الحَـرْف!

د. عبدالله بن أحمد الفَيْفي

حُـرُوْفُـكِ؟ أَيْـتَـامٌ تَـمُـوْءُ إِلى دَمِـي

تَـبِيْـعُـكِ أَعْرَاسِـيْ وتَـبْتـَاعُ مَأْتَـمِيْ

تُـصَافِـيْـكِ أَنـْوَاءً فـيُـوْرِقُ بَـارِقِـي

تُجـافِـيْـكِ آنـَـاءً فـتَـبْرُقُ أَعْـظُمِـي!

* * *

أَلا أيُّهـذا الحَـرْفُ ، إِمَّـا يَـكُـنْ لَـنـا

بِـوَادِيْـكَ جُـبٌّ يُـوْسُفُـيُّ التَّـبَسُّـمِ

فكَمْ تَشْـرَبُ الأَيـَّـامَ مِـنَّا وتَـدَّعِـي

بِأَنَّا سُلَافُ العُمْـرِ في كَرْمِكَ الظَّمِـي

ونَظْـمَا إِلى الغَـاوِيْنَ في بَحْـرِكَ الَّذي

يُغَاوِيْ : أَنَا الأَظْـمَا إلى هَدْيِ أَنْجُمِي

وما الشِّعْـرُ «إلَّا ما عَلِمْتُـمْ وذُقْـتُـمُ

وما هُـوَ عَنْـهُ بِالحَدِيْـثِ المُـرَجَّـمِ»!

* * *

حَنانَيْكَ بِـيْ ، يا شِعْـرُ، يَذْوِيْ صُيَابَةً(1)

شَذَا أَلِـفِيْ ، واليَـاءُ لَوْلاكَ بُـرْعُمِـي

ورُحماكَ بِـيْ ، يا شِعْرُ ، أَمْسَيْتَ قاتِلي،

وسَيْـفِيْ ، إِذا حُمَّ القَضَاءُ ، ومُعْدَمِي

فأَنْتَ اِنْتِصَارَاتِـيْ ، وأَنْتَ هَزَائِمِـي ،

ومِنْكَ اِنْكِسَارَاتِـيْ ، وفِـيْكَ تَقُدُّمِـي

فصُغْـنِـيْ قَصِيْـدًا عاطِـفِـيًّا وثـائِـرًا

يُـرَاقِـصُ ما بَـيْنِ الحِـمَامَـيْنِ في الفَـمِ

يُعِـيْدُ انْبِجَاسَ الرُّوْحِ في الجَسَدِ الَّذي

تَدَاعَـى كقَصْـرٍ مِنْ سَـرَابِ التَّـوَهُّمِ!

* * *

أَطِـرْ بِـيْ سَـــمَاءَ اللهِ بَـازًا حَـمَامَـةً

تَـلُـوْذُ بِجُـنْـحَـيْـهِ البُـزَاةُ وتَحْـتَـمِـي

وغَـنِّ على الثَّاوِيْـنَ شُـؤْبُوْبَ شَـاعِـرٍ

يَـشِبُّ لَـهُ مَلْحُـوْدُ عُـرْبٍ وأَعْـجُـمِ!

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) الصُّيابة، والصُّياب: الخالص من الشيء، والصميم فيه، والخيار منه. وفي لهجة جبال (فَيْفاء): الصِّيْب: الحُبوب التي تُبذَر، والبذرة الواحدة: صِيْبِيَة. ولعلَّ أصل الاشتقاق واحد.