يضيقُ عليكَ الكونُ و الظّلمُ دائرُ

يضيقُ عليكَ الكونُ و الظّلمُ دائرُ

و حيثُ أدرتَ الطَّرفَ ثَـمَّـةَ جائرُ

وحتّى نزول القبر يحتاج طابعا

وختمًا و توقيعًا، إذا ظلّ شاغرُ

حلمتَ بأرضٍ لا تخون سماءها

و كوخٍ على جفنيهِ، يأمنُ طائر

و عينٍ تخاف الله في كل نظرةٍ

إليكَ إذا جارت عليكَ النواظرُ

و قلبٍ إذا جدران قلبكَ لم يُقِم

لهَا أحدٌ ما انقضَّ قامَ يناصرُ

بقيتَ على الأحياءِ تطفو و ما طفتْ

على وجه هذي الأرض إلّا المقابرُ 

لأنّك ممّن قال: للدّربِ ها أنا

مَضيتَ وحيدًا فالدّروبُ تقامرُ

شعوركَ بالأصحابِ ما كانَ مرديًا

ولكنّ ما يرديكَ هذي المشاعرُ

نُفِيتَ بعيدًا عن هوائكَ بعدما

أعادَتْكَ مِنْ حيثُ اختنقتَ المعابرُ

حياةٌ تشيحُ الحَدَّ عن كلِّ غاصبٍ

و تغتصبُ الأحلام و الحلْم صابرُ

و تحبسُ عنكَ الماءَ حتّى تعيشَها

على ظمأٍ و الماءُ في القصرِ غائرُ

يعزّ عليها أن تسودَ فليسَ في

قواميسها أنْ يحكمَ العرشَ ثائرُ

تُـيَـسِّـرُ إنجابَ الطواغيت بينما

مخاضٌ عَسيرٌ حينَ يُولَدُ شَـاعِرُ

وسوم: العدد 976