تشرين عادْ

أبو المعتصم بالله النتشة

تشرين عادَ وفي المدى لحنٌ تردده الحقولْ

لمّا تعانــقت البـلالبل والســنابل والنخيــلْ

وشجونُ أغصانٍ مودعةٍ وقد أزف الرحيلْ

وهشيم أوراق ذرَتْها الريح في ليل الذبولْ

عبرت على الدنيا وغابت مثل أمسٍ مستحيلْ!

*******

تشرين عاد وغابت الأطيار والزمن الجميلْ

وسرى الحنين قصائدا إذْ فارق الخِلّ الخليلْ

وعلى المرافىء قصة الإنسان في عبث الفصولْ

ألمٌ وأشــواق وشمس توشكنّ بأن تميــــــلْ

وأنين قلب متعبٍ .. خطَراته شجو الأصيلْ

لما ترجّل عائدا وعليه من وجع الرحيـــلْ

غصصٌ وآمالٌ وعمْرٌ كان يحلم بالوصولْ

لكنها الدنيــا ســرابٌ  لا ظليلَ ولا مَقيــلْ!

لعب ولهو لم تزل  تلهو بنا حتى نــزولْ

ونعيمها وهمٌ يغازل ضعفنا جيلا فجيـلْ

من عاش يخطب ودها قد عاش يرجو المستحيلْ

أما الذي قد باعها ..ما خاب أو ضلّ السبيلْ

وسوم: العدد 846