جبل الشبعان( الشريدية)

احترت ماذا أسمي كتابي الذي يتحدث عن هذا الجبل ؟! الكتاب الذي سأصدره قريباً إن شاء الله وأضمِّنه ماكتبته فيه وعليه من شعرٍ ونثر...ومالمعت بذهني معه من بوارق وخواطر!!..وماكان مني له وعليه من صورٍ ومقاطع ..!!..أجل لقد احترت ماذا ألقِّب هذا الجبل ؟؟وماذا أسمِّي هذا المعلم التاريخي !!؟ والجبل الأثري !!.. والمزار الأحسائي !!والهامة الشامخة في قلب هَجَر على مرِّ الزَّمان!؟ إذ يتوسط هذا الجبل النَّخيل، والواحة تحيط به من كل جانب ،وتطوِّقه بحلَّتها البهيَّة الخضراء، وتُجمِّله بثوبها الأخضر المرقَّش القشيب لترى بساطاً مخمليَّاً مبسوطاً على مدِّ البصر ومن جميع الجهات ماأبهاه وأجمله حوله !!.

أجل احترت ماذا ألقِّبهُ ؟! وماذا أسمِّيه بحق !؟

ولكن خاطرةً هلَّت فاقتنصتها أسعدتني !! وبارقة فكرٍ برزت خطفتها أبهرتني !!!

إذ أن الطريق الواصل إليه يسمى بطريق الحيَّات!! أجل طريق الحيَّات لكثرة تعرجاته وتقوساته !!

فقلتُ في نفسي: إنَّ هذا المعلم الأثري ،والجبل التاريخي، ليس له إلا أن يُسمى بالجبل السَّاحر!!؟

أجل الجبل السَّاحر!! ثمَّ أليست تلك الحيَّات تحته !! .. وهي طوع أمره وملك يمينه؟!..

بلى ولكن هاهُنا الأمر مختلفٌ!!! فسحره ليس بالحيَّات؟! وإنما سحرَهُ بالذي يُطوِّقه ويُحيط به من كل جانب من جناتٍ ومزارع النخيل في تلك الواحة الغرَّاء ، الحالمة الخضراء، تلك التي تؤنس وتُبهجُ كلَّ من يلقاها ويراها بثوبها القشيب،وحلَّتها البهيَّة المزركشة المرقَّشة، وعيونها المكحَّلة بالنَّخيل .. ويالبهائه وجماله!! ويا لطيبِ قُربهِ ووصاله!! ليبرز الجبل بمحيَّاه مزهوَّاً مُعجَباً من عليائه في وسط الواحة ..!! سعيداً مُبتهجاً بأساريره كأنَّ استطالات تشكيلاته الصخرية أيادٍ ممدودة تشخصُ وتشير وتُنادي بأصداء الرِّياح من حولها من أهلها وزوَّارها قائلةً :

إليَّ إليَّ.. فالسِّحرُ مُلك يديَّ ..والسَّعدُ ترقى عليَّ..

إليَّ إليَّ..فالسحرُ عندي .. والجمالُ والبهاء لديَّ.. والبهجة كُلُّها بيديَّ..

هجرُ مُلك يميني.. تلقاها في ناظريَّ..ورؤاها ومرآها في عينيَّ..

هاكمُ... هاكمُ ....انظروها لديَّ ..تفرحوا تسعدوا هلمُّوا إليَّ

أجل أيها الجبل السَّاحر وبحقٍ أنت ساحر وتبهرُ في مرآك ورؤاك جميعُ المناظر ، ولكن سحرك ليس منك!!   بل من هَجَر وواحتها، إنَّها كذلمك .سرُّهُ وجمالهُ وسحرُه ليس منها بل من سعفها ونخيلها ،من بوْحِها وفوْحها ،

من طَلْعِها وطينها،من أنسها وطيبها،من طبعها وروحها أجل والله..فالواحة أنسُ الرُّوح، وبهجةٌ للنَّاظر،و رَوْحٌ وعيونٌ تأسُرُ الألبابَ وتُبهجُ السَّرائر أجل.. ولكنَّك أنت ساحر.ساحر...باهرٌ آسر.. ونعمَّا مسماك الجبل السَّاحر.

وسوم: العدد 1020