إنّ لدينا عملاً

الحساني حسن عبد الله

عَضَّ زمانٌ، ووهَتْ أَعْظُمٌ، وآدَ زَنْدَيَّ الذي لا يئودْ

صار صبِىُّ المهدِ شيخاً، كما صار هشيماً بعد ما اخْضرَّ عُودْ

وقال شَعْرٌ شَابَ إنّ المَدى ضاقَ، وإني لاحقٌ بالجُدودْ

أنا هنا الآنَ، ولكنْ غداً أُمسى طعاماً دون شَكٍّ لِدُودْ

فلْيخْسأ القيدُ على مِعصمي؛ زائلةٌ يوماً جميعُ القيودْ

عَضَّ زمانٌ، ودَنا مَغربٌ، ولاحَ لي ماءٌ، وعزَّ الورودْ

تُرى إلى أين؟! بريدي مَضَى، فهل تُرى أُمْهَلُ حتى يعودْ

أحاطَ بي سورٌ، فلمْ تمتثلْ لحُكْمِهِ وَرْقاءُ تهْوَى الصعودْ

رقَّتْ، فلمْ يَشْعُرْ بتحليقها  لَمَّا تَخَطَّتْهُ  رصاصُ الجنودْ

عاجتْ على بَيْتِي، وألقتْ على سُكّانِهِ نظْرةَ حانٍ وَدُودْ

وحينما هاجَ الجَوَى دَمْعَها أَمَرْتُ فوراً عينَها بالجمودْ

إنّ لدينا عَمَلاً، والأسى  تبّاً لِكُتّاب الأغاني  قُعودْ

تخلَّصي، وَارْتفعي، غَلْغِلي طَيَّ الكثافاتِ، وشُقِّي السُّدودْ

نادَى مُنادٍ خَلْفَ تلك الرُّبى، فَاسْتَقْبِلي ما عِندهُ مِن وُعودْ

وَجَدِّدي البَيعةَ؛ جَفَّ الثرى، وكَفَّ حينَ البأسِ وَرْىُ الزُّنودْ

وَاسْترْوِحِي، إنّ خَضَاراً بدَا، وربما لبَّتْ هَوَاكِ النُّجودْ

لكنْ إذا فاحَ شذًى فَاحْذَري أن تَقَعِي أسيرةً لِلْوُرودْ

إنّ لدينا عملًاً، والذُّرى لم تُرْقَ إلا بتوالي الجهودْ

تَذَكَّرِي العُشَّ وأفراخَهُ، والوَبَأَ الآتِي، وَقَوْمِي الرُّقودْ

ما أَبْشَعَ المَنْظرَ! لَوْ أنّهمْ تَصَوّروهُ لَاقْشَعَرَّتْ جلودْ

ذاتَ الجَناحَيْنِ اسْبَحِي وَاسْبَحِي، عِفْتُ الهواءَ المْيتَ عِفْتُ الركُّودْ

لكنْ إذا أَغْراكِ جَوٌّ خَلا، فَلا تُطيلي في الخلاء الهُجودْ

ولا تُجيزي لِمَقامٍ عَلا  مَهْما عَلَا شأنُكِ  تَرْكَ السُّجودْ

وسوم: العدد 777