رسالة الشعر

تَخِذْتُ دُواتي لأكتبَ روحي

قريضاً تأجَّجُ فيهِ الفِكَرْ

فيسحرُ لبَّاً، ويرسمُ حبَّاً

وتزدانُ فيهِ صُروفُ العِبَرْ

أجاهدُ نفسي لئلا أتوهْ

على هدْيِ خيرِ الورى والبشرْ

وقد أتعثَّرُ بعدَ الثُبوتِ

برجْلٍ؛ إلى أوسطِ المنحدرْ

ولكنَّ بَوْصلةً لا تحيدُ

: ننامُ وتبقى بُعيدَ السَّهرْ

تُهندسُ فكراً، وتُصلحُ ذكراً

لنفسٍ ترى الخيرَ أمراً قُدِرْ

كذاك الحياةُ بطولٍ وعرضٍ

فهل للأناسيِّ من مُدَّكِرْ؟

*****
بفرشاةِ ألوانيَ المخمليَّةْ

أخطُّ بدائعَ شعرٍ سنيَّةْ

أرصِّعُهُ فيضَ فكرٍ وفنٍّ

تَراقَصُ أبياتُهُ العسجديَّةْ

فما الشَّاعرُ الفذُّ إلاَّ رسولٌ

لخيرِ الورى وسدادِ البَرِيَّةْ

تأبطَّ خيراً ؛ فأصغى الوجودُ

يُشنِّفُ سمعاً لدعوى بهيَّةْ

؛ فيصطفقُ الوردُ في دوحِهِ

وترقصُ ثملى زهورٌ نديَّةْ

؛ هو الكونُ قد صَاغَهُ بارئٌ

وأجزلَ للنَّاسِ نُعمى العطيَّةْ

*****

بشعري أصوغُ قلائدِ سحرٍ

تروْعُ الورى ببيانٍ بديعْ

وأنظُمُهُ مثلَ حبِّ الجُمانِ

عقوداً؛ فتبدو كهَتْنِ الدُّموعْ

وأركبُ من صهوةِ الضَّادِ متناً

وأمضي ذهاباً بدونِ رجُوعْ

وأنشرُ في الكونِ عدلاً وسِلْمَاً

عبيرُ الشَّذى منهُ أضحى يضُوعْ

تقبَّلْ إلهي قريضيَ زُلفى

(بإلاَّ)* لشعرٍ كوقْدِ الشُّمُوعْ

؛ فلسْتُ بشعريَ أبغي الغويَّ

ولسْتُ أهيمُ بوادِ الضَّريْعْ

*إشارة إلى الآيات من خواتم سورة الشعراء

وسوم: العدد 961