إلى جوهرة الإسلام في فرنسا (الداعية الفرنسية مليكة ضيف)

أهدي هذه القصيدة إلى جوهرة الغرب مليكة ضيف الفرنسية،التي هداها عقلها الراشد وفطرتها السليمة إلى اعتناق الإسلام والتّخلق بأخلاقه العظيمة، ثم الدّعوة اليه بالصّدق والإصرار والاساليب الحكيمة، فكانت حفظها الله ورعاها نورا على نور، يهدي الله لنوره من يشاء .

كما أهديها إلى بعرة العرب التي قادها الجهل الى التقليد الاعمى، فتخلت عن قيم دينها، وتشبهت بساقطات وعاهرات الغرب في سفورهن وعهرهن، ولا حول ولا قوة الا بالله.

***

تَألّقتْ...

كالشّمسِ حين تلألأتْ بأشعّة الأنوارِ

تألقت...

كالبدرِ في أُفُقِ الدُّجَى

يدعو إلى الأشعارِ

تألقتْ...

كجواهرٍ تسمو على عَفَنِ الثَّرَى

كالوردِ... كالأزهارِ

كنبتَةٍ تَحْنُو على روحِ الوُجودِ

بِرُوحِها

بجلائلِ الآثارِ

فكلامُها كالغيثِ يَنبِضُ بالحياةِ

فتَنتَشي...

به طِينةُ الأبوارِ

هي نَبْتةٌ في الغربِ تاقتْ للهدى

فتكلَّلتْ...

بالزَّهر... بالأثمارِ

وتَشَرَّبتْ فَيْضَ الفضائلِ والهدايةِ

فانتفى...

عنها الأنا...

ومعابدُ الأغيارِ

فغدت تُشِعُّ طهارةً وفضيلةً بين الأنام

بدينها...

كالدُّرِّ في الأحجارِ

وكقُبْلةٍ تَحْنُو بها أمٌّ رؤومٌ

أُعْجِبَتْ...

بوليدةٍ مِطهارِ

هي ذي مليكةُ بالهدى قد أشرقتْ

في مَرْتَعِ الإنكارِ

وتَضوَّعَتْ بِشَذَى المكارمِ والهُدى

كالرَّوضةِ المِعطارِ

فسلامُنا... وسلامُ كلِّ موحِّدٍ لمليكة ٍ...

على سامِقِ العرْشِ الطَّهورِ تَرَبَّعَتْ

بِلطائف الأسرارِ

هي للدِّينِ القويمِ نفيسةٌ

بل قُرَّةُ الأنظارِ

هي حُجَّةٌ للحقِّ في بُؤَرِ الهوى

كالحاسمِ البتَّارِ

هي أمَّةٌ... ونَبِيَةٌ في أهلها

تُحي المَوَاتَ بِرُوحِهاَ

كالغيث ِ... كالأمطارِ

هدَّتْ بنورِ العقلِ سُورَ مَوانِعٍ

وَسَمَتْ على الأوطارِ

وسلامنا... وسلامنا... لمليكةٍ تدعو إلى نورِ

الهُدى

بالصِّدق... بالإصرارِ

فتعلَّمي بنتَ العروبةِ واهتدي

وتَباعَدي عن بُؤرة الأشرارِ

وتحرَّري من قيدِ طَيشِكِ واقْتَفِي...

دَرْبَ الهُدى... وشَمائل الأبرارِ

وتخلَّصي من عُقدَةٍ... وغِوايةٍ

وتهافُتٍ في العارِ

وتطلَّعي نحو المنازلِ في السَّما...

وتَشَبَّهِي

بمليكةٍ سَطعتْ على أُفُقِ الهدى

كالكوكبِ السَّيَّارِ

ثمَّ استعيني إن قَصُرْتِ عن الرُّؤى

بِتَقاَنَةِ المِنظارِ

يا من تَبِيعينَ الجواهرَ والنَّفائسَ في

الورى

بالطِّين ِ... بالأبْعارِ

بُعْدا لِمنْ عافتْ طهارةَ دينها

وسَفَتْ إلى الأوزارِ

بُعْدا لِمنْ رَمَتِ السَّلامة في مكارِمِ

دينِها

وَسَعتْ إلى الأضرارِ

بُعدًا لكلِّ غَبِيَّةٍ نَضَتِ الحياءَ

وأدْبَرَتْ

وتَهالَكَتْ في النَّارِ

الدِّينُ غايةُ كلِّ عقلٍ راجح*ٍ

هو مَرْتَعُ الأخيارِ

الدِّينُ عنوانُ النَّباهةِ والهنا

هو آيةُ الأحرارِ

وسوم: العدد 906