في ظلال الشهيد(٢)

كم كـان فــي كـل الثغور مــقـــاتــــلاً

وبــكل عـــزمٍ فـــي الـمــعاركِ  أقدما !

أصغى إلى نَغَــم الــرصـاص مُـزمجـراً

وبــوجــهــه شـــطــرَ المـخاطـر يَمَّـمـا

لـــم يخشَ إلا اللهَ حيـــنَ أتـى الـوغى

هُو لـم يَهَبْ جــيش الــعُـــداة عرمرما

لزئــيـــره أصــغـى الأصـمُّ وكــم روى

أخــبـــارَه مـــن كـــان مــنهـــم أبـكما

وبنزفه قــــد خـــطَّ فـــي كُـتبُ الـعلا:

عــيشُ الــهــوان غــدا علــيَّ مُـحَـرَّما

أهدى الشهيدُ الـروحَ في حَـلك الدُّجى

شــمســـاً تُــضيءُ بـكــلِّ دربٍ مَـعْلـَمـا

فــإذا رآه الــحــــزنُ  ثــكـلى أُفجِـعَـتْ

وأســى أبٍ  أبــكى الــبـتـولَ ومـريـما 

و أخـاً تخــورُ قُواه خـــلـــفَ جَـنــازة

تمــضي ,وكــم قــلـبٍ بـكى فتحطَّمـا !

ورآه فـي وَرق الخــريف.. بضـحــكــةٍ

صفـــراءَ مـــن طفــــلٍ لــه قـــد يُتِّـمـا 

فالـــنصــرُ يــبــصـــره يـــودّع روحَـــه

يـــومَ الشـــهادة حـــالـــمـــاً مُــتَـبسِّما

ويـراه نــبــضَ مَــودّةٍ فــي صدْرِ مــن

آخــى مـســيـحـيّـاً وعــانَــقَ مُسـلـمــا 

وسوم: العدد 823