الشوقُ يحرق

محمد مبارك الأحمد

يا حمصُ هل بعدَ التَّـغـرُّب دارُ 

يأوي لـدفءِ ربيـعِـها الأحرارُ 

الشَّوقُ يحرقُ و المذلَّةُ والنَّوى 

و اللـيلُ من شــبحِ الهمومِ نهارُ 

أكلَ التغــرُّبُ من جميلِ تذكُّري 

و أصــابني في مِسْمَـعَـيَّ ضِرارُ 

كم قد رأيتُكُ ترتدينَ مُـذَهَّبًا 

و عليكِ من حرسِ الأباةِ سِـوارُ 

و الوعرُ من زهْرِ الربيعِ منوِّرٌ 

يسقي الرياضَ على المدى آذارُ 

والغانياتُ على الدروبِ بنزهةٍ 

تهـتَزُّ منها في الغصــونِ ثمارُ 

فيكادُ يدفعُني الفُؤادُ لقطـفِـها 

لولا المــروءةُ للكـريمِ جدارُ 

كم كانَ يحلو(للخرابِ) مسيرُنا 

و حديثُنـا حولَ القريضِ يدارُ 

نستظـهرُ الفـنَّ الجميلَ مفوَّفًـا 

فتـهُـزُّنـا من حلـوِها الأشـعارُ 

من كلِّ قافـيةٍ تعاهـَدَ نبضَـهـا 

بينَ القـوافي الفاتـناتِ نـزارُ 

أَبكي على تلكَ العهودِ و صُحبةٍ 

و دمـوعُ من فَقَدَ الصِّحابَ غزارُ 

في كلِّ مشـرقةٍ أســائلُ مهجتي 

هل حانَ للطَّـيرِ الطَّـريدِ مطارُ 

أتُكَـحِّلُ العـينَ الحزينةَ عـودةٌ 

من بعدِما جبرَ الطُّغاةُ و جاروا 

و تعودُ في تلكَ المعاهدِ ضجَّـةٌ 

و الزَّهـر من ألق الصغارِ يغـارُ 

و تعـودُ تمتـلئُ البيوتُ بأهلها 

و الكلُّ حُــرٌّ و النفوسُ كـبـارُ 

الدارُ تضحـكُ بالقطـينِ كعاشقٍ

و تنامُ ملءَ جفونِـهـا الأسـرارُ

وسوم: العدد 776