استعدُّوا للنِّزال

بحارُ الأرضِ شُدَّتْ للأعالي

لِتُغرِقَ بالسُّيولِ ذرى الجبالِ

ونوحٌ لمْ يُعِدَّ لها سفينًا

فأمسى الكونُ أقربَ للزَّوالِ

وما من حيلةٍ للنَّاسِ تُرجى

ليُنقِذَهُمْ سوى صِدْقِ ابتهالِ

نُسارِعُ للدُّعاءِ بلا يقينٍ

فلمْ يكُنِ الدُّعاءُ سوى احتيالِ

فما ندعو به من غيرِ قلبٍ

سوى طلبِ المياهِ من الرِّمالِ

محالٌ أن يَرُدَّ اللهُ سُؤلاً

إذا باللهِ كان على اتَّصالِ

فكيفَ لربِّنا يسمو دعاءٌ

إذا كُنَّا نُصِرُّ على الضَّلالِ!

فنُسمِعَهُ كلامًا جاءَ لغوًا

بلا روحٍ؛ ونُمعِنُ في التَّعالي!

بهمسةِ مُخلِصٍ للهِ تصفو

يُنيلُ اللهُ أضعافَ السُّؤالِ

وما نلقاهُ من غرقٍ، وخسفٍ

سوى عِبَرٍ بقدرةِ ذي الجلالِ

فيا أهلَ المظالِمِ هَلْ متابٌ!

وإلّاَ فاستعِدُّوا للنِّزالِ

وسوم: العدد 964