تحيا البلاد بأهلها

قالوا : أتهجرُ موطناً ، وقريبا

  وتعيش وحدك في البلاد غريبا 

  وترى الجهول على المنابر فارساً

  ومحدثاً ، ومعلماً ، وخطيبا 

  فأجبتهم : ما هاجر الأوطان زهداً --- 

كي يعيش  معذباً ، وكئيبا

  قد لاحقوه  ، وهدّدوه  ، وطاردوه  ،  وهجَّروه ، وأشبعوه  نحيباً

  رحل الغريب لكي يصون كرامةً

  هُدِرَتْ ، ولاقى أهلها التعذيبا

  رحل  الغريب ، وما  رأى  غير الرحيل  ، وربما كا ن  الغريب  مصيبا

  كي لا يشاهدَ قاتلاً  ، أو نسوةً

  يندبنَ إبناً ، أو أباً ، وحبيبا. 

  وأقام في بلدٍ ، ... وحيداً لا يرى 

  خِلّاً وفيّاً ...مؤنساً ، وطبيبا

إن الغريب  مطالبٌ. ..  في أن يكون  ---

  مع الأنامِ مهذَّباً ، وأديبا

لا بدَّ من عودٍ إلى أوطانه 

  ليعيش حُراً  ... لا معاً  ، ونجيبا

  لا بدَّ  أن  تحيا  البلاد  بأهلها

وتزول  مأساة  الغريب  قريبا

وسوم: العدد 819