رسالة القلم

الدفع بالحجّة الناّصعة في الجهاد بالقلم أجدى وانفع للدين من الدفع باقوى سلاح ،

 

فالحجة قوة هائلة تخضع لها القلوب برضا وحب ، خاصة اذا كانت مزينة بجمال

البيان ، مشعشعة بانوار السنة والقرآن ، تحدو التائهين برفق الى رياض

الايمان والاطمئنان

والقصيدة تدعو إلى إظهار الحق الباهر بالحجة والبرهان لتحرير الناس من أغلال الحيرة والعصيان والكفران

هذا بيانٌ لمن ظنُّوا ومَن عجِبُوا = الوعدُ حقٌّ فلا زعمٌ ولا كذِبُ

اضربْ بشعرِكَ رأسَ الكفرِ مُحتسبا = ضَربًا قويًّا عزيزا ليس ينشَعِبُ

ضربٌ بسهمٍ وضربٌ بالقريض سوا = به يُهتَّكُ ليلُ الكفرِ والحُجُبُ

لِمَ التَّهاونُ يُخزي الله كاذبَنا = يوم القيامة يبدو الجِدُّ واللَّعبُ

إنَّ الذين أهانوا الحقَّ من فرَقٍ = مثل الذين زروا بالحقِّ أو غصَبُوا

نصرُ العقيدة في إظهارِ حجَّتها = لِمَ التَّخاذلُ في إظهارِ ما يَجبُ

ما ساد ليلٌ بوقتٍ للضُّحى أبداً = فحيث حلَّ شعاعُ الشَّمسِ ينقلبُ

لولا التَّهاونُ في بثِّ الحقيقة ما = أضحى الصَّليبُ على أرض الهدى يَثِبُ

لولا السُّكوتُ عن الإلحاد ما نتجتْ = تلك المفاسدُ والآثامُ والنِّكبُ

لولا الهوان لما عاثَ الصَّهايِنُ في = مسرى الرَّسول بما هدُّوا وما جَلبُوا

لولا ادِّهانٌ وتفريطٌ وضعضعة ٌ = ما نافسونا على أرضٍ وما شَغبُوا

وهل يقيمُ وأمواج الهدى لُجَج ٌ= كلبٌ عقورٌ وقد أزرى به الكَلبُ

نحن الذين خفضنا الرَّأس من وَهَنٍ = إذا تعالوْا على الهامات أو ركَبُوا

لهْوٌ ولغوٌ وأمُّ الحقِّ عانية ٌ= وعرضُ اختكَ في الأقطارِ يُنتهبُ

شحٌّ مطاعٌ وكلُّ الأمَّة انتكبتْ = بالظُّلم تشقى وفي الآفات تضطربُ

شُرْهٌ وحِرصٌ وشعبُ الذِّكرِ مُنكدرٌ = يَدمى وينزفُ في الدنيا وينتحبُ

دَهْنٌ ولَفٌّ وتلفيقٌ وسَفسَطة ٌ = كذا الخيانة في الأديان تُرتكبُ

وارَتْ رذائلُنا نورَ الهدى .. أسَفاً = شمسُ الظَّهيرة بالأهواء تُحتَجَبُ

مثل الخفافيش نخشى النُّورَ من عِللٍ = كالجعلِ نحو كرات الرَّوث ننجذبُ

إذا نكلنا فمن ذا يبعثُ الأملَ = يشقَى الوجودُ إذا أهلُ الهدى انسحبُوا

لا تلعبنَّ فإنَّ العيش عارية ٌ = البعثُ حقُّ الى الرحمن ننقلبُ

لا تُفتننَّ بأولادٍ وأرصدةٍ =مصيرها في الورى النُّقصانُ والعطَبُ

كم في الورى من علومٍ بالنُّهى عُقِلتْ = بها يُبصَّرُ ضُلاَّلٌ لهم رِيبُ

وسوم: العدد 981