حَنِين العُرْبانِ إلى ذَيلِ "بَطْحَان" (الحَنِينُ إلى ذَيلِ الكَلبِ)

حَنِين العُرْبانِ إلى ذَيلِ "بَطْحَان" (الحَنِينُ إلى ذَيلِ الكَلبِ)

وإعَادَةُ تأهيلِهِ والتطبيعِ مَعَه؟!

بَلْ إعَادَتُهُ إلَى الجَامِعَةِ العَرَبِيَّةِ؟؟!!

بَيْنَ يَدَيِ القَصِيدَة

جاءَ في تُراثِنا الشَّعبِيِّ: "أن بعض الحكماء وَضعَ ذَيلَ الكلب المُعْوَجَّ النَّجِسَ في قالَب مُستقيم أربعين سنة، ثم أخرجَه منه بعدها، فعادَ أعْوَجَ نَجِسًا كما كانَ؟؟!!"

هذا إن كانَ كلبًا عاديًّا صحيحًا سَليمًا؛ فكَيفَ إذا كان وَحْشًا بَشَرِيًّا عَقُورًا جَرِبًا مَسْعُورًا؛ قتلَ وسَجنَ مِئاتِ الآلاف، وشَرَّد المَلايينَ، وآخِرُ جِناياتِه مُحَاوَلَةُ القَضَاءِ على مَن تبقَّى منهم بِالمُخَدِّرَات والكِبْتاغُون؟؟؟!!!

فكَيفَ مع كُلِّ هذه الفَظائع والشنائعِ والجِنايات يَحِنُّ إليه إخوانُه العَرَبُ، ويُرْجِعونَه لأحضانهم، ويُعيدون العلاقات معه، ويُريدون تَعْوِيمَه، ويُطَبِّعُون مَعَه؟! وكيف يُصَافِحُون قاتِلًا سَفَّاحًا، جَرِبًا نَجِسًا عَقُورًا مَسْعُورًا؛ فإن لم يَخَافُوا اللهَ تعالى واليَومَ الآخِرَ ويَتَعاطَفُوا مَعَ ضَحَايَاهُ نحنُ المَلايِينَ مِن "إخوانِهم السُّورِيِّينَ"، ألا يَخشَونَ مِن عَدوَاه ونَجَاسَتِهِ وعَضِّه وسُعَارِه، وعارِهِ وشَنَارِه؟!

1- حَنَّ "الرِّفَاقُ" و"إخْوانٌ" بِأقطارِ       لِذَيْلِ كَلْبٍ بِسُورْيَا ، جِدِّ خَتَّارِ

2- حن الأعاربُ من بَعدِ البِعَادِ لهُ       و شاقَهُم قُربُهُ   مِن بعد تَهْجَارِ

3- حن الأحِبَّةُ لِلمَحْبُوبِ أوحَشَهُم         بِعادُه   غِبَّ هِجْرَانٍ ،   و إدبارِ

4- حَنُّوا كَمَا حَنَّ قَيْسٌ في صَبابَتِه        لِقُرْبِ لَيلَى ووَصْلِ الحِبِّ والجارِ

   *******

5- "إخْوَانُنَا" استَوْحَشُوا لِبُعدِ إلفِهِمُو       وحِبِّهِمْ ذَيلِ كَلبِ الرُّوسِ بَشَّارِ

6- قَدْ كادَ يقتُلُهم شَوقٌ لِرُؤيَتِهِ!         و"نُورِ طَلْعَتِهِ" المُغْشِي لِأبْصَارِ؟!

7- لِذَيلِ كَلْبٍ لِإيرانٍ و سَاسَتِها         أعْدائِنا مُبغِضِي صَحبٍ وأخْيَارِ

8- لذيل كلبٍ لِإسرَائِيلَ ؛ قِنِّهِمُو         و اِبْنِ بائِعِ   جَوْلانٍ ، و غَدَّارِ

9- أبِي الحَشِيشِ و"كِبْتَاغُونَ" تاجِرُهَا         مُصَدِّرٌ سُمَّها   لِبِضْعِ ،   أقطار

10- وقد أعَادُوا عَلَاقَاتٍ لَهُمْ مَعَهُ         مِن بَعدِ عَقْدِ جَفَاءٍ ، بَعدَ إدبَارِ؟!

11- وأرجَعُوا لِعلاقاتٍ لهُمْ   مَعَهُ           مُطَبَّعِينَ   بِأقْذارٍ ،   و أوْضَارِ!!

12- مَدُّوا لِقَصَّابِنا الأيدِي مُصَافِحَةً         لَبِئْسَ ذا الفِعلُ يا لَلْخِزْيِ والعَارِ!

13- وحِينَ تَسْألُهُم: يا قومَنَا عَجَبًا!         تُمَدُّ   أيدِيكُمو   لِشَرِّ جَزَّارِ؟؟!!

14- لِقاتِلٍ مُوغِلٍ في قَتْلِ "أمَّتِهِ"         و سَاجِنٍ لِألُوفٍ دُونَ أوْزارِ؟!

15- وقَاصِفٍ "شَعْبَهُ" بِكُلِّ أسْلِحَةٍ           بِالطائِراتِ تَدُكُّ الناسَ بِالنَّارِ؟!

16- كَذَا مَدَافِعُهُ ،   كذا   بَرَامِلُهُ         وبِالقَذائِفِ مَعْ سُمٍّ لَهُ هَارِ!!

17- لِقَاتِلٍ لِشُيُوخٍ ،   بَلْهَ   نِسْوَتَنَا         أطفالِنَا ، مَعَ سَبْقٍ غِبَّ إصرارِ

18- فَهُمْ يُجِيبُونَ فَورًا دُونَ لَعْثَمَةٍ         نُرِيدُ إنقاذَه   مِن شَرِّ أشْرَارِ؟!

19- نَرُومُ نَنْقُلُهُ لِحِضْنِنَا العَرَبِي!         مِن حِضْنِ إيرانَ ذاتِ الخِزْيِ والعَارِ

*******

20- ماذَا جَرَى لَكُمُو يا قَومُ! ويْحَكُمُو     لِتَرْحَمُوا حَارِقًا لِلشَّعْبِ والدَّارِ؟!

21- يَا أيُّهَا الرُّحَمَا! يا أيُّها الشُّفَقَا!     أتَرْحَمُونَ لِسَفَّاحٍ ، و جَزَّارِ؟؟!!

22- أتَرْحَمُونَ لَهُ؟! ما تَرْحَمُونَ لَنَا!    نَحْنُ الضَّحَايَا مَلايِينٌ بِلَا ثَارِ؟!

23- ألَيْسَ مَنْ قُتِلُوا - يَا قَومُ- إخوَتَكُمْ     كذاكَ مَنْ هُجِّرُوا بِالقَسْرِ مِن دَارِ؟!

24- ألَيسَ نِسْوتُنَا -غُصِبْنَ- عِرضَكُمُو؟!   وأخَوَاتٍ لكُم ؛ مِنْ جُنْدِ   بَشَّارِ

25- فَأيْنَ إحْسَاسُكُم -يا قَومُ- نَخْوَتُكم؟   ماتَتْ أحَاسِيسُكُمْ؟ يا نَسْلَ الَاخيَارِ!

26- بَلْ أينَ إيمانُكُمْ يا قَومُ وَيْحَكُمو!       وأينَ تَوحِيدُكُمْ لِلوَاحِدِ البارِي؟!

27- أينَ القَرَاباتُ مِنكُمْ يا بَنِي رَحِمِي؟!   أينَ المُرُوءاتُ يا إخْوانَ أنصَارِ!

28- وأينَ إسلامُكُم - قَومِي- عُرُوبَتُكُمْ     و أينَ نَخوَتُكُم   لِلأخْذِ بِالثَّارِ؟!

29- وأينَ تَحكِيمُ شَرْعِ الله مَنْهَجِنَا       لِتُنْقِذُوا إخْوَةً   مِن غُولِ بَشَّارِ

30- في آيةٍ مِن حَكِيمِ الذِّكْرِ نَقْرَؤها       فِي كلِّ حِينٍ مِنَ القُرآنِ لِلبارِي

31- تُحَلُّ أزْمَتُنَا - فِيهَا - ومُعْضِلةٌ       في آيةٍ مِن كلامِ الواحِدِ الباري

32- تُطَبِّقُونَ   لِمَا   فِيهَا ،   بِأجْمَعِكُمْ       و تَحْقنِونَ الدَّمَ الجَارِي كَأنْهَارِ

33- في سُورَةِ الحُجُراتِ اللهُ أنزَلَهَا       لِكَي تَحُلُّوا - بِهَا- قِتَالَنَا الجَارِي

   *******

34- ألَا يُحَرِّكُكُم مَا سَالَ مِن دَمِنَا       مِنَ الضَّحَايَا كَأنهارٍ و أمْطارِ؟!

35- وهَلْ عَقَمْنَ نِسَانَا هَلْ عَجَزْنَ بِأنْ       يَلِدْنَ مِن حَاكِمٍ مِن غَيْرِ بشَّارِ؟!

36- حَتَّى تَعَضُّوا بِذَيلِ الكَلْبِ ناجِذَكُمْ       لِكَيْ تَعَضُّوا بِذَيلِ الْكَلبِ بَشَّارِ!

     *******

37- عُودُوا إلَى رُشْدِكُم يا قَومُ واتَّعِظُوا   لا تَرْحَمُوا قاتِلًا لِلأهْلِ والدَّارِ

38- لا تَنْصُرُوا طاغِيًا عَمَّتْ جِنَايَتُه       عمَّت   شَنائِعُهُ   لِجُلِّ الَاقْطَارِ؟!

39- لا تَدْعَمُوا باغِيًا طَمَّتْ فظائِعُه       فتُغضِبُوا رَبَّكُم   بِهذِي الَاصَارِ

40- لا تنصُروا ظالِمًا فَتُحْشَرُوا مَعَهُ       يَوْمَ القِيَامَةِ مَعْ خِزْيٍ و إخْسَارِ

41- إن تَدْعَمُوهُ تَكُونُوا مَعْهُ فِي عَمَهٍ       وفِي ضَلَالٍ، جِنَاياتٍ ، و أوْزَارِ

42- يا قومُ تُوبُوا إلى الرَّحْمَنِ بارِئِكُم     من قبلِ مَوتِكُمُو يا خِلْقَةَ الباري!

43- و لَنْ يُنَجِّيَكمْ مِن بَأسِ خَالِقِكُمْ       بُوتِينُ ، أوْ ذيلُهُ المَدْعُوْ بِبَشَّارِ

44- مِن قَبْلِ أن تَنْدَمُوا عُودُوا لِذَارِئِكُم   واصْطَلحُوا مَعَهُ يَا صَنْعَةَ الباري!

وسوم: العدد 1031