الـواويــة

في رثاء الفطيس باسل حافظ الأسد

أذقتَ قلوبَ شعبِكَ ألفَ بلوى

وكنتَ بظلمِه تزدادُ زهوا

كأنَّ دماءَ شعبِكَ من خمورٍ

تُجَنُّ بحسوِها فتزيدُ حسوا

فلا في الشامِ قدْ أبقيتَ حُرَّا

ولا أبقيتَ في لبنانَ صفوا

ولمْ ترحمْ ملايينَ الثكالى

ولم تهزُزْكَ منهم ألفَ شكوى

حسِبْتَ بأنَّ ربَّكَ سوفَ ينسى

وأنَّكَ منه قد أصبحتَ أقوى!!

خسئتَ خسئتَ من بطرٍ حقُودٍ

أصابَكَ من جنونِ الكبرِ عدوى

مُصابُ اليومِ ليسَ سوى نذيرٍ

تجيؤك بعدَهُ الآلامُ عدوا

وما بلواكَ هذي غيرُ أولى

لآلافِ بهنَّ غدا ستشوى

أضلَّكَ من شيوخِ السُّوءِ حشدٌ

يرونَ منزَّلاً ما قلت لغوا

أما ألَّهتَ نفسَكَ فاستجابوا

وبينَ يديكَ ساقوا ألفَ فتوى!

وممنْ أتقنوا التصفيقَ حشدٌ

وهمْ، ووجودُهم من غيرِ جدوى

وما استوزرتَ منهُمْ لم يكونوا

سوى لعبٍ بهمْ تزدادُ لهوا

فلا يَغْرُرْكَ ما نعقوهُ زورًا

فأنتَ وهمْ منَ البالونِ أخوى

أبا الأحقادِ لا عينتَ صفوا

ولا حققتَ في دنياكَ رجوى

جَرَرْتَ الشعبَ محتقرَا ذليلاً

إلى قبرٍ به غيَّبْتِ جروا

كأنَّكَ موقِنٌّ سيعودُ حيًّا

إذا أذْلَلْتَنا وتنالَ عفوا

بذلْتَ عليهِ ملياراتِ شعبٍ

تجرَّعَ من غرورِكَ ألفَ بلوى

وما أنفَقْتَهُ بطرًا عليه

على مقدارِهِ في النَّارِ يكوى

فما هو غيرُ أقواتِ اليتامى

ولقمةِ بطنِ شعبٍ ظلَّ يُطوى

بطيشٍ ماتَ ليسَ بغيرِ طيشٍ

ولستُ أرى لموتِ الطيشِ شأوا

فكيفَ تعدُّهُ بطلاً شهيدًا

ومنْ أدنى التَّعَقُّلِ كان خِلْوا

أما بيديهِ قد أمسى فطيسًا

فأيُّ بطولةٍ منهُ وتقوى!

لَعَمْرُكَ لمْ يَمُتْ إلا لتَشْقى

ولا تلقى على الأيامِ سلوى

لو أمسى برأسِكَ بعضُ عقلٍ

لكنتَ فعلتَ شيئًا فيه جدوى

محالٌ أن ترى يومًا ظلومًا

يكونُ فؤاده للخيرِ مأوى

غدًا ما خِلْتَه مجدًا سيفنى

وما قدْ كانَ منه سوفَ يُطوى

وشعري قولةٌ للحقِّ تبقى

برغمِكَ وحدَها في الدَّهرِ تُروى

وسوم: العدد 916