الراية

ضرِّجوها.. ضرجوا الراية بالدفاق من قلب الجراح

واغمسوها في اللظى الألاق في وهج الصباح

أشعلوها في ذرى (أوراسنا) الشم الفساح

أججوها ... ثورة البركان ... في تلك البطاح

وابعثوها ... شعلة الإيمان ... والحق الصراح

وانسجوها ... من خيوط الفجر ديباج الوشاح

وارفعوها ... راية النصر في درب الكفاح

***

ضرجوها ... ضرجوا الراية بالفوار من فيض المشاعر

واسمعوها من فؤادي: بارك اللهم إيمان الجزائر

ضرجوها ... لم تزل راياتنا تهوى الدماء

للنجيع الفائر الثجاج ما زالت ظماء

من قلوب أترعت بالحق فانبعثت عطاء

من نفوس آمنت بالله فانطلقت مضاء

آثرت أن تزرع الدرب ضحايا، شهداء

وانثنت تلوي الأعاصير فتذروها هباء

صممت أن تترك المحتل في تيارها العاتي غثاء

ضرجوها.. ضرجوا الراية بالفوار من فيض المشاعر

واسمعوها من فؤادي: بارك اللهم إيمان الجزائر

***

ضرجوها .. لم تزل في الدرب قافلة البطولة

تمضي وأشواك العدى الأقزام تافهة هزيلة

تمضي فتسحق في الطريق هوى الطواغيت الذليلة

وتشق نحو القمة الشماء... وجهتها الأصيلة

ومتى مضت أزجت سحاب النصر يا بشرى الخميلة

بشرى التراب الطاهر المصبوغ في أرض الرجولة

بالخصب.. بالإعطاء فالآفاق ممرعة ظليلة

ضرجوها.. ضرجوا الراية بالفوار من فيض المشاعر

واسمعوها من فؤادي: بارك اللهم ثوار الجزائر

دمشق – آذار 1958

*  *  *

وسوم: العدد 828