في ذكرى وفاة الشيخ عبدالرحمن بن راشد الولايتي يرحمه الله

من سلسلة : ( في سجل الخالدين )

 (3/4/2001م )

في مثل هذا اليوم : (3/4/2001م ) توفي الشيخ المحسن البار  عبدالرحمن بن راشد الولايتي  يرحمه الله  فافتقده الأهل كراعِ ذي رحمةٍ وحُسن تربية  لأسرته الكريمة ، وكأخ ودود وفيٍّ لأصدقائه الذين حملوا معه همَّ نهضة الكويت في تلك الأيام ، وكمواطن صالح أحب بلده وعمل لرفعة شأنه في شتى المجالات التي كان يغشاها ، وكرجل مرموق له مكانته الاجتماعية ، وصلاته مع أهل الحل والعقد ، ولقد كتب عنه أحد إخوانه وهو ينظر إلى صورة جمعت أولئك الرجال : ( صورة اليوم تعود إلى فترة الستينيات، ويظهر فيها المرحوم عبدالرحمن راشد الولايتي (الأول  من اليسار) والعم يوسف هاشم الرفاعي (في وسط الصورة) مع مجموعة من المشايخ وبعض الزملاء. وما دفعني إلى نشر هذه الصورة هو رغبتي في الحديث عن رجل من الرجال الأفاضل والرواد، الذين لهم بصمة في تاريخ الصحافة الكويتية، وهو المرحوم عبدالرحمن راشد محيسن شهوان الولايتي (بورشيد)، الذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالعم يوسف الرفاعي، وكان شريكاً له في عدد من نشاطاته التجارية، والدعوية، والصحفية ومنها جريدة السياسة اليومية.  

ولد عبدالرحمن الولايتي في عام 1935 بفريج فليج العلي في الحي القبلي في مدينة الكويت القديمة، بجوار بيت حمد الحمد، ويوسف المهيني، ومجيم الشلال، وفليج العلي، ويوسف المزروعي، ويوسف العبيد، وجعفر الجريسي. درس في مدرسة الملا مرشد السليمان، ثم أكمل دراسته في المدرسة القبلية، وكان من زملائه في تلك الفترة العم عبدالرحمن المجحم، والعم سعد عبدالعزيز الراشد، والعم عبداللطيف خالد الحمد.  بدأ حياته المهنية بالعمل في شركة نفط الكويت وكان عمره 14 سنة، وبعد عدة سنوات انتقل إلى دائرة الأمن العام، حيث اشتغل في إدارة الجنسية والجوازات. عمل أيضاً في التجارة الحرة، فكان رجل أعمال ناجحاً، وأسس في بداية الأمر مكتبة "النصر"، التي كان موقعها بعمارة جوهرة الخليج على شارع فهد السالم مقابل ساحة الصفاة، ثم أسس شركة تصوير، ثم شركة دواجن. إلا أنه برز في مجال الصحافة، فكان رائداً من روادها، عندما ترأس تحرير جريدة السياسة، بعد شرائه والعم يوسف السيد هاشم الرفاعي عام 1964 امتياز مجلة "دنيا العروبة" من المرحوم عبدالعزيز المساعيد، (وكانت وقتها مجلة أسبوعية)، وهو بذلك يعد أول رئيس تحرير لهذه الجريدة الكويتية الرائدة. كما أسس مجلة "البلاغ" عام 1969 بالشراكة مع العم يوسف الرفاعي، وترأس تحريرها بعد وفاته، رحمه الله، ثم أعقبه في رئاسة تحريرها إلى اليوم ابنه د. رشيد بن عبدالرحمن  الولايتي، وما زالت تصدر حتى يومنا هذا .

عرف عنه، رحمه الله، تدينه الشديد وحرصه على تربية أبنائه تربية إسلامية صحيحة، وكان عضواً مؤسساً في جمعية الإصلاح الاجتماعي مع مجموعة من رجالات الكويت المعروفين وشخصياتها المتدينة. وهو رجل عصامي بنى نفسه بنفسه، وسافر إلى أوروبا في نهاية الخمسينيات حيث ارتبط بعلاقة تجارية مع رجال أعمال في بريطانيا، وفرنسا، وسويسرا، وإيطاليا. توفي، رحمه الله تعالى، بتاريخ 3/4/2001 وله من الذرية د. رشيد، ووليد، وطارق، وعمر، وخالد، ووائل، وأربع بنات. لقد ساهم المرحوم عبدالرحمن الولايتي في إصدار وإدارة مطبوعتين كويتيتين رائدتين وذلك مع مطلع التاريخ الصحافي الكويتي، وشارك ايضا في تأسيس جمعية الإصلاح الكويتية، وأعتقد أنه من المستحق أن تكرمه الدولة بأن تطلق اسمه على أحد الشوارع تقديراً لدوره الوطني الرائد، كما أتمنى أن تتبنى جمعية الصحافيين الكويتية، وهي المحامي الذي يدافع عن حقوق الصحافيين، هذا الاقتراح وتعمل على إقناع الدولة بضرورة تنفيذه، وفاء لأحد رجال الجيل الماضي، الذي لم يتوان عن خدمة وطنه بكل إخلاص واجتهاد ).

هي كلمات من أخ عرف الفقيد عن قرب وعايشه ، ربما تكون غير كافية للتعرف على سيرة الشيخ الفقيد عبدالرحمن بن راشد محيسن شهوان الولايتي (بورشيد)  يرحمه الله  وخير الكلام ماقلَّ ودلَّ ، ولن تُنسى أسماء الصالحين الذين ابتغوا وجه الله تبارك وتعالى ، فهي حاضرة في ديوان مآثرهم ، ناطقة بما قدَّموه لخير دينهم وأوطانهم وأمتهم  ، فقد قدمت هذه الأسرة إلى الكويت من الزلفي في نجد في عام 1850م وسكنت جبلة فريج الفليج وجميعهم ذرية محمد الملقب (الولايتي) بن محيسن الشهوان، نزح أبناء محيسن الشهوان الثلاثة (محمد - عبدالله - أحمد) أما محمد محيسن الشهوان فقد نزح إلى الكويت وسكن جبلة وأما أخواه عبدالله وأحمد فقد نزحا إلى جنوب الجزيرة العربية ولا يعرف أي مكان نزحا إليه وانقطعت أخبارهم، ( ولقب الولايتي هو لقب جدهم محمد محيسن الشهوان ويعني القوة والأصالة ، وذلك لبراعته في عمل البحر وقيل أن لقب الولايتي يطلق على التاجر الذي يبيع البضائع الأصلية ) ، تزوج محمد الملقب (الولايتي) بن محيسن الشهوان وأنجب (راشد - منيرة) وتزوج راشد مرتين وزوجته هي مريم سلطان بورسلي وله العديد من الأبناء الذين توفوا بسبب الأمراض ومنهم ( عبدالرحمن مواليد عام 1933م ) وشاهين، ولراشد الولايتي أخ من الأم اسمه جعفر عبدالله الجريسي وهو من أهل الزلفي وكان والده من تجار الأخشاب في الكويت ومنهم جعفر فهد الولايتي الذي اشترك في معركة الصريف وعاد سالما.

وعبدالرحمن راشد محمد الولايتي رئيس تحرير صحيفة السياسة ورئيس تحرير مجلة البلاغ ومن مؤسسي جمعية الإصلاح الاجتماعي ، وبكره ابنته الأديبة الداعية : (سعاد عبدالرحمن راشد محمد الولايتي ) يرحمها الله التي أمضت أيامها بالعمل الدعوي ، شاركت في الأنشطة الإسلامية التي كانت تشرف عليها رابطة الشباب المسلم العربي في أمريكا وكندا، وتولت رئاسة اللجنة النسائية  . وكان لأبويها اهتمام بالعلم والثقافة، واهتم والدها بالدعوة الإسلامية مذ مطلع شبابه كما ذكرنا وهذا ما أثَّر على توجهها الإسلامي ، ولها باع في الدعوة تأليفا وعملا كما ذكرنا ( ولعلنا نجمع شيئا من سيرتها لاحقا إن شاء الله )  ، ورأس والدها  فيما بعد تحرير مجلة البلاغ الإسلامية الصادرة من الكويت، وكانت سعاد المولود الأول لوالديها وتلاها لاحقا ستة من الأبناء الذكور وهم : ( د. رشيد، ووليد، وطارق، وعمر، وخالد، ووائل ) ، وأربع بنات. والدكتور رشيد عبدالرحمن الولايتي هو مَن يشرف اليوم  على إدارة مجلة البلاغ ، وهي الشاهد على اهتمام الراحل الكريم بالكلمة الطيبة التي تخدم الناس ، وتدلهم على سبل الهداية والرشاد ، وعلى أن إرثه المبارك بأيدي أبنائه الأبرار   حفظهم الله  .

ولقد أكد الأخ الذي كتب عنه  يرحمه الله  على مساهمة المرحوم عبدالرحمن الولايتي  كما أسلفنا   في إصدار وإدارة مطبوعتين كويتيتين رائدتين ، وذلك مع مطلع التاريخ الصحافي الكويتي، وشارك أيضا في تأسيس جمعية الإصلاح الكويتية، ( وأعتقد أنه من المستحق أن تكرمه الدولة بأن تطلق اسمه على أحد الشوارع تقديراً لدوره الوطني الرائد )  كما أتمنى أن تتبنى جمعية الصحافيين الكويتية، وهي المحامي الذي يدافع عن حقوق الصحافيين، هذا الاقتراح وتعمل على إقناع الدولة بضرورة تنفيذه، وفاء لأحد رجال الجيل الماضي، الذي لم يتوان في خدمة وطنه بكل إخلاص واجتهاد.

هي تذكرة ربما تكون غير كافية للتعرف على سيرة الشيخ الفقيد عبدالرحمن بن راشد محيسن شهوان الولايتي (بورشيد)  يرحمه الله   ولن تُنسى أسماء الصالحين الذين ابتغوا وجه الله تبارك وتعالى ، فهي حاضرة في ديوان مآثرهم ، ناطقة بما قدَّموه لخير دينهم وأوطانهم وأمتهم :

وسوم: العدد 871