فيمَ اتِّكاؤُكُمُ المذمومُ ياعربُ = على الأعادي ، وفيه الأمرُ مضطربُ !!
 مِلتُمْ إليهم ، وجافيتُم شريعَتَكم = فنابكم وَهَنٌ بالسُّوءِ ينقلبُ !!
 هوَ اتِّكاءٌ تلظَّتْ فيه حسرتُكم = ففي صدورِكُمُ بالخطبِ تلتهبُ !!
 وفيه مُـرُّ الونى والعارِ مابرحا = وفيه زيفُ الرُّؤى الجوفاءِ والكذبُ !!
 ألم تروا أنَّها ماتتْ مروءتُكم = وأجفلتْ عزماتٌ صنوُها الغلبُ !!
مِن قبلُ قالَ الفتى : غاصتْ لكم ركبٌ = في الهمِّ والغمِّ واجتاحتْكُمُ النُّوبُ !!
 فما نقولُ وهذي حقبةٌ شهدتْ = سودَ النَّوازلِ ، والأهوالُ تصطخبُ !!
 قد غاصت الرُّكبُ اعتلَّتْ مفاصلُها = وأخرتْها الأماني ليس تقتربُ !!
 وغاصت اليومَ في بحرِ الأسى ، فَسَلَنْ = هذي البطونَ : أسُحتٌ جاشَ أم قُرَبُ !!
 بل طمَّ موجُ العنا ـ ياويلكم ـ لجِبًا ـ = تلكَ الجباهَ ، فزالَ المجدُ والأدبُ !!
 واحسرتاهُ عليكم كيفَ يُدركُكُم = صوتُ الصَّريخِ الذي أودى به العجبُ !!
 مِلتُم إلى الغربِ دهرًا ـ ويلكم ـ فبكى = عليكُمُ الدَّهرُ إذْ عضَّتْكُمُ الرُّقُبُ !!
 وجئتُمُ الشرقَ فاعتلَّتْ إرادتُكم = وسامكم خطلٌ ، واقتادكم عطبُ !!
 والحالُ بينهما شؤمٌ لأمتِكم = ألم تروا كيف بالأرزاءِ تنتحبُ !!
 لايملكون بها شيئا لأنفسِهم = والكلُّ ياقومَنا عادٍ ومغتصبُ !!
 قد دبَّرَ الأمرَ والآيات فصَّلها = ربُّ الأنامِ ، وحاشا لا كما رغبوا !!
 أخذتُمُ النَّهجَ عنهم غيرَ ذي قيمٍ = ولم تبالوا ، وأنتُم في الورى النُّجُبُ !!
 جاؤوا بقوَّتِهم ، والضَّعفُ أقعدكم = عن الجهادِ ، ولم تسعفكُمُ الخُطبُ !!
 وكيف يقوى على الأحداثِ ساعدُكُم = وقد جفتْهُ لسوءِ الطالعِ القُضُبُ !!
 وأشغلتْكُم أغانيكم ، وما حفلتْ = به الملاهي ، وما وافى به الطَّربُ !!
 فرسانُكُم كلُّ رقَّاصٍ وراقصةٍ = وكلُّ غاوٍ له في حبِّهم نسبُ !!
 وناخَ إعلامُكم للشَّرِّ يركبُه = هذا السَّفيهُ ، وذاك الملحدُ الذَّنبُ !!
 كم من زنيمٍ علتْ بالإثمِ نزوتُه = مستهزئًا عابثًا ماردَّه أدبُ !!
 لقد طمى الغيُّ واستشرتْ مخالبُه = تمزِّقُ الشِّيمً العليا وتستلبُ !!
 يحاربُ الشَّرعَ من أبناءِ جلدتِنا = قومٌ تساقيهُمُ الأهواءُ والرِّيبُ !!
 لكنَّهم حبطتْ أعمالُهم ، ورأوا = خسرانَهم ، فعليهم ـ ويلهم ـ غضبُ !!
 شريعةُ اللهِ للإنقاذِ باقيةٌ = ماضرَّها ثبجٌ أو عاصفٌ لجبُ !!
 رغمَ الطواغيتِ مازالتْ بفطرتِنا = تُذكي جوانحَنا ، والظُّلمُ ينشعبُ !!
 هي الوسيلةُ للفتحِ المبينِ ، ولن = يُرَى لنا بسواها الفتحُ يقتربُ !!
 ماتَ الجنى بِيَدَيْ مَنْ باتَ مُتَّكئًا = على العدوِّ ، وغرَّتْ كِبرَه الرُّتبُ !!