أقوى من العملاء

أعودُ أعودُ منتصبًا

أزمجر تحت سكينهْ

ويذبحني ويفرمني

وثانيةً

أعودُ أعودُ منتصبًا

وأكبرُ تحتَ سكينهْ

أنا الغضبُ الذي ما زالَ متقدًا

ومن أوراسَ لليمن ِ

أنا الوطنُ الذي تركوهُ في أحضانِ عاهرةٍ

أنا الإنسان والرؤيا

وجوعُ الأرض للمحراثِ

والأزهار  للغصن ِ

أنا الحبُّ الذي ينمو على فقري مع الزمن ِ

أنا المجدافُ البحارُ والأمواجْ

وفي سفني

تجيءُ مواكبُ الزيتون والبارودْ

لتعتقَ نسليَ الموعودَ من قبري

ومن كفني.

أعودُ أعودُ منتصبًا

ومن ملكوت أحزاني

يشب الموت مشتاقًا لشرياني

ووجه العالم القاني

يُعبّدُ كل آفاقي

فأصرخُ آه يا وطني

ويا حلمي وآمالي

ويا فرحي وأشجاني

تصير الرّوحُ مطرقةً

يصير الجسمُ إزميلا

وأكسر كلَّ أغلالي وأوثاني.

وتنزلقُ الرّؤى في الدمعِ تنزلقُ

فأشعلُ ثورتي وأكادُ أحترقُ

وأقسمُ ثمّ أقسمُ

أن طاقاتي ستنعتقُ

أعودُ أعودُ منتصبًا،

وفي ليلِ الشتاءِ

وتحتَ زوابع ِ الأمطارِ والبرق ِ

ورغمَ سلاسلِ الجلادِ والكاهنْ

أقومُ أقومُ من جَدَثي

وأبعثُ مرةً أخرى

أدقُ على نوافذهم

أنا الكابوسُ والزلزالُ

إن ناموا وإن قاموا.

وسوم: العدد 806