الهجرة

(بأسعدَ) والرَّهْطِ من خزرَجِ

نواةٌ ستُزرعُ في يثربِ

كأنَّ الضِّيا شعَّ من مارجِ

على الأرضِ تختالُ عُجْباً بهذا النبيْ

......و تكبرُ...تكبرُ هذي النَّواةْ

ليخضَّرَ عودُ الشريعةِ باثنيْ عشرْ

ببيعتِهِم للرسولِ النَّبيِّ ؛ بهم جابرٌ وأبوهُ وخالاهُ، ثمَّ من الرهطِ إذ ينتصِرْ

تمخَّضَ للقومِ عن مخرجِ

فللِّهِ من بيعةٍ للألى

بها الدينُ أسَّسَ أركانهُ

فكانَ البناءُ، وكانَ الظفرْ

(فلابنِ زُرارةَ) أشياعُهَ

وللأوسِ أتباعُ خيرِ البشرْ

فللِّهِ درُّهُمُ من رجالٍ، وقد بايعوا الحِبَّ في (العَقَبَةْ)

وما أدراكَ يا صاحِ ما العقبهْ؟

ومن ثمَّ ما أدراكَ ما العقبةْ؟!

نواةٌ تذرُّ الضِّيا للبشَرْ

،، ومنهم رسولٌّ عزيزٌ عليهِ التعنُّتُ منكم ، حريصٌ عليكمْ، وبالمؤمنينَ رؤوفٌ رحيم:

فهجَّرَ أصحابهُ أولاُ

،،وأبقى (نواةَ النُّواةِ) لهُ صاحباً؛ هو ابنُ قحافةَ من بعدِهِ؛ هو خيرُ البشرْ

                        -------------------------

في انحسارٍ من المروءاتِ يُخسي... وارتكاسٍ عن العروبةِ نكسِ

وبرأيٍ من الشياطينِ يُغري... بمديدٍ من الغواياتِ يرسي

فلإبليسَ غايةٌ لم تقصِّرْ ...فهْو يغوي مُضلَّلاً ليُدسِّي

في هزيعٍ من الليالي بهيمٍ...... قامَ رهطٌ من الجلاوزِ شُرْسِ

وأحاطوا بمنزلٍ لنبيِّ ..............بِعِدَادٍ من السَّفالاتِ خُرْسِ

بنَوَايَا قد بيَّتوا لرَسولٍ .......... أنْ يُحسُّوا حياتَهُ أيَّ حسِّ!!

كانَ (يغموشُ) في رِضاً وتباهٍ ..... ورِجالٌ من القبائلِ شُكْسِ

كَانَ يَومَاً من النذَالَةِ فَردَاً ..من قريشِ العِدَا، ومن عبدِ شمسِ

يَا بروحي فُتوَّةٌ من (عليٍّ) .......... كرَّمَ اللهُ وجهَهُ يوم نحسِ

مُشْمَخِرٌّ، ونائمٌ؛ لا يُبالي ....والمشركونَ قد غَفَواْ غَفْوَ بَلْسِ!!

والنَّبيُّ على عيونٍ من إلهٍ....... ذرَّ تُرْبَاً على الوجوهِ ليُخشي

 (ونواةُ النواةِ) معْهُ حيثُ يخطو ....طريقاً ؛ مهاجراً قيدَ خَلْسِ

                      -------------------------

في الغارِ أبو بكرٍ حَذِرٌ

من خطرٍ يؤذي صاحِبَهُ

،، فيقولُ أبا بكرٍ مهلاً

فاللهُ الماجدُ يرقُبُنَا

ما ظنُّكَ باثنينِ عِدَاداً

اللهُ الثالثُ إذ جَادَا!!

لَا تَحزَنْ ربُّكَ حَافظُنَا

؛ فَكَلمَةُ الكفرِ هي السُّفلَى

، وكلمةُ اللهِ هي العليَا

، وَسَكينَتُهُ سَتظلِّلُنَا

،،، واللهُ عَزيزٌ، وَحَكيمُ

            ---------------------

(وسُراقةُ) يرمُلُ في خَبَبِ

بحصانٍ أبلقَ لم يَخُبِ

إذا رأسُ محمَّدٍ الهادي

عنوانُ سُراقةَ في الطَلَبِ

، ويغوصُ الأبلقُ للرُّكبِ

في الرملِ بلَا أَدنَى سَبَبِ

،، وسراقَةُ يمسي مذهولا!!!!!

ويناشدُ بالرَّحمِ رسولا:

سأفرُّ إليهمْ مخذولا

فيكافىءُ أحمدُ فِعلتهُ

بسواريْ كسرَى من ذَهبِ!!!

                        ------------------------

هو الطريقُ لاهبُ

يلوبُ فيهِ اللَّاغبُ

تَحوطُهُ المَتَاعبُ

والكلُّ كَلٌّ رَاغبُ

بقطرةٍ منَ النَّدَى

تكونُ بَلاًّ للصَّدَى

،، فَكَانَ دَفعٌ للرَّدَى

في بيتِ (أمِّ مَعْبَدِ)

الشَّاةُ ضِرْعٌ أجوفُ

والجِسمُ كَشْحٌ أنحفُ

... بمسحَةٍ من النبيِّ الهاشميِّ أحمدٍ

صارتْ تُدِّرُ لبنا

فشربتْ

وشربوا

تضلَّعتْ

تضلَّعوا

والضَّرعُ فاضتْ لبنا...........................

معجزةٌ كريمةٌ..... واللهُ خيرُ الرازقينْ

إذ أطعم (البتولَ) طُعمةُ، واللهُ خيرُ المُطعمين

وكلَّما كانَ دُخولٌ من (أبي يحيى) عليها؛؛

كانت تقولُ ربُّكَ الرزَّاقُ من غيرِ حسابْ

.......... والضَّرْعُ درَّتْ لبَنَا.......................

               -------------------------

وقالتْ أمُّ معبدِ

للزوجِ في تودُّدِ

لم تدري أنَّ ضيفهَا الهادي النبيُّ المهتدي

قال: صِفِيه بالتَّمامِ والكمالِ علَّني أهتدي

لعلَّني أعرفُهُ

،أو أهتدي إلى اسمهِ

فقالتْ أمُّ معبدِ:

 وضيءُ وجهٍ، باسمُ

وسيمُ خَلْقٍ ، ناعمُ

أشفارُهُ موطوفةٌ

، وعينهُ فيها الدَعَجْ

بنظرةٍ فيها الزَّجَجْ

والشعرُ جَوْنٌ فاحمُ

، هو الوقارُ صمتُهُ

كذا البها حديثُهُ

إذا نظرْتَ من بعيدٍ خِلْتَهُ البهَاء قد نبعْ

،، وإنْ نظرْتَ من قريبٍ رُمْتَ فيهِ الحُسْنَ والجمالَ قد جَمَعْ

إنْ قالَ لا هذرٌ ولا نذرٌ عَرَى كَلَامَهُ

منطقُهُ مثلُ الجُمانْ

كأنَّمَا نُظِّمْنَ في أبهى العقودِ والدُّرَرْ

وجسمهُ رَبْعَةٌ

لم يشكُ من طولٍ ولا قِصَرْ

إنْ كانَ بين اثنينِ خلتَهُ القَمَرْ!!!

وصحبُهُ تحلَّقوا من حولِهِ مدافعينَ عنهُ أيَّ شرٍ،،،، أو ضَرَرْ

وإنْ يقلْ فيسمعوا

كلامه، يبادرون بامتثالٍ إنْ أمرْ

لا عابسٌ إذا بسَرْ

ولا مفندٌ إذا يوماً هَزَرْ

بصحبِهِ لقدْ حُفِدْ

بحبِّهِم لقد حُشِدْ..............................................................

للتوِّ قال زوجُهَا:

هو النبيُّ أحمدُ، هو النبيُّ أحمدُ

                   --------------------------------

في التماسٍ قدوماً خيرَ إِنْسِ ...رامَ صحبٌ تشوفاً خير أُنْسِ

فتراهم على العوالي قيَامَاً .... قَد أداموا تَشوقاً فَجرَ شَمسِ

حُجبتْ شمسُهُم فَردَّ عليهم.... نورَهَا كلُّ ثاقبِ الرأيِ نَطْسِ

في اشتياقٍ حتَّى إذا طَلَّ ظِلٌّ ..... لحبيبٍ تهفو إليهِ كلُّ نفسِ

من محبٍّ يهوى قدومَ بعيدٍ .... وشغوفٍ ، مدَنَّفٍ قيدَ حبسِ

تحسبُ العينُ أنهُم قد تُوفُّوا ...من شغافٍ يُصيبُ صَبَّاً بمَسِّ

يَغتَلي فيهُمُ ارتيابُكَ حتَّى ................ تتقرَّاهم يداكَ بجسِّ

حُلُمٌ راقَ للصِّحَابِ طويلاً ... وهْو في عَتمةِ الخَيَالِ المُنَسِّي

وإذا طارفٌ يلوحُ على الأفْقِ لحوحاً على اغترافٍ،،، وقبسِ

يَا أَبَا القَاسمِ المُفدَّى أغثنَا .... بعَطَاءٍ منَ السَّمَا ليسَ يُنسي

ضُمَّنَا، ضُمَّنَا إليكَ فإنَّا .............قد عزمنَا فِداً بمَالٍ وَنَفسِ

كانَ يوماً من النعيمِ فريداً ......إذْ يدواي اللِّقَاءُ أسقامِ بؤسِ

يَا رَعَى اللهُ مَا أَصبَحَ منهُ وَسَقىض نــــــورَهُ الحَيَا ما يُمسِّي

قريةٌ لا تُرامُ في الأرضِ صَاَرتْ...تُمسِكُ الأرضَ أِن تِميدَ، وِتُرسي

أَصبَحَتْ درَّةَ البلادِ وَأَمسَتْ ............... في قدومٍ لأحمدَ دَارَ أُنْسِ

كَانَ حلْماً منَ الخيالِ جَميلاً......... فَصَحَا القلبُ من طيوفٍ وَهَجسِ

فإذا النورُ نبضُها فيضَ صبحٍ............ وإذا يثربٌ بها نورُ شمسِ

بلغَ النجمَ نورُهَا، وتباهى ............ بينَ بغدادَ في العرَاقِ، وقدسِ

فكأنَّ الرَّفيفَ في مسرحِ النــــــُّــــــــــــــــورِ تلالٌ مُطرَّزاتُ الدِّمقسِ

كَسَنَا البرقِ إنْ منَ الضوءِ لَحْظاً ....... لَمَحَتْهُ العيونُ من ذرِّ قَبْسِ

ومغانٍ على الدِّيَارِ وِضَاءٌ.............. لم تجدْ للعَشيِّ مكرورَ طَمسِ

فالثُّرَيَّا مضيئةُ والجَوَاري ................... يَتَبَاهَيْنَ فيهِ أقمارَ أُنْسِ

طَلَعَ الصُّحبُ في مراسِمِ عيدٍ ........ في ابتهاجٍ كموكبٍ يومَ عرسِ

ذي ديَارٌ تروقُ سُكنَى كَخُلْدٍ .............. وَجَنَىً دَانيَاً كعنقودِ غرسِ

                       ----------------------

ليسَ تاريخُهُم لمن يَتَسَلَّى ........ كَانَ دَرسَاً بهجرَةٍ؛ أَيَّ دَرسِ !!!

كَانَ دَرسَاً منَ الحَضَارَةً ؛ رَمزَاً .... تَضحيَاتٍ منَ الأُلَى ؛ مَا يؤسِّي

يَا صروحَاً منَ التقَى شَامخَاتٍ ...... يَا صحَابَاً إذْ نَاصروا خَيرَ إِنسِ

يَا أَبَا بَكرٍ المُفدِّي نَبيّاً .................... يَا نوَاةً قَد أَثمَرَتْ خَيرَ أُسِّ

بينَ أوسٍ وِخِزرِجٍ إذْ تِآِخواْ.......... مَعْ قَادمٍ منْ يَثربٍ؛ دَارِ عُرْسِ

حينَ وَافَى (محَمَّدٌ) دَارَ صَحبٍ ............. بَاتَ كُلٌّ مُردِّدٌ ذَاتَ جَرْسِ

                      ------------------------------

طلع البدرُ علينا

من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا

ما دعا لله داع

وسوم: العدد 841