clip_image002_2fde0.jpg

صدر مؤخرا - وبموقف وطني غيور - من قبل الدكتور باسم الياسري مدير دار ضفاف للطباعة والنشر (الشارقة،بغداد) الجزء الأول من "موسوعة جرائم الولايات المتحدة الأمريكية" للباحث والناقد الدكتور حسين سرمك حسن

حمل الغلاف الأخير تعريفا بمحتويات الجزء الأول من هذه الموسوعة يقول:

(4 ملايين قتيل ونصف مليون مشوه بالعامل البرتقالي في فيتنام، مليون قتيل في الفلبين، 75,000 قتيل في نيكاراغوا ، 3,000 قتيل في بنما ، 300,000 قتيل في قصف طوكيو الذي أحرق بيوتها الخشبية حتى لم يبق فيها هدف للقنبلة الذرّية فأسقطت على هيروشيما وناغازاكي، 250,000 قتيل في مجزرة قصف درسدن، 200,000 قتيل في غواتيمالا و75,000 في السلفادور، و50,000 في كولومبيا على يد فرق الموت ، و200,000 في تيمور الشرقية ،مليون قتيل في إندونيسيا، و600,000 في كمبوديا ..و ..و ..و ..و.. وغيرها الكثير الكثير من المذابح الوحشية العلنية التي اقترفها الشيطان الأمريكي ضد الشعوب المكافحة وكلّها تحت غطاء نشر الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان.

وخلف هذين الشعارين البرّاقين جاء الأمريكان الخنازير الغزاة لتدمير وطني العراق تحت غطاء "تحريره" ونشر الديمقراطية فيه وتحقيق كرامة الإنسان، فأشعلوا فيه ما سمّاه بعض المؤرخين بحق "الهولوكوست العراقي" : منذ عام 1990 حتى 2011 خسر العراق 4,6 مليون حالة وفاة مرتبطة بالحرب ، 1,7 مليون حالة وفاة عنيفة ، 2,9 مليون حالة وفاة يمكن تجنّبها من الحرمان الذي فرضته الحرب ، 5 – 6 ملايين لاجىء ، وموت 2 مليون طفل تحت سن الخامسة ، 90% منها يمكن تجنبها وسببها جرائم الحرب الشنيعة التي اقترفتها الولايات المتحدة وحلفاؤها خارقة بشكل مكشوف اتفاقية جنيف.

وهناك الهولوكوست الأفغاني والإبادة البشرية الأفغانية (5,6 مليون قتيل بسبب الحرب ، 4,2 مليون وفاة يمكن تجنبها بسبب الحرمانات التي فرضتها الحرب، 3 – 4 مليون لاجىء ، و 2,9 مليون طفل تحت الخامسة ماتوا بعد الغزو الأميركي و 90% يمكن تجنبها) في مخالفة صريحة لاتفاقيات جنيف) .

جاء الجزء الأول من الموسوعة في (345) صفحة واشتمل على أربعة عشر فصلا

هي:

أول دولة في العالم تدينها الأمم المتحدة بتهمة الإرهاب بقرار رسمي أمريكا العظمى تدمّر شعب نيكاراغوا (5 ملايين نسمة !) وتخرجه من الحياة من أجل الديمقراطية تدمير هاييتي وإخراجها من الحياة والتاريخ البرازيل : خدعة "عملاق الجنوب" ومؤامرة "الخصخصة" فنزويلا : مئة عام من المؤامرات الأمريكية ؟ ظلم الوحش الأمريكي لشعب فنزويلا من الألف إلى الياء! مأساة بنما : أمريكا تغتال الرئيس الشريف وتعتبر الرئيس المحتال "نوريغا" ديمقراطياً ! كيف تتحكم شركة "بكتل" في السياسة الأمريكية ؟ غواتيمالا : أمريكا قتلت (200000) مواطن في غواتيمالا من أجل تعزيز الديمقراطية صَلْبُ السلفادور : حِرْص الولايات المتحدة على الديمقراطية تسبّب في قتل 75 ألف واختفاء 8 آلاف مواطن سلفادوري ! كولومبيا : أكثر دولة تسحق حقوق الإنسان وأكثر دولة في العالم تحصل على المساعدات الأميركية حرب الولايات المتحدة على المخدّرات وسيلة لنشرها ولتدمير الشعوب في شيلي قتلت الولايات المتحدة الرئيس المُنتخب من أجل تعزيز الديمقراطية (3 آلاف قتيل و30 ألف مُعتقل ومختفٍ) مذبحة فيتنام : أمريكا قتلت 4 ملايين فيتنامي من أجل الديمقراطية مذبحة الفلبين : ذبحت أمريكا مليون مواطن فلبيني من أجل الحضارة أمريكا تجوّع الشعب الكوبي وتقتله منذ خمسين عاماً من أجل الديمقراطية .. ثم تعفو عنه !!

وجاء إهداء الكتاب على الشكل التالي:

(الإهـــــــــــــــــــداء :

إلى "علي عباس"

الطفل العراقي البرىء الذي قتل الأمريكان الخنازير الغزاة والديه .. وبترو ذراعيه .. 

وإلى 8 ملايين مسلم قتلتهم الولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد الإرهاب ..

وإلى 100 مليون إنسان في العالم قتلتهم الولايات المتحدة الأمريكية في سعيها لنشر الديمقراطية ودفاعها عن حقوق الإنسان !!)   

clip_image002_f58be.jpg

من الحقائق التي وقف عليها القارىء المتتبع لكتاب " شهادتي حول التعذيب 1957-1959"، للسفاح الجلاد الجنرال أوساريس، ترجمة مصطفى فرحات، دار المعرفة، الجزائر، من 217 صفحة..

الجلاد السفاح أوساريس بدأ مقدمة الكتاب بأنه لن يندم على مافعله في الجزائر والجزائريين من قتل وتعذيب وإهانة، ويختم كتابه في آخر سطر بكونه لم يندم على ما فعل في الجزائر من قتل وتعذيب وإهانة الجزائريين.

كان صريحا من أول سطر، ويقول عبر صفحات الكتاب.. أنا قتلت بن مهيدي، وأنا الذي فجرت الدار الذي يحتمي بها علي لابوانت وحسيبة بن بوعلي والطفل الصغير كان معهم،  وأنا الذي عذبت فلان، ولو تمكنت من جميلة بوحيرد لقتلتها.

يتحدث عن الفيلا التي أنشأها خصيصا للتعذيب، فيقول .. كل من دخل من الجزائريين المقبوض عليهم يقتل، سواء إعترف جراء التعذيب، أو لم يعترف. ويعترف أنه حفر حفرة كبيرة ليدفن فيها الجزائريين الذين قتلهم إثر التعذيب.

يعترف أنه كان يهوى قتل الجزائريين ويرفض إطلاق سراحهم، حتى لا يمكّنهم الجزائريين وبعض الفرنسيين من الهرب.

ويعترف أنه كان يقتل الجزائري المقبوض عليه حتى لا تتدخل وسائل الإعلام فتجعل منه بطلا، وحتى لا تتدخل العدالة فتطلق سراحه، فكان يختار القتل وهو أضمن وأقصر الطرق بالنسبة للسفاح الجلاد أوساريس.

واضح جدا أنه كان معجب ببطولة الشهيد بن مهيدي الذي يقر بأنه لم يقر بشيء ضد اصحابه، وكان معجب ببطولة علي لابوانت وهو الذي أطلق عليه لقب المهاب لابوانت، رغم أنه فرح فرحا شديدا حين ألقى القبض على العربي بن مهيدي وقتله شنقا فيما بعد، وفرح فرحا شديدا حين فجر البيت الذي كان يحتمي به علي لابوانت وحسيبة بن بوعلي والطفل الصغير ومن معهم.

إعترف أنه هو الذي قتل بن مهيدي في سرعة فائقة، وهو الذي أعدّ زورا تقريرا فيما بعد أن بن مهيد إنتحر . ومن فرط حرصه على قتل بن مهيدي، يوصي السائق وهم يحملون بن مهيدي للفيلا لقتله، بأنه إذا تعرض الموكب للرصاص من طرف المجاهدين الجزائريين، أقتلوا بن مهيدي أولا حتى وأطلقوا عليه الرصاص ولو لم يصبنا شيء.

يعترف أن القتل والتعذيب كان يمارس بأمر من وزير العدل، ووزير الداخلية ميتران، والرئيس الفرنسي ديغول ، والجنرال ماسو باعتباره القائد الأعلى في الجزائر، وكل جنرات فرنسا.

يعترف أن فرنسا لم تضغط يوما على الحركي الجزائري الذي باع وطنه وتفنن في قتل وتعذيب الجزائريين. كما أنه يعترف أن الفرنسي كان يمارس القتل وتعذيب الجزائريين وإهانتهم بمحض إرادتهم ولم يكن هناك ضغط على الفرنسي القاتل أو الجزائري الحركي.

يعترف بأنه كوّن شبكة من العملاء الجزائريين وفريقه المظليين، أحاطت بالجزائريين من كل جانب، فأصبح يعرف كل صغيرة وكبيرة عنهم، وبدأ الشبكة بعملية الإحصاء حيث تمكن من إحصاء السكان والعمال ، ويعرف الدوائر التي تحيط بهم، وبالتالي تمكنه من معرفة القيادة وخنقها والضغط عليها، من خلال الكم الهائل من المعلومات التي تحصل عليها، لذلك إستطاع أن يقضي على إضراب سنة 1957 بسرعة.

يعترف بأن المجاهدين الجزائريين لهم نقاط قوة يصعب التحكم فيها، ويذكر أن لهم نقاط ضعف يسهل إختراقها . ويعترف بأنه يتفوق على المجاهدين الجزائريين بعناصر قوة لا تملكها الجزائر. ويعترف بنقاط ضعفه كالعدد القليل من الجنود، ويحاول تجاوز ضعفه وأن لا يظهر أمام الجزائريين حتى لا يستغل ضده.

كان صريحا من البداية ولم ينافق أحدا، ولم يكذب على أحد، ولم يزوّر في معلومة قدمها. قال عذبت وقتلت بمحض إرادتي. ومن كان هذا شأنه، فليس الكذب شيمته ، وإن إعترف بجرائمه. فالكتاب وثيقة تاريخية يعتمد عليها في التوثيق لمرحلة جزائرية بالغة الخطورة، ولجرائم القتل والتعذيب بشهادة صاحبها وفاعلها.

يعترف بأن قتله لقادة جزائريين بارزين ، كانت نتيجة وشاية حركى جزائريين كانوا متطوعين لهذا الفعل الشنيع، مثل ما فعل ياسف سعدي حين وشى بعلي لابوانت لأنه كان يغار منه، وكذلك علي بومنجل كان يغار من علي لابوانت حسب شهادة الجنرال. ويذكر أنه لم يضغط على أحد ليكون له عينا سواء فرنسي أو جزائري. فكلا من المخبر الفرنسي والحركي الجزائري كانا يعملان لصالح المحتل الفرنسي بمحض إرادتهما، دون ضغط من فرنسا أو تهديد من المحتل الفرنسي. فالجزائر كانت ضحية مجرم فرنسي متطوع بمحض إرادته، وحركي جزائري متطوع بمحض إرادته .

*قــــاعدة الـ ١٠/٩٠*

*المؤلف : د/ستيفن كوفي* 

*هذه القاعدة لو اتبعتها ستغير لك على الأقل ردود أفعالك تجاه المواقف المثيرة للأعصاب* .

ما هي هذه القاعدة ؟

تعتمد هذه القاعدة على أن:-

- ال ١٠% من الحياة تتشكل من خلال ما يحدث لنا ..

-   الـ ٩٠ % الباقية يتم تحديدها

من خلال ردود أفعالنا ...

ماذا يعني هذا؟

معنى هذا الكلام أننا في الواقع ليس لدينا القدرة على السيطرة على ال ١٠% مما يحدث لنا , فنحن على سبيل المثال :

 - لا نستطيع منع السيارة من أن تتعطل

 -  أو الطائرة من الوصول متأخرة عن موعدها ( مما قد يؤدي

إلى إفساد برنامجنا بالكامل)

- أو سائق ما قطع علينا حركة المرور أو السير .

فنحن في الواقع ليس لدينا القدرة على التحكم بـ ١٠%..

 لكن الوضع مختلف مع الـ٩٠ % ..

 فنحن من يقرر كيف يمكن أن تكون الـ ٩٠ %

سوف تسألون : كيف يكون ذلك ؟

ألاجابه : عن طريق ردود أفعالنا ...

فنحن لا نستطيع التحكم في إشارة المرور الحمراء، و لكن نستطيع السيطرة على ردة فعلنا، 

لا تدع الآخرين يجعلونك تتصرف بحماقة، أنت تستطيع أن تقرر ماهي ردة فعلك المناسبة ..

دعونا نتعرف على ذلك باستخدام هذا المثال الذى طرحه صاحب النظرية:

كنت تتناول طعام الإفطار مع عائلتك، 

وفجأة أسقطت ابنتك الصغيرة فنجان القهوة على قميص عملك.

لم يكن لك دور فيما حدث هنا

ولكن ما سوف يحدث لاحقاَ سيتقرر حسب ردة فعلك ...

- بدأت بالصراخ و الشتم و قمت بتوبيخ ابنتك.. فأخذت الطفلة في البكاء ، ثم استدرت إلى زوجتك موبخاً إياها لوضعها الفنجان على حافة الطاولة، و بعد مشادة لفظية قصيرة بينكما، اندفعت إلى حجرتك وقمت بتغيير قميصك ، ثم عدت إلى حيث كنت، فوجدت أن ابنتك قد انشغلت بالبكاء بدلا" عن إنهاء فطورها والاستعداد للمدرسة، ونتيجة لذلك فاتها باص المدرسة.

- وزوجتك كان لابد أن تغادر لعملها ..

- اضطررت انت إلى إيصال ابنتك بسيارتك الخاصة إلى المدرسة ، وبما أنك متأخر قدت سيارتك بسرعة أكبر من السرعة المحظور تجاوزها .. و بعد ١٥ دقيقة تأخير ودفع قيمة المخالفة المرورية، وصلت إلى المدرسة .. ركضت ابنتك إلى مبنى المدرسة دون أن تقول لك مع السلامة ..

- وبعد و صولك إلى المكتب متأخراً ٢٠ دقيقة، وجدت أنك قد نسيت حقيبتك ..فهاهو يومك بدأ بصورة سيئة ، واستمر من سيء إلى أسوء .. 

- بعد عودتك إلى المنزل تجد توتراً في العلاقة بينك وبين زوجتك وابنتك .

لمــــــاذا ؟؟

بسبب ردود أفعالك منذ الصباح ...

لماذا كان يومك سيئاً ؟؟

أ)  هل هو بسبب القهوة ؟.

ب) هل هو بسبب إبنتك ؟.

ج) هل هو بسبب رجل الشرطة ؟

د)  هل أنت سببت لنفسك ذلك؟

الإجابة هي أنك أنت المتسبب فى ذلك .

كيف ؟. 

لانه لم يكن لك دخل أو سيطرة على حادثة الفنجان ولكن ردة فعلك في الخمس ثواني التالية

هي من تسببت في إفساد يومك

:: هيا بنا نتخيل سيناريو آخر للحدث ، 

وهو ما كان ممكن وينبغي أن يحدث.---

- فنجان القهوة وقع عليك، و بدأت ابنتك بالبكاء .. وقلت لها بكل لطف : لا بأس يا عزيزتي ..

ولكن كوني في المرة القادمة أكثر حذرا

وانتباهاً"..

- ثم تتناول المنشفة وتسرع إلى حجرة ملابسك .. تستبدل قميصك وتتناول حقيبة أوراقك

- وتعود إلى حيث كنت في الوقت المحدد لترى ابنتك من النافذة وهي تصعد إلى حافلة المدرسة ملوحة بيدها لوداعك.

- تصل إلى عملك مبكراً بـ ٥ دقائق ، وتحيي زملاءك بكل مرح و ابتهاج ..

ويبدي رئيسك تعليقا حول يومك الرائع.

لاحظت الفرق؟

كما رأيت يوجد سيناريوهان مختلفان :

لهما نفس البداية ،ولكن نهاية مختلفة

لماذا ؟.

 بسبب ردة فعلك ..

و في الحقيقة لم يكن لديك أي سيطرة على الـ ١٠% التي حدثت

أما الـ ٩٠% الأخرى فتم تحديدها عن طريق ردة فعلك

هنا بعض الطرق لتطبيق قاعدة ال ١٠/٩٠...

( أ ).........

 إذا قال أحد الأشخاص : بعض الأشياء السيئة عنك. 

فلا تكن مثل الأسفنج .. بل دع الهجوم يسيل عليك مثل الماء على الزجاج .. و لا تسمح للتعليقات السلبية أن تؤثر عليك !

فردة الفعل الإيجابية لن تُفسد يومَك ، بينما ردة الفعل السلبية قد تؤدي إلى فقدانك للأصدقاء ، أو فصلك من العمل، 

وتكون في حالة من العصبية والإرهاق ... إلخ ..

(ب ) ............

كيف تكون ردة فعلك إذا قطع عليك أحد الأشخاص حركة السير ؟ هل تفقد أعصابك ؟

هل تضرب مقود السيارة بقوة حانقاً ؟.. هل تشتم؟ هل يرتفع ضغط دمك عالياً ؟ ...

من سيهتم إذا وصلت إلى العمل متأخراً بعشر ثوانٍ ؟

لماذا تسمح للسيارات بإفساد قيادتك

تذكر قاعدة الـ ١٠/٩٠ و لا تقلق لما سيحدث لكَ بعد ذلك..

(ج)............

 قيل لك بأنك فقدت وظيفتكَ ... لماذا الغضب والانزعاج ، والأرق ؟؟؟

استغل جهدك ووقتك في إيجاد وظيفة أخرى.

( د)..............تأخر إقلاع الطائرة، وأفسد ذلك برنامجكَ اليومي .. لماذا تصب جام غضبكَ و إحباطكَ..

على مضيفة الطائرة ؟

هي ليس لديها القدرة على التحكم في موعد وصول الطائرة

استغل وقتكَ في القراءة أو التعرف على مسافر آخر ... التوتر لن ينتج عنه إلا تعقيد أوضاعك ، وجعلها إلى الأسوأ.

طبّق قاعدة ١٠/٩٠ وستدهشك النتائج , لن تخسر شيئاً إن حاولت .. 

قاعدة مذهلة والقليل من الناس من يعرفها ويطبقها في حياته

  

والنتيجـــــة ؟

الملايين من الناس تعاني من إرهاق وإجهاد لا مبرر له، ومحاكم، ومشاكل في القلب ..

إذن علينا جميعاً أن نفهم ونطبق هذه القاعدة ...

حياتك عندها ستتغير!!

وصلتني منذ أكثر من شهر نسخة من كتاب

               (جامع الفنون و سلوة المحزون)

تأليف :ابن شبيب الحراني

تحقيق : فاروق اسليم / جامعة حلب وفاطمة البريكي / جامعة الإمارات العربية المتحدة

الناشر : أبوظبي : هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ، دار الكتب الوطنية.

سنة النشر : 2015

عدد الصفحات : 416

ردمك ISBN 9789948174295

يتألف الكتاب من أربع مقالات ومقدّمة؛ ضمّت الأولى منها فنوناً مختلفة، تضمنت كلمات من الكتب المنزّلة على الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه، وأحاديث نبوية وأقوالاً فيلسوفية، وحكماً وأمثالاً. وفي الثانية ذكر للآثار العلوية والنظر في حقيقة الأفلاك وأشكالها وأوضاعها وحركاتها بطريق الإجمال، والآثار المتوسّطة بين السماء والأرض، وما فيها من العجائب، والآثار السفلية وعجائبها. وتألفت المقالة الثالثة في الدنيا وأحوالها والدهر والزمان وغير ذلك. وتحدثت الرابعة عن عجائب الأقطار وغرائب البحار والأنهار والجبال والقفار، فهي أطول المقالات، وتكاد تستغرقُ نصفَ الكتاب، وقد اشتملت على حديث عن البحار والأنهار والعيون والآبار والجبال وخواصّها والحجارة، وعن عجائب كل منها. وتحدثت عن المدن والضياع والحصون والقلاع والقصور والدور وما أشبهها. وتضمنت ذكراً لأمم وحيوانات مختلفة الأشكال .

لا شك أن حركة تاريخية رائدة كحركة فتح قد صنعت وجودها من عمق مآسي النكبة الأولى 1948م، وجمعَّت شتات الهوية وضياعها، وقفزت عن كل الشعارات النظرية، لتصنع للوطن عنوانه العربي والإقليمي والدولي، عبر مسيرة قادها الأوائل العظماء، وحوَّلت الشعارات إلى انطلاقة مسلحة أجبرت العالم أن يتعامل معها، وبذلك تولى الفلسطينيون زمام المبادرة، وطمسوا الوصاية والتبعية، وتولوا شؤونهم بأنفسهم، وأصبحت حركة فتح العمود الفقري للقوى والفصائل الفلسطينية، وسعت دائما إلى الوحدة الوطنية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية ومتسلحة بالقرار الفلسطيني المستقل، حتى انتزعت التمثيل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وطرقت أبواب العالم، لتسطع شمس فلسطين في الكون، وما كان هذا لولا ثلة آمنت بأن الوطن ينتصر حين يخلص أبناءه في العمل والنضال، ويصنعون الإرادة والأداء الذي أبهر العالم، ومن هنا ولكي تستمر سيرة الرجال الرجال وتاريخ مشرق يتناقل من جيل إلى جيل، لتبقى وتستمر وتنتصر الثورة، فلابد من تسجيل ذلك التاريخ بكل الوسائل الممكنة، لأن كتابة، وقراءة التاريخ هو الدافع القوي والحافز الأكيد لنصل الى القادمين ليحملوا الراية ويستمروا في الطريق حتى زوال الاحتلال عن فلسطين وإلى القدس عاصمة دولة فلسطين وليتسلحوا بكل المبادئ والحقوق التي لن تسقط بالتقادم.

من هنا فإن ما سجله الأخ الكبير والصديق العزيز الدكتور نبيل شعث في مذكراته "حياتي من النكبة الى الثورة" يعتبر سلاحا حقيقيا، وزادا وطنيا، ونهجا يحتذى به،وصفحاته العامرة بالخبرات، وحافزا لكل القيادات لتكتب مذكراتها وتنقل لنا تجاربها وسيرة حياتها ومحطات الوصول الى الوطن وبناءه، فهذا هو العرس الذي لا ينتهي، والعطاء الذي لا ينضب، والمرجع الذي يوصلنا الى من سبقونا وغادروا دون أن يتمكنوا من أن يوثقوا تجاربهم في صفحات مشرقة لحماية الذاكرة والحفاظ عليها.

 يقدم السياسي الفلسطيني المخضرم، الدكتور نبيل شعث، في سيرته الذاتية مرحلة من أكثر مراحل التاريخ الفلسطيني تعقيداً، عبر قراءة موسعة لما عاش وخبر في مخزون الذاكرة الملتصقة بحياته، وهنا أسجل قراءاتي عن كتابه في جزئه الأول الذي يتناول فيه الفترة بين بداية الغزو الصهيوني لفلسطين وملحمة بيروت، وتناول كافة التفاصيل التي احتواها الكتاب في فصول وعناوين ومحطات وتواريخ وأسماء ومواقع ومواقف، وبالرغم أنه من الضروري تناولها تفصيلاً، إلا أنني سأترك للقارئ أن يتعمق فيها لتكون له خير معين للدخول في مراحل تاريخية أثرت في حياته وحياتنا، وأثر فيها، مما حوَّل مذكراته من سيرة ذاتية الى سيرة شعب يعتز بتاريخه ونضاله الوطني والسياسي لنيل حقوقه، كما قال الشهيد القائد الأب ياسر عرفات "أبو عمار":"إننا لا ندافع عن موقع هنا او هناك، لكننا ندافع عن إرادة شعبنا في الحياة، وإصراره على الاستقلال والحرية".

الدكتور نبيل شعث كما قرأته في مذكراته وفي سنوات معرفتي به، وطنيا فلسطينيا قوميا عربيا ملتزماً، يؤمن بالله وبالإسلام دينا، يرفض العنصرية والظلم والطغيان، ويتسلح بالمعرفة والتسامح بين البشر، لأن هدفه تحرير بلاده أولاً، وكما أنه يؤمن بأن أسلوب المواجهة الناجح يلزمه التسلح بالشفافية والصراحة المتناهية والمعرفة والثقافة وتعلم اللغات الأجنبية، ولا تخلو مذكراته من ترجمة لقناعاته أن المرأة شريكته في كل عمله وإنجازه المجتمعي والوطني، كما هو الحال للمرأة الفلسطينية في كل محطات المعاناة والصبر والانتصار والانكسار.

ولد في مدينة صفد الفلسطينية في 9 أغسطس 1938م، لأب فلسطيني من غزة وأمه سميحه التنير لبنانية من بيروت، وكانت صفد مقرا لقيادة الثورة الكبرى، حيث عمل والده علي رشيد شعث، مديرا لمدرسة صفد الثانوية التي تخرج منها الكثير من القادة المؤسسين لحركة فتح، وجيل العظماء ورواد العلم والتنوير، مما شكَّل له كنزاً من المعرفة، ساعده في كثير من مراحل حياته.

يافا الحضن الدافيء في حياته، والمدرسة العامرية أهم المدارس في فلسطين،كما كانت الاسكندرية المدينة الجميلة التي أحبها وعشق تضاريسها وجغرافيتها وأهلها، وفيها البنك العربي الذي عمل والده مديرا له، وحين كان عمره خمسة عشر عاما،يتذكر مجموعة الشباب الذين زاروا والده، وهم ياسر عرفات، وصلاح خلف، وفاروق القدومي وقدم لهم والده الدعم المالي والمعنوي، وقائلا له عن ياسر عرفات "هذا الفتي سيصبح قائدا ورئيسا لفلسطين"، كما يتذكر أن والده أول من فكر في انشاء نادي فلسطين بالاسكندرية وقد كان رئيسا له وعميدا للجالية الفلسطينية هناك وتحول النادي لاحقا مقرا لمنظمة التحرير الفلسطينية.

يتبع في الحلقة الثانية ..

المزيد من المقالات...