فَاتِنَتِي مَنْبِجُ

بَعضُ صُور مَدينة منبجَ في الثمانيناتِ والتسعيناتِ المِيلادِيَّة

1- خُذْنِي إلى بَلَدِي الجَمِيلِ السَّجْسَجِ         يا جَمْرَ وَجْدِي! لِلحَبِيبَةِ مَنْبِجِ

2- بَلدِ العَرَاقةِ، والأصالةِ ، والهُدى          وسَلامةٍ في فِطرة ، في مَنهَجِ

*********

3- بَلَدِ الحَديثِ وأهله الكُثْرِ الأولَى         خَدَمُوا لِسُنَّة مُصطفانا الأبْهَجِ

4- أمثالُ حاجِبِ وابنِ أصبَغَ مَعْ عُمَرْ         عَبْدَانَ ذا الطائي الشهيرِ المَنْبِجِي

*********

5- بَلَدُ الوليد ؛ البُحتُريِّ   المُرتقي         في شعره الباهي لأعلى مَدْرَجِ

6- و أبي فِراسِ ؛ بِشعره و فُرُوسَةٍ         مَعَ دَوْقَلَةْ ؛   بِيتيمةٍ كَالزِّبْرِجِ

7- وغُزيل ، وأبي ضِيا مَن حَلَّقَا         بسماء شعرٍ مَعْ وُضوحِ المَنهجِ

8- و محمد المرعي، ونيفي، جاسم       وابن السلامة مبدع الشعر الشجِي

9- و سِواهمو شُعراءُ   كثرٌ عدُّهم       صَعبٌ علي يَشُقُّ بلْ هُوَ مُحْرِجِي

*********

10- خذني لرحب ربوعها يا صاحبي     دعني   أشمَّ   لِتُربِها   المُتَأرِّجِ

11- عُجْ بي على شيخ الشآمِ بعصره     في ربعها شَيخي عقيلِ المنبجي

12- اللهَ ما أحْلَى   رُبوعَ "زِيَارَةٍ"!       في مَسجدٍ لِلشَّوقِ خيرِ مُهَيِّج

13- و الشيخُ جُمْعَةُ ما ألَذَّ حَدِيثَهُ!

       في خُطبةٍ ، أو دَرسِه العَذْبِ الشَّجِي

*********

1

14- خُذني إلى حاراتها ، و بَسَاتِنٍ         غُنَّاءَ ساحِرةٍ ، كطرفٍ أدعجِ

15- لِمَساجدٍ عمرت   بذكر إلهنا           و تَعلُّمٍ ، و عِبادةٍ ، في مَنهجِ

16- إنْ أنْسَ لا أنس العَلائي رَحْبَه         والنُّورَ، مِثلَ الخَير سامِي المَدْرَجِ

17- و كذلك الصديق في شرقيها         و كذا الرفاعي في جنوبي منبج

18- وكذا الحسين شمالَهَا كم قد أمَمْـ       ـتُ رِحَابَهُ ؛ لِخَطابَةٍ في مدرج

19- أمَّا الكبيرُ فإنه   مِثْلُ اسْمِه         بالشيخ جمعة - كالمليك- مُتَوَّجِ

*********

20- سقيا لأيامٍ - قضيتُ- بمنبج       مِثلَ الخيال مضت؛ كطيف مُبهِجِ

21- بربوع مدرسة ؛ بأرقم عِزَّةٍ         إذ نجتني   ثَمَرَ العُلومِ   النُّضَّجِ

22- و أساتذٍ غُرٍّ تَشِعُّ   وُجُوهُهم         نُورًا ، مع العلم الغَزير المُثْلِجِ

23- و بليلة الإثنين ،   ذِكرُ إلهنا         يتألق الإنشادُ بالصوت الشجِيّ

24- بِسَماعِ إنشادٍ   بإرشادٍ   مَعًا         يُحيِي النُّفُوسَ   فترتقي بِتَدَرُّجِ

25- للعالم الأسنى ؛ لأشواق اللقا         بِتَهَزُّزِ الأرواحِ - ذاكَ- المُبْهِج

*********

26- سُقْيًا   لأيامِ احتفال !   ضَمَّنَا        في   مَحفِلٍ   مُتَألِّقٍ     مُتَوهِّجِ

27- في مولد، ذكرى لمعراج النبي       أو ليلة القدر العظيمة في المَجِي

28- نُحيي   لَيَالِيَها   بربع زيارةٍ       في مسجد بِذَرَا عقيل المنبجي

29- في رحبه حينا ، و حينا غيره           نمضي فنحييها بـ"جامع منبج"

30- والشيخ جمعة مشرق في حفلنا         كالكوكب الدُّرِّيْ بِوَجهٍ زِبْرِجِيّ

31- وابنُ الغُزَيِّلِ هادِرٌ في حفلنا         في صوته ، و خِطَابه المُتَدَبِّجِ

32- بطرائف و لطائف يأتي بها         تُحيي النفوسَ كصندل أو أتْرُجِ

33- نُصغي إلى شدو البلابل خُشَّعًا         تشدو بمدح المصطفى ؛ بِتَغنُّجِ

2

34- نصغي لمحيي الدين اِبنِ سَفيرةٍ         مُحيي القلوبِ بِشدْوِه ذا المُبهِجِ

35- وكذا ابن نعمة مع حسين رينة       في فرقة الإنشاد والصوت الشَّجِي

*********

36- إن أنس لا أنس"السَّرَايَ" بمنبج       بيت الحكومة ذي الرخام الأبهج

37- و"مَوالِحُ الصَّحَّافِ" مَشهُورٌ بها       و لِكُلِّ شارٍ منه   خَيرُ مُفرَّجِ

38- مِن أجْلِ تسليةِ الفتَى أو نُزهَةٍ       برُبُوعها الخضراءِ ذاتِ تَمَوُّجِ

39- لم أنس عَكَّاش المُصَوِّرَ شَرْقَهَا     للناس - في دُكَّانه - لِلمُرْتَجِي

40- حتى مجاذيبٌ   بها   لم أنسهم     كـ "أبي حُمَيدي"مُضحِكٍ ومُهَرِّجِ

41- و"جلالهم"، و"أبي العساكر"ناظرا     هُ ؛ يُحَدِّقَانِ   بِحِدَّةٍ   في مَحْدَجِ؟!

42- و"المَلْعَبُ البَلَدِيُّ" - في غَرْبِيِّها       بمكانِ "هِيرَا" -   مُتْعَةُ المُتَفَرِّجِ

43- يا من أتيت لـ "مسجد النور" اتَّئِدْ     لِـ "أبي هِلَالٍ" ذي الفلافل عَرِّجِ

44- لِمُعلِّمَينا الحُوتِ، صُبحِي مَنزِلٌ     قُرْبَ العَلائي الجامِعِ المُتَوَهِّجِ

45- بيت الغزيل أحمرٌ ؛ باب   له     قرب الزيارة من عقيل المنبجي

*********

46- من ينسَ نعيَ الناس من أمواتنا         فيها بصوت "الرينة" المُتَهَدِّجِ

47- خَلْفَ "الكبير" مُلَعْلِعًا فتقفُّ أشـ         ـعارٌ ، و أجساد   لنا ، بِتَرَجْرُجِ

48- "سُبحان حَيٍّ لا يَمُوتُ ، جلالُه         ذو العِزِّ والجَبَرُوتِ ، عَزَّ بِمنهَج

49- فالكلُّ يفنى ، غيرَ رَبٍّ واحدٍ           قهارُ كُلِّ الناسِ" دُونَ تَلَجْلُجِ

50- مِن بَعد ذاكَ   يُذيعُه   لِثَلاثةٍ           اسمَ النَّعِيِّ و نِسْبةً مَعْ مَخرَجِ

51- لِجَنازةٍ ، و صَلاتِها و عَزائِها           مَعَ وقتِها ، و مَكانِها   لِلمَدرَجِ

*********

3

52- و"المَركَزُ العَرَبيّْ الثقافيّْ" شامخٌ       قُربَ البَريدِ ومَخفرٍ في مَنبجِ

53- صَرْحٌ   كبيرٌ   فيه   كتْبٌ جمَّةٌ         فيها العُلومُ تنوَّعَتْ للمُرتَجِي

*********

54- ولـ "جامِع الصِّدِّيق" كم زُرنا له         في قطْعِ كَهْرَبةٍ و ماءٍ مُزْعِجِ

55- و الحَجُّ   فيَّاضٌ   بِمَسجده   لنا         صَلواتُ فَجرٍ في الشتاءِ المُثْلِجِ

56- وِرْدُ الصباح بُعيدَها لم ننسه         كُنَّا   نُرَدِّدُه   بِصَوتٍ   أغْنَجِ

*********

57- يا سوقها المسقوفَ كم جُبنا لهُ           في وَسْطِها ؛ بِزِحامه لِلْوُلَّجِ

58- فيه المُشَبَّكُ ، و الزَّلَابْيَا   لذة         حَمْرَا مُقَمَّرَةٌ ؛ بِقَطْرٍ سَمْلَجِ!

59- في كل سبت سوقها لم أنسَهُ         "بازارُها" ؛ بضجيجه المُتَأجِّجِ

60- يا حبذا - يومَ الثلاثا - سوقُها         سوق البهائم مقصد للمُرتجي

*********

61- رَبَّاهُ يا غَوثَ الصَّريخِ وعَونَهُ!         و مَلَاذَ مُضْطَرٍّ، و خَيْرَ مُفَرِّجِ!

62- يا مُنجيا !   لخليلهِ     إبرَاهِمٍ         من نار نُمْرُودٍ علت   بتأجُّجِ

63- و مُشافيًا أيُّوبَ ! مِن ضَرَّائه         من بعد طُولِ تألُّمٍ ، و تَوَهُّجِ

64- ومُنجِّيًا ذا النون! من حوت الرَّدَى

           من بعد تسبيح بِحُسْنِ المَخْرَجِ

65- وفَدَيتَ إسْمَاعيلَ مِن ذَبْحٍ المُدَى       بالذِّبْح بالكَبْشِ العَظيمِ الرَّجْرَجِ

66- و حَرَمْتَنِي أحْيا بِرَبْعِ البُحتُرِي       و لِحِكمَةٍ ؛   قَدَّرْتَها   فِي مَنْهَجِ

67- لا تَحْرِمَنِّي أنْ أُوَسَّدَ تُرْبَها ؛       لا تحْرِمَنِّي   مَدْفَنًا   في مَنبِجِ

وسوم: العدد 1027