صوته في مهزلة لم يرى مثلها من قبل. بل ربما سنرى أعجب من ذلك، والأيام حبلى بمسرحيات كوميدية.

الزعيم والقائد والملهم كان يعد الناس بجعل مصر "قد الدنيا"، فلما قالوا له أن هذا صعب في ذلك الظرف الخطير الذي تمر به البلاد، قال لهم سنضحي بجيلين، لأنه "مفيش" ولا أتصور أن الجيلين الذي سيضحي بهم القائد يشمل أولاده أو أولاد رجالاته والمطبلين والمزمرين له، فهؤلاء لهم "وضع مختلف"!.

وكانت صحيفة معاريف قد وصفت السيسي حسبما نقلت (المصري اليوم): "بأنه مثل الرئيس السابق حسني مبارك"، ثم أضافت بالقول: "بل أكثر منه في معاداة إسرائيل"، هل رأيتم أكثر من هذا تضليلا؟! فيهود تريد تسويق الرئيس الجديد لأهل مصر الذين يكرهونها ويحبون من يعاديها، ولكن الناس تدرك جيدا أن مبارك كان سمسار أمريكا وربيبتها يهود في المنطقة، ولعله كان يستعين بالسيسي باعتباره مدير المخابرات الحربية والاستطلاع كما كان يستعين بعمر سليمان مدير المخابرات العامة، فكيف يكون مبارك عدوا ليهود، حتى يكون تلميذه أكثر عداوة ليهود منه؟!.