مجاراة شعرية

هذه مجاراة شعرية للأستاذ *الحكيم عبدالسلام عثمان* رحمه الله في أبيات كتبها لولده أنس رحمه الله .

القصيدة:

سلامٌ يا بُنَيَّ من الفــــــؤاد 

                ومهدُك ملءُ عيني في بُعادي

وصوتك يا حبيبي قد أتاني     

                    يشقُّ طريقه عبر الوهـــــــادي

وأرجو الله أن تنمو وتغدو       

                      قويّاً في قراعك للأعـــــــادي

وتكبر يا بُنَيَّ ولستَ تخشى     

                      جهاداً فيه عزٌّ للبـــــــــــــلاد

كانت هذه وصيّة الدكتور عبد السلام عثمان أبي أنس لي عام ١٩٨٠م لابنه الدكتور أنس رحمه الله الذي توفيّ بعد خروج الدكتور عبد السلام بفترةٍ قصيرةٍ رحمهم الله جميعا (( الدكتور الأب، والدكتور الابن، وزوجة الدكتور المربّية الفاضلة الصابرة التقيّة ))

المجاراة الشعرية:

(سلامٌ يا بُنَيَّ من الفــــــؤاد )

تحيتنا إلى يوم التناد

يذوب القلب شوقاً كي يراكم                         

(ومهدُك ملءُ عيني في بُعادي )

(وصوتك يا حبيبي قد أتاني)

(يشقُّ طريقه عبر الوهـــــــاد)

يُذكرني : على الأهوال صبراً

فإنا قد خلقنا للجهاد

وأسمعه بروحي ..نعم صوتٌ

أتى من قلبك الحاني يُهادي

لئن زعموا بأنيَ في سجون

أمدوها بأهوالٍ شداد

فقد جهلوا بأن الله ربي

وأُنس الله يا طيب المراد

ورغم القيد في كفي فإني

وجدت اللطف من رب العباد

بإخوان لهم صبر عجيب

وهمتهم كما الصم الشداد

(إذا ما جن ليلٌ كابدوه)

قيام الليل ..دحرٌ للفساد

وبثوا اللَّه شكواهم يقيناً

بأفئدة تذوب كما الرماد

(وأرجو الله أن تنمو وتغدو )

حصيفاً في الدعاة وفِي العباد

تقدم كل أمر فيه نفعٌ

طبيبٌ.. فارسٌ .. للعلم شادِ

ترى في الوحي دستوراً فريداً

فتنشر خير دين بالوداد

وإن يأبَ الطغاة تكون فينا

كمثل غضنفر صلب المراد

تقر العين حين أراك حقاً

(قويّاً في قراعك للأعـــــــادي)

(وتكبر يا بُنَيَّ ولستَ تخشى)     

سوى الجبار قهار العباد

وأخلص نية لله تلقى

مداد الله يا خير المداد

سينساك الرجال غزوت معهم

ولن ينساك ربك في المعاد

‏فتلك طبيعة الأيام تُنسي

وهذا الطبع في الإنسان باد

إذا نادى الإله أجبتَ حباً

لحي على الفلاح كذا الجهاد

وتبذل في سبيل الحق دوماً

(جهاداً فيه عزٌّ للبـــــــــــــلاد)

ويقضي الله أمراً يا حبيبي

مصاب الموت سهمٌ في فؤادي

وتترك مقلتي غرقى بدمع

وتسبقني  إلى دار المعاد

فأصبر صبر أيوب جميلاً

وأجعل من كتاب الله زادي

رجائي أن يكون غداً لقانا

مع الأبرار في دار الرشاد

وسوم: العدد 922