غدوت هنا أسيراً

إلهي قد غدوت هنا أسيراً=فكن أنت المعول والنصيرا بسجنٍ شط ليس له طريق=ولا التاريخ يرويه نظيرا وقد منعوا زيارتنا بياتاً=وأخذ العلم عنا والسفير سوى من كان ذا مالٍ وفير=وواسطةٍ تشق له الصخور أرى فيه صبيحة كل يومٍ=رسول الموت يخطر والنذير وأسمع صوت مظلومٍ أسيرٍ=يرجي فيه سجاناً حقيرا وتنهال السياط السود تترى=فلا يدعوك سواك له مجيرا وكم من ساعةٍ مرت علينا=عشقت الموت فيه والقبور شريطة أن يتم رضاك عنا=وترزقنا السعادة والحبور وهذا ثالث الأعواد يمضى=ولم أر في ظلام السجن نورا يبشر بالخلاص ولو بصيصا=سوى الآمال أنسجها حريرا وأنت بنا اللطيف فلا تكلنا=لخصمٍ بات شره مستطيرا وإن تمهل فلم تهمل إلهي=وحبل الظلم أعهده قصيرا فأرجو منك نصراً عن قريبٍ=وتعقب حزننا هذا سرورا وماذا عن بني حمدان أروي=إلى التاريخ و أروي سطورا وقد أضحت جرائمهم جبالاً=وبجراً ماج مضطرباً غزيرا يحار بها أبو عثمان(1) نثراً=وتقي من فداحتها جريرا(2) وكما العقاد ثم المنفلوطي=ويدعو الرافعي بها ثبورا ولكنا لرحمته تعالى=لمسنا فيه والعون الكبير وحفتنا عنايته ولطف=عظيم ذلل الأمر الخطيرا