ظلام الغرباء

طالَ البعادُ ، وضاقَ الصدرُ ، واضطربا

 وخيَّمَ الليل ، بعد النور ، وانتصبا

واستفحل الشرُّ ، وامتدَّتْ مخالبه

لتَخنُقَ الحرَّ ، والأخيارَ ، والنجبا

تشتت القوم ، ضاعوا في البلاد ، فلم

 يَلقَ الأصيلُ  كريماً  يحفظ النَّسَبا

تهدَّمَ البيتُ ، والأطفال قد فَقَدوا

 أمَّاً  تطوف بهم ... ترعاهمُ ، وأبا

ضاعتْ مبادئهم ... أخلاقهم فسدتْ

واختلَّ أمرهمُ ، والدّينُ قد ذهبا

قد ذاب جُلُّهمُ في الغَرْبِ ، وانصهروا

 لا خيرَ في غربةٍ   لا تحفظ  الأدبا

إني ، لأرقبُ  فجراً  غاب ، واحتجبا

   قد  طال ميقاته ، لكنه اقتربا

  وهذه روضتي  الشهباء   قد ظهرتْ

   مثل العروسِ  لِمُضْنىً   هام ، واغتربا

وسوم: العدد 981