بين التصوف والسلف

لم يبق في غير السفاسف والقشور له كلف

عرف التسلُّف أن يجادل غير ذلك ما عرف

ضاعت بنا الرايات والغايات واستشرى الدنف!

الكل يومي أن إلي وقد تشبث في طرف

متنافرين ولا وجود لواقف في المنتصف !!

والحق بين الكل مغلول اليدين ومختطف

يا داء (جرح)  أندلس دماً !من كل أوردتي رَعَف

الكل يقتلنا ونقتل بعضنا يا للطُرَف !!

ما بالنا والكل من نفس المعين قد اغترف

كل يحب محمداً ويموت من أجل الهدف

كنا قديماً والزمان برأس إلفتنا  حلف

نمضي كما البنيان مرصوصاً  تعاضد وائتلف

كنا إذا ما قيل يا خيل اركبي   فورا زحف

جيش كزلزال  له قلب الجهول قد ارتجف

دار الزمان بنا وبنا المقام قد اختلف

مثل الغثاء جموعنا صارت لها  سيلُ جرف

يا غاية الجهل  الذي بعقول أمتنا عصف

نسعى وراء الأبعدين ليسلموا ولنا لَهَف

وهنا نكفِّر بعضنا بالرأي من معنا اختلف

كم راقص يوما رقصنا حين بالدين اعترف

وموحِّدٍ لله منذ المهد يُرمقُ  في قرف

هذا لعمرك من مذلّة أمّةٍ ونذير ضعف

ما كان ما يجري لها عفوا ولا محض الصدف

إنّا على خطر يهدِّد  بالفناء ومنعطف

إما نقوِّي ضعفنا ونرص منّا كل صف

حتى  نحرِّر أرضنا ونعيش فيها في شرف

أو ننتهي للذلِّ والقهر المؤبد والشظف

وتصير قبلتنا الجديدة بعد مكة في النجف

وسوم: العدد 821