في عرس أبي الفداء

hkmtwalid.jpg           fida762.jpg

د. محمد حكمت وليد                          أبو الفداء

وفُزتَ بوعدِ ربِّ العالمينا

"طريفٌ" ياأخي.. ونَجِيَّ روحي

عبرتَ إلى دروبَ الخالدينا

ونلتَ شهادة عزَّت فداءً

وطابت مشربا ًوزكَت مَعينا

أخا الإسلام كُنتَ أخاً  كريماً

وشهماً باذلاً برَّاً  حنونا

خرجتم في البلاد مهاجرينا 

إلى بلدٍ يسرُّ الناظرينا

ويلقى المرء فيه كل صنف 

من الإكرام والعيشَ الأمينا

ولما صَوتُ سوريا تعالى 

يَصكُّ صداه سمع العالمينا

وصار صُراخُها دمعاً سخيناً

وصار نحيبها ألماً دفينا

تركتَ( سُويدَ) والجنَّاتِ  فيها

وعُدْتَ لتُنجدَ الوطن الطعينا

"طريفُ" ذهبتَ في عرسٍ بهيج

فهل من عودة للذاهبينا

أنبكي عند موتك أم نُغنّي 

أناشيد الهداة الظافرينا

فلسنا في عزاء كي نُعَزَّى

وقد جاء الصحاب مهنئينا

عليك سلام ربك في البرايا

وأشواقُ الملائك أجمعينا

رَحَلْتَ الى حمى ربٍ كريمٍ

وعدلٍ  قد فقدناه  سنينا 

فقل ياربُّ لانشكو المنايا

ونشكوكَ الطغاة الظالمينا

ميليشيات ٌوأجنادٌ وفُرسٌ 

وروسٌ من دمانا يرتوونا

طَغَواوبَغَوا وظَهْرُ الأرضِ أضْحى 

جَحيما والسماءُ غَدتْ جُنونا

صواريخٌ براميلٌ وموتٌ

وغاراتٌ ونيران ٌصُلينا

وأطفالٌ وأيتامٌ وزُغبٌ

إلى رَبِّ الخلائق يشتكونا

وقل ياربُّ لانشكو المنايا

ونشكوك الهداة القاعدينا

ونشكوك الشباب الشاردينا

ونشكوك الدعاة الفاترينا

مَشَيتَ على دروب المؤمنينا

وكُنتَ من الدُّعاة العاملينا

وأسعفتَ الجريحَ وكُنْتَ طِبَّاً

وأطعمت َالجياعَ السائلينا

(سنابلُ خيرِكِ )اجتمعتْ وطابتْ

وصارت ْبَلْسماً للاجئينا

وقاتلتَ الطغاةَ وَكُنْتَ سَيفاً 

بزند الصامدين الصابرينا

تَحديتَ المنون َوكنت َرُمحاً

بِصدرِ  عصابة المتجبرينا

إلى أن جاء يومٌ صرتَ فيه

طريداً للبغاة المجْرمينا

بذلتَ الروحَ  واسْترخصتَ نفساً 

تَعُز على البرية أجمعينا

وبذلُ الروح يَفضُل كلَّ غالٍ

يراه الناس في الدنيا ثمينا

أيا رباه ان كنّا  عصينا

فنحن من العصاة النادمينا

رجعنا عصبةً متآلفينا

وسِرْنا في الدروب مجاهدينا

إذا هو لم يكن غضب علينا

فإنا بالقضاء بِنَا رَضينا

وذاك (طريفُ )عندك ياإلهي

تَقبَّلْه قَبولَ المخلصينا

ونحن شهود خلقك قد عهدنا

(طريفا) صادقاً برَّا أمينا

لقد أوصى لدعوته بإرثٍ

وأورث دعوة الله البنينا

وجنَّاتُ النَّعيم مقامُ صدق

لمن صَدَقوا إمامَ المُرسلينا

*  *  *

وسوم: العدد 762