اجتنبوا الهرْج والفتن

إلى الشّعب الجزائري على مشارف الانتخابات التّشريعية

يا أيها الشّعبُ صُدِّ الهَرْجَ بالفِطَنِ = لا تُخْدَعَنَّ بِمَدْسُوسٍ ومُفْتَتَنِ

اخْرُجْ وعَبِّرْ وأبْدِ الرَّأيَ مُنتَصِراً = لِهَبَّةِ الجيشِ حِصْنِ الأمنِ في الوَطَنِ

من دونِ جَيشِكَ لا أَمْنٌ ولا وَطَنٌ = الكُلُّ يَغرَقُ في الوَيْلاتِ والفِتَنِ

خَالِفْ هَواكَ فإنَّ الطَّيْشَ مَزْلَقَةٌ = تُرْدِيكَ في الضُّرِّ والأحزانِ والمِحَنِ

إنْ كنتَ تَصْبُو إلى عَيْشِ الهناءِ فَثِقْ = أنَّ السَّعادةَ في الأخلاقِ والسَّكَنِ

راقبْ جِوارَكَ فالأحداثُ صارِخَةٌ = تُبْدِي الحقائقَ في ليبيا وفي اليَمَنِ

مَنْ كانَ يَضْجَرُ في رَغْدِ الحياةِ غدَا = شِلْواً يُمَرَّغُ في الأرزاءِ والعَفَنِ

فَوْضَى المطامِعِ طاعونٌ يُدمِّرُناَ = يَرْمِي المَوَاطِنَ في الآفاتِ والوَهَنِ

بالأمسِ ثارتْ غواياتٌ مُدمِّرةٌ = فاستفحلَ البُؤسُ في الأريافِ والمُدُنِ

ضاعَ الأمانُ وشَحَّ الرِّزقُ وانهَمرَتْ = سودُ المصائبِ مثل الوابِلِ الهَتِنِ

* * *=* * *

أهلَ الحَراكِ نُيُوبُ الغربِ بارِزةٌ = تَسعَى لِتُخْرِجَكُمْ من فُسحَةِ الجَنَنِ

مالي أراكم نياماً في الهوى أسَفاً = قد جرَّكمْ عَمَهُ الأطماعِ بالرَّسَن؟ِ

مالي أراكم دوابًا لا عقول َلكمْ = صُهْيُونُ يَسحبُكمْ من رِبْقَةِ  الرَّعَن؟ِ

مالي أراكم تبيعونَ الهناءَ بما = يُوحِي دَجَاجِلَةُ الصُّهيونِ في الزَّمَنِ؟

مالي أراكمْ بلا وَعْيٍ ولا شَرَفٍ = ولا حياءٍ ولا دينٍ ولا فِطَنِ؟

فهل نسيتمْ هُدَى ربِّ الوجودِ وقَدْ = ألقى إليكم بِسِرِّ المنهجِ الحَسَنِ؟

إنَّ القلاقلَ مشروعٌ يُمزِّقُناَ =و يُخْمِدُ النُّورَ في الآياتِ والسُّنَنِ

* * *=* * *

يا مَنْ تُغامِرُ مَدفُوعاً بِذِي دَغَلٍ =جَانِبْ سُلوكاً غَبِياً باهظَ الثَّمَنِ

إن كنتَ تَرتابُ في بلوى الصِّراعِ فَسَلْ = أهلَ المقابرِ في بغدادَ أو عدنِ

أحفظ بلادَكَ من غلٍّ يُمزِّقُها = لا تسْلُكنَّ سبيلَ البُؤسِ والحَزَنِ

لا تَرْكَنَنَّ إلى غَربٍ يُريدُ لنا = كلَّ المَهَانةِ في سِرٍّ وفي عَلَنِ

الغِلُّ يفعلُ بالأوطان يا نَزِقاً = فِعْلَ الغَوارِبِ يومَ الرَّوْعِ بالسُّفُنِ

سَيُغرِقُ النَّاسَ في فوضى تُعذِّبُهمْ = حتماً وتحرِمُهم من نِعمةِ الوَسَنِ

لو كنتَ تعرفُ قَدْرَ الأمنِ ما رَفَعَتْ = يداكَ رايةَ أهلِ الحِقدِ والضَّغَنِ

فهل نُبدِّلْ خَوَّاناً بِأَخْوَنِهِمْ = ونُسْلِمُ الأمرَ للإلحادِ و الوَثَنِ

أينفعُ النَّاسَ مبهورٌ بِشانِئِناً = يُغْرِيهِ في الغَرْبِ فِكُرُ الكُفْرِ والدَّخَنِ

وهلْ يصونُ بني الإسلام مُنسلِخٌ = ليسَ الحريصُ على البلوى بِمُؤتَمَنِ

أراكَ تَرْفُلُ في أمْنٍ وفي رَغَدٍ = أخشى عليكَ زوالَ الأمنِ والمِنَنِ

* * *=* * *

يا من تلومُ على شِعْرٍ أبوحُ بِهِ = إنِّي أغارُ على الأعراضِ في وَطَنِي

بلوى الصِّراعِ غَدَتْ في الأرضِ صارخةً= أن جانِبُوا الهَرْجَ ، إنَّ الرُّخْصَ في الفِتَنِ

وسوم: العدد 931