ادعاءٌ ومرافعة

عقدتُ عليها!! ولم أُعطِها الصََّداقَ !؟ ولم أُؤدِّ مهرَها !؟

هكذا ادَّعى عليَّ أستاذنا القدير رائد الصَّحافة في المنطقة الشَّرقية والخليج أديبنا الأثير الأستاذ عبد الله بن أحمد الشباط   بعد أن دعاني لإحياء أمسية شعرية في ثلاثائيته الثقافية في بيته العامر بالخبر كان هذا قيل ثمانية أعوام فكانت الأمسية بحضور جمعٍ كرام من الأدباء والشعراء والأعيان فكانت الأمسية وكان آخر قصيدةٍ ألقيتها عن الأحساء أقول في مطلعها:

عروسٌ لي ومـــا قدَّمتُ مهـرا = ولـو أمهرتُ مـا وفَّيـْتُ قـدرا
لسان الحال يهتف بالسَّجايا = وينبضُ بالهوى عشقاً وسحرا
وقلبي شفَّهـا بيـن الحـنـايــا = وخطَّ الحبُّ في الجنبين سِفرا
وتـألـفُ مُهجتي وتقـرُّ نفسـي = ويأنـسُ خافقـي ليبـوحَ شعرا
وطـابَ لـيَ المقـامُ بـصفــو ودٍّ = بِكنـْهِ الـرُّوح سُكناهـا استقـرَّا

وبعد شهرٍ من الأمسية فاجئني اتصالٌ منه قال لي فيه:( اقتن جريدة اليوم بتستاهل)

فبادرت لأقتنيها وإذ بمقالٍ رائعٍ فيها له ولكن عنوانه المهر المسلوب!!

ليثبت ادعاءه علي وحجَّته البينة التي أقريت بها في مطلع القصيدة

وقد شكل مجلس ادعاءٍ ودفاع عن هجر من شخصه الكريم رحمه الله مع أستاذنا القدير الدكتور عبد الرحمن العصيل أستاذ القانون الدولي في جامعة البترول والمعادن سابقاً حفظه الله وأطال في عمره،المهم قلت له حدد موعد المرافعة وليحضرالمدَّعون ومن تحبون وسأرافع بنفسي عن دعواكم بقصيدة أسميتها عروس الطُّهر قلتٌُ فيها :

عروسٌ ليْسَ يُشْبِهُها مثيلٌ … = لها القَــدَحُ المُعلَّى .. ليْسَ تُشرى
مُحيَّــــاهـا البَهَــــــاءُ، تتيهُ دَلَّاً = ومرآهـا النَّضيـدُ جَنَىً وذُخْرا

قِبابٌ للنَّــــــدى، وَرِيَاضُ حُسنٍ = وأمُّ المكرُماتِ.. غِنَىً وخيرا
رَضَعتُ حنانها، وغَذَت فُؤادي = ألِـفْتُ ريـاضَهـَا أُنْسَــاً ،وعُمْـرَا

ثم التفتُّ إليه بمشاعري لأقول له مُستغرباً معتذراً مُقرَّاً بأني مُُقصِّرٌ معها:

إلى قاضي القضاة أقـولُ رفْقَاً = بهذا الادِّعــاءِ ظلمتَ صِهْرا
فهذا المَهْــرُ حُقَّ ولـنْ يُوَفَّى = ولـو زِدْتُ المئينَ بلى ودُرَّا
ولو زِدتُ الألوفَ ورُمْتُ أُهدي =كنوزَ الأرضِ ماوفَّيْتُ قَـــدْرا
ولاالدُّنيا إذا أمهرتُ طُرَّاً = فلن ترضى بهِ ..ستقولُ عُذرا
ومهما زِدْتُ تَرفُضُهُ مُناها = حياةٌ بالصفاء تعيشُ دَهْرا
كَسَلْسَلِ مائها عَذبَاً زُلالاً = وأَنْ تحيا سليمَ الصَّدرِ بَرَّا

لأنظر لمحياه أثناء إلقائي للقصيدة لأجده مبتهجاً مسروراً سعيداً وأسارير وجهه وإشراقته تحكي فرحه وسعادته وسروره لأحدِّثه بعدها عما يُسعدها ويُرضيها وأبادره بقولي وسؤالي فهل ترضون؟! هل ترضون؟! مكرراً عليه المقولة ليجيب رضيت رضيت :


فمهر عروستي الخَفَقَاتُ حرَّى = ومَهْرُ عروستي الأنفاس طُهْـرا
ومهرُ الواحة الخضراء عرسٌ = وحبٌ نَسْغُهُ الإخلاصُ ذِكْرا
فهذا ماأنالُ بهِ رِضاها = فهـل تَرْضَوْنَ؟؟ لُطْفاً لَيْسَ أمْرا

لأقول له ولفريق الادعاء بعدها منشرحاً بعد أن ربحت القضيةونجحت بالمرافعة :
وشيخ صحافةٍ بسديد رأيٍ = نِعِمَّا ماادَّعاهُ وماأقرَّا
ترأسَ جلسةً وأقام دعوى = ليحيي ذكْرَهَا فضلاُ وقَدْرا

لأتبعها قائلاً لأهل المروءة الفضل حيثما كانوا وأينما حلُّوا في كلِّ آنٍ وحين:
وأهل الفضل أمنحهُم فؤادي = وأعصِرُهُ لهم شَهْـداً و قَطْـرا
وأمزجه بنسغِ الروح مني = وأجعله لهم رَوْضاً وزَهْرا

ثمَّ عُدتُ والتفتُّ إليه وإلى جميع الحاضرين الجلسة مُعجباً بمجلس الادعاء وفريقه الرائع لأخاطبهم قائلاً:
لقاضينا الأغرُّ أقول مرحى = فنعـم الادعـاءُ رؤىً وفِـكْــرا
ونعم فـريقُ محكـمـةٍ ودعـوى = بِحَـيْـثِيـَّـاتِهـا شِــعْراً ونَـثْـرا

لأتحدَّث بعدها عن هَجَر وطبعها وطيبها وحالي معها وماأريد أن أجلبه وأستجلبه لها من لآلئ وجواهر ودُر أغوصُ به في أعماق الفكر وأغوار البحر أقتنصها لها:
فهذا مامعي من عُمْقِ غَوْصٍ = أعيشُ وواحتي عِشْقَاً وفَخْرا
وصفوُ الودِّ لاتُخفيه..طبعٌ = ليرسم في محيَّا الأنس بَدْرا

ثمَّ لأغلق هذه القضية وأنهي هذا الموضوع بهمسات الروح المشرقة وخفقات الفؤاد العاشقة،وعصارة الفكر البارقة مُهدياً لعروستي الأحساء قلادةَ حُبٍ ووفاء تضعها على مُحيَّاها مدى الأزمان أختم بها لها قصيدتي

هي الأحساءُ فاتنةُ الَّليـــالي = وأجملُ واحةٍ في الأرض سِحرا
وأمُّ الخير أي والَّلـــهِ جُوداً = وأهلوها همُ الأخيارُ بِشْرا
وأحسبهم كمثلِ الشَّام أهـلي = وحقُّ الأهلِ مااستُبقيتُ بِرَّا
وحقُّهمُ مدى الأزمانِ وصلٌ = ولن أنسى بطولِ العُمْرِ هَجْرا
هي الأحساءُ تحيا في كَيَاني = ومازالتْ عروسُ الطُّهرِ بِكْرا

لأثبت وأقول وأقرر أنهاستظلُّ وستبقى عروسة الواحات، بعيونهاوكحلها بنخيلهاوسعفها، بدوحها وظلِّها ، ببوحها وفوْحها أجل هي هي والطهرُ محكاها ،والأنسُ لُقياها،والخير معناها، والبرُُّ مسعاها ،والحُسنُ مرآها ،والوصل ذكراها ، والطِّيب اسمهاورسمها وصورةُ مُحيَّاهاوالحمد لله رب العالمين.

وسوم: العدد 1020