رَمْلُ الحَكَايــا

أمَا شاخَتْ مَرَايا في الدَّهاءِ=أمَا مَلَّتْ تَجاعِيدَ الرِّياءِ؟ فَتِلكَ ممالِكٌ شَرِبَتْ نَبيذًا=يُعَتَّقُ في خَوابِيْ الِانْتِشَاءِ صَقَصْلِيّونَ راقَتْهُمْ دِمانا=فَكيفَ سَيُقلِعونَ بِلا ارْتِواءِ؟ وكيف سَيترُكونَ لنا صَباحًا=لِيُسْكَنَ بالبَنَفْسَجِ والضِّياءِ؟ لَقَدْ عَقَدُوا معَ الدَّهْمَاءِ عَقْدًا=على وَرَقِ البَياضِ وَالِانْتِمَاءِ إذِ الَعُميانُ قَائِدُهُمْ صِراعٌ=مع الآتينَ مِنْ حَدَقِ السَّماءِ أُهِينَتْ عِندهُمْ ألوانُ طَيفٍ=على الجُدرانِ في فَوضَى الطِّلاءِ بُيوتُهمُو بِلا ثَغْراتِ ضَوءٍ=وتَمْلَؤها تَراتِيلُ الخَواءِ وهلْ تُجدِي النَّوافِذِ في ظلامٍ=يُخَيِّمُ في النَّهارِ وفي المَسَاءِ؟ فإنْ نادَى "نيونزُ" أنا أراكُمْ=فَذَا صَوتُ الجُنونِ والِافْتراءِ مَحاكِمُهم بِلا عَدلٍ سَتُفضِي=إلى فَقْءِ العُيونِ أوِ الجَلاءِ وَيُنْغِضْ رأسَهُ الحَيْرانُ رَفضًا=أَيَمْضِي الِاخْتِلافُ بِلا اسْتِياءِ؟ هُما ضِدَّانِ ما لهُمَا الْتِقاءٌ=فهل يُغني التَّقارُبُ مِنِ شقَاءِ؟ هَوَى الَّلبْلابِ يُردِي كلَّ صَبٍّ=تَسَربَلَ بالتَّفاؤلِ والوفاءِ فَتِلْكَ مَسَالِخُ الأوطانِ تَرنو=إلى أُهُبٍ سَتُوشَمُ بِالعَدَاءِ ولِلتَّبْريرِ دَالِيَةٌ ونَهْرٌ=وفي وِدْيانِهِ ركْضُ الظِّبَاءِ نُنَقِّبُ في الليالي عنْ شُموسٍ=وَمَا سَطَعَتْ على كَفِّ التَّنائي عُوَاءُ الذِّئبِ مِيثاقٌ غَليظٌ=فلا ذِئبٌ مَحَا عَهْدَ الإخاءِ وفي الصَّحراءِ أقمارٌ شُهودٌ=على ما كانَ مِنْ صُوَرِ الوَلاءِ يَعِفُّ الذِّئبُ حتى المَوتِ جُوعًا=ولا يُدْمِي أخًا في الِابْتِلاءِ وفِي غابَاتِنا غَدْرُ المَنَايا=تُرَتِّبُهُ الأُخُوَّةُ في الرَّخاءِ سَيَشْهَدُ عَارَنَا رَمْلُ الحَكايَا=قَوَافِلُ مِنْ دُمُوعِ الأبرياءِ وَيَبْكي القَيْدُ في لَيْلِ المَنَافي=,,بِقلبٍ مُتْعَبٍ,, أيْدِي النَّقَاءِ وَيَشكو السَّوطُ مِنْ ظهرٍ تَفانَى=لِيَجمعَ ما تفرَّقَ مِنْ لِحاءِ ويُشوَى الرَّافِعونَ لِواءَ حَقٍّ=على الجَمْراتِ شَيَّ الكَسْتِناءِ إذَا لَمْ يُهدَمِ "البَسْتيلُ" تَوًّا=لِيُبْنَى فَوقَهُ صَرْحُ الإبَاءِ فَتَنْتَصِرَ الحَمِيَّةُ لِلأُسَارَى=وتُوقِفَ: سَوْمَهُمْ سُوءَ العَنَاءِ وأكبادًا سَتَنْهَشُها طُيورٌ=بروميثْيوسْ يُعادُ بِلا اكتِفَاءِ وَوَحشَ الذُّلِّ يَلْقَفُنا تِباعًا=إذا لَمْ نَنْتَفِضْ ضِدَّ الوَبَاءِ