مجدُ الضّاد

١  تمهيد :

مجد الضاد متمثل بأعلامها من البلغاﺀ و الفصحاﺀ و أهل الفكر و العلم و البيان .و ممن أشرت إليهم في القصيدة من صنّاع هذا المجد   لا على الترتيب   :

القرآن الكريم   الحديث الشريف   أصحاب المعلقات   سحبان وائل   قس بن ساعدة   أحمد شوقي   حافظ إبراهيم  الفرزدق   عمر بن أبي ربيعة   البحتري   أبو تمام   مسلم بن الوليد   الخليل بن أحمد الفراهيدي   أبو الطيب المتنبي   أبو العلاﺀ المعرّي   الجاحظ   بدر شاكر السيّاب   نازك الملائكة   نزار قباني   ابن سينا   الفارابي  

( شرح بعض الغامضات عقب النص )

٢  النصّ:

  الضّادُ شمسٌ و البلاغةُ أنجُمُ

 و يَشينُ أربابَ العقولِ تلعثمُ

  لا لحنَ في لغةِ الفصيحِ و إنّما

 بلسانِهِ يهوي الفتَى أو يُكْرَمُ

  قد كانَ (شوقيْ)حينَ يُلقي شعرَهُ

 يُزري بما يَسبي النُّهَى و يُحطِّمُ

  و يهزُّ (حافظٌ ) المحافلَ قوّةً

 فإذا قلوبُ الحاضرينَ تدمدمُ

  فتعلَّموا ما شئتمُ من ألسنٍ

 لكنْ بسيدةِ اللغاتِ تكلّموا

  تَلوي اللسانَ بغيرِها خجلاً بها ؟

 إنَّ الخجولَ بوالديهِ لَمجرمُ

  هيَ أمُّنا حفظتْ مفاخرَ أمّةٍ

 و بها تَمَجّدَ معرِبونَ و أعجُمُ

  لغةٌ تراجعَ أهلُها لكنَّها

 دونَ اللغاتِ مَهيبةً تتقدّمُ

  و سألتُها عن عُمْرِها فتبسَّمَتْ :

 عُمْري الزمانُ و إنْ أكُنْ لا أهرمُ

  الدهرُ طفلي و البسيطةُ أختُهُ

 هل لي مثيلٌ في العوالمِ يُعلَمُ ؟

  لغةٌ يصلّي فوقُ مليارٍ بها

 فبِها تنزَّلَ نورُ ربّي المُحكَمُ

  و مُعلقاتُ الجاهليّةِ لم تَزُلْ

 أنْ باللسانِ اليعربيِّ تُنَغَّمُ

  سَحبانُ أبلغَ و ابنُ ساعدةٍ بها

 و محمدٌ سادَ الفِصاحَ فأسلموا

  سلّمْ على لغةِ الفرزدقِ إذ بها

 عُمَرٌ بِنُعْمٍ أو بهندٍ يُلهَمُ

  عَبَثَ الوليدُ و ذا حبيبٌ مُبهِرٌ

 سَبْقاً بهِ سُبِقَ المعلِّمُ مسلمُ

  هذا لسانُ الجاحظِ الفذِّ الذي

 بالنثرِ حلّقَ كالنسورِ يُحوِّمُ

  في سِفْرِهِ الحيوانِ أغنَى في البيا

 نِ أبانَ في البخلاﺀِ كم يتبسّمُ !

   لغةُ ابنِ سينا و ابنِ فارابٍ و قد

 جلّى بها مَن للمعارفِ ترجموا 

  أنا إن نسيتُ فما نسيتُ خليلَها

 و ابنَ الحسينِ بشعرِهِ يستعظمُ

  و أتى رهينُ المحبسينِ فبيتُهُ

 حجّتْ لهُ الطلابُ حيثُ تعلّموا

  شوقيْ و حافظُ بدرُ نازكُ ..ثلّةٌ

 منها نزارٌ بالجمالِ ترنّموا

  و بها نما التعليمُ دونَ عوائقٍ

 فالجامعاتُ بها تظلُّ تعلِّمُ

  و العصرُ إعلامٌ فهل من منكرٍ

 أنْ هذهِ الفصحى تَلينُ و تُعْلِمُ

  ليستَ رباطَ بني العروبةِ وحدَهم

 فالضادُ تُحْيي المسلمينَ و تَنظِمُ

  و الخيرُ للإنسانِ فاحظَ بدُرِّها

 البحرُ يعطي قاصديهِ و يُكرِمُ 

........ ............ ......... ............

٣  إضاﺀات:

البيت   البسيطة : الأرض .

  تزُل : هو من زال يزولُ بمعنى يتلاشى و يفنى .

  سحبان بن وائل و قس بن ساعدة : خطيبان حكيمان من العصر الجاهلي بهما يضرب المثل في الفصاحة و البلاغة .

  عمر بن أبي ربيعة و من صواحبه نعم و هند ...

  الوليد بن عبادة : البحتري

 حبيب بن أوس : أبو تمام

 مسلم بن الوليد : شاعر عباسي لقب بصريع الغواني تتلمذ على مذهبه أبو تمام .

  ابن فاراب : المعلم الثاني أبو نصر الفارابي .

  الخليل بن أحمد الفراهيدي .

و ابن الحسين : أحمد بن الحسين المعروف بأبي الطيب المتنبي .

وسوم: العدد 859