باسم والمليون

خليل الجبالي

مستشار بالتحكيم الدولي

[email protected]

جزى الله الشدائد كل خير وإن .. جرعنني غصصي بريقي.

وما شكري لها إلا لأني .. عرفت بها عدوي من صديقي.

إن هذه الأيام التي نعيش فيها يبدو أن أخلاق البشر ليست ثابتة علي مبدأ ، تتغير وتتلون حتي يظهر معدنها، الخبيث منه والثمين.

إننا نجد القلوب كل يوم تتقلب وتتغير علي أحوال متباينة كتقلب الأشياء علي أمواج البحر، تزداد تياراتها الجارفة فتأخذ الغالي أحياناً إلي قاعها، ويطفوا الخبيث علي سطحها أحياناً أخري وقتاً من الزمن حتي ترميه الأمواج علي شواطئ البحار فيموت ويدفن في رمالها ليصبح بلا قيمة.

إن إعلان باسم خفاجي رئيس حزب التغيير والتنمية  وعضو التحالف الوطني الترشح لرئاسة الجمهورية ليصبغ المنافسة مع السيسي الخائن لرئيسه بالصبغة الديمقراطية ، الدينية ، الحر النزيهة ، لأن مثل هذا الرجل الذي تحدث كثيراً عن عودة الرئيس مرسي وظهوره بالمظهر الإسلامي في شكله ليعط للعالم كله إنطباعاً  أن المتدينين قبلوا الإنخراط في العمل السيسي في ظل هذا الإنقلاب، وخاصة أن كثيراً من المصفقين والمطبلين ليشعون أن باسم خفاجي هو مرشح الإخوان المسلمين علي الرغم أنه بعيد كل البعد عنهم، وأن الإخوان منه بريئون.

إن الإعلام الفاسد والداعم للإنقلاب ليأخذ كل وسائله ليؤكد للشعب المصري داخلياً والمجتمع الدولي أن الإخوان المسلمين ليس لهم مبدأ ولا هدف محدد إلا مصلحتهم الشخصية وقبولهم الملتوي بترشيح باسم خفاجي.

إن باسم خفاجي الذي أشم من ترشحه الرائحة العفنة لحزب النور أنها قد دفعت به - بعد إتفاق مبرم في المكاسب- ليكون الوجه الديني الذي يظهر أمام السيسي في المنافسة الرئاسية مع إتاحة الفرصة له كاملةً في السب والطعن والقذف للسيسي لتكون منافسته منافسة واقعية أمام الأخرين.

إن الثبات علي القيم، والصبر علي الإبتلاءات ، والصمود أمام المستجدات لأمر ليس بالهين ، وهو ليس بعزيز علي من اتق الله في همساته وأفعاله وأهدافه.

أما من اتبع سبيل الغي والهوي وحب الشهرة والزعامة فسيكشف الله حقيقة أمره حتي يفضحه علي رؤس الأشهاد (وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18) سورة الحج.

إن الرجال البواسل الرافضين للإنقلاب العسكري والذين ضحوا بدماءهم وأموالهم وأعراضهم ليملئون شوارع مصر حراكاً شعبياً داعماً للشرعية منادياً بعودة الرئيس الشرعي للبلاد ، رافضاً أي نوع من القبول بذلك الإنقلاب الذي حول البلاد إلي سكنات عسكرية، ودماء تسيل في الشوارع ، وسجون ممتلئة بالمعتقلين بكل مراحلهم السنية من رجال ونساء وأطفال.

إن قيمة الإنسان تظهر في تمسكه بأخلاقه الحميدة والثبات علي مبادئه المتينة، والصمود في وجه الظلم والفساد حتي يظهر الله الحق أو يموت دونه.