اليومَ قـد دارتْ رحى أيامِكم

اليومَ قـد دارتْ رحى أيامِكم وعلا الغبارْ

هذي مخازيكم به مخنوقة ... وإلى التَّبـارْ

أيامكم ظلمٌ وبغيٌ في المغاني وانحـدارْ

لكنْ شكيمةُ أمَّتي بيقينِها الأسمى تُثــارْ

هجعتْ زمانًا وانطوى وأتـى بشرعتها النَّهارْ

واليوم قد هُتِكَ الستارُ فليس للطاغـي قـرارْ

***

ونرى غيابَ تسلُّطِ الطاغوتِ لمَّــا أنْ تعَفَّـرْ

رغم المُخاتلِ والمعاندِ والذي للحــقِّ أنْكَــرْ

ولكلِّ مـرتدٍّ عـوى ولكلِّ مأجورٍ تضوَّرْ

ولكلِّ طاغيةٍ تمادى واستبدَّ عساهُ يُقبَـرْ

ولكلِّ مَن أرخى الزمامَ لرأيِه ولقد تعثَّـرْ

اليومَ قـد دارتْ رحى أيامِكم واللهُ أكبرْ

***

وهـو الحنينُ لعهـدِ أيامِ النُّبُوَّةِ في فـؤاديْ

قـد شدَّنـي ليقينِ قلبي بالوعودِ والاعتدادِ

وكأنَّني مابينَ أجنادِ العقيدةِ صوتُ حــادِ

من مُجْتَناها العذبِ لهفةُ مالِروحي من مـرادِ

وأرى وحوشَ الأرضِ تعدو للمذابحِ في بلادي

وأرى مقارعةَ اليهودِ بقدسِنا أغلى ضمادِ

***

هي أمتي لهوى الطغاةِ جموعُهـا لاتَتْبَـعَنَّهْ

ومن الضروعِ صديدُ غسلين الأذى لاترضَعَنَّـهْ

وإلى صدى عهــرِ المزامير اعتلتْ لاتسمعَنَّهْ

هيهاتَ يا أهلَ الفسادِ خبالُكم أنْ تَجْـرَعَنَّـهْ

هي أُمَّةُ توحيدُها لإلهِهَا لنْ تهجرنَّـهْ

مـوتوا بغيظكُمُ الذميمِ فكأسُكم لن تجرعنَّـهْ

***

زمجـرْ فقد أزفُ الرحيلُ لِزمرةِ العبثِ الذَّليلَهْ

واصدعْ بها لاترتجفْ فحشودُ دعـوتِنا نبيلَـهْ

في دعوةِ الإسلامِ عـزَّتُنا ولن نرضى البديلَهْ

وعدوُّها المأفـونُ عنها اليومَ أطفأنا غليلَهْ

وعلى يــدِ المتصهينِ المأفونِ ناجَزْنا فلولَهْ

وتدورُ أيامُ الزمانِ ولــم يجــدْ فيهـا دليلَـهْ

***

ما للصَّدى قد ضـجَّ في الأمصارِ يدعو للحضورْ

فاليوم للطوفانِ في الأقصى بطولاتٌ النَّفيرْ

فالـنٌّـورُ أقبلَ، والشَّبابُ الصِّيدُ، والفجرُ المنيرْ

وتـدفـقـت أفـواجُ دعـوتِنا على الدَّربِ الأثيرْ

والـلـيلُ يرحلُ، والطغاةُ، وليس يرهبُنا المغيرْ

فـجـهـادُنـا لـلـهِ، لـلإسلامِ، للأملِ الكبيرْ

*   *   *

العابثُ العَفِنُ الرؤى يلقى من الجبَّارِ سُقْمَــهْ

وأراهُ من سهمِ الدعاءِ بليلةٍ ليلاءَ شُــؤمَه

فالـمـسـلـمُ الـمقدامُ لا يخشى الطريقَ المدلهمَّه

كلا. ولا يرضى الهوانَ، وإن طغت أعتى مُلِمَّه

ويـعـيـشُ يـحـملُ رايةً تسعى بها للخيرِ أمَّه

سـيـزولُ لـيـلُ الظالمين، ويختفي إيذاءُ غُمَّه

* * *

ماكانَ للأوثانِ يصنعُها المستجيرُ بها نهارا

أنْ تحكمَ الغبراءَ بل في المحافلِ لاتُجـارَىْ

الـحـقٌّ يـبـقـى، لا اليهودُ له ولا النَّصارى

وقـبـائـلُ الإلـحـادِ والإفسادِ قد حملت شنارا

وبـقـيَّـةُ الأذنـابِ قـد فـقدوا مكانًا و اعتبارا

والـحـقٌّ بـالدِّينِ الحنيفِ بعصرِنا اللهفانِ دارا

*   *   *

الأُمـةُ الثكلى تنادي أينَ أفــذاذُ القتالْ ؟

مَن قارعوا الطغيانَ والإرهابَ في ساحِ النِّضالْ !

الـثَّـأرُ يـهـدرُ بـالـبطولةِ بين أفئدةِ الرجال

نـادى وأنـذرَ مَـن تـبقَّى من طواغيتِ الضَّلال

فـالـشـعـبُ قـادتهُ العقيدةُ، إنها دينُ النِّضال

وبـظـلـها شعبي امتطى عزمًا، وبالإسلامِ جال

*   *   *

فجِّــرْ إباءَك وَلْيَكُنْ نورُ الفــدا قسمَ الثَّبـاتْ

ماعادَ ينفعُ مَن طغى إلا البطولةُ للغــزاةْ

لـم يـبـقَ قـلبٌ قد وعى، إلاَّ وقد خبرَ الطغاةْ

ورأى أفـاعـيـلَ الـعـتـاةِ، وهولَ أيَّامِ الجناةْ

قـد ملَّ عارَ الوهنِ والشَّكوى، وقد مقتَ السٌّباتْ

وأراهُ يـنـهضُ بالمصاحفِ والسٌّيوفِ إلى النَّجاةْ

*   *   *

ورمـوهُ بـالـخـذلانِ مـكسورَ الجناحِ إلى عَناه

وكـبـا جـوادُ إبـائـه، والـيومَ هبَّ إلى علاه

فَـلـتَكسـِــر القضبانَ مطرقةُ الفداءِ، فألفُ آه

لاتـنـفـعُ الـشَّـاكـين والباكين في ليلِ الحياه

فهو الجهادُ سنامُ عـزتِنا وبــه المفازةُ والنَّجــاهْ

وبـه انتصارُ حقوقنا وبـه النهايةُ للجناهْ

*   *   *

اللهُ أكبرُ لم تزلْ ولعزِّها التحشيدُ قـد فــَرْ

سيبوءُ بالخسرانِ جمعُ المجرمين وإنْ تبخترْ (1)

الموجُ! موجُ البعثِ!بعثِ الدَّعوةِ الغرَّاءِ زمجر

والـعـالَـمُ الـمتخبطُ الأعمى بنارِ الظلمِ يُسجر

يـا أُمَّـةَ الـقـرآنِ قد ضاقَ الفضا، ولقد تكدَّر

هـبِّـي فـإنَّ فـلاحَـه بـيدِ الهدى، واللهُ أكبر

*   *   *

عهدُ النُّبُوَّةِ قد أطــلَّ فمـا أُحَيْلى ذا الرواءْ (2)

فيه الهـدى وبه النجــاةُ من المكارهِ والشَّقاءْ

الـمـسـلـمُ الإنـسـانُ يدعو للسعادةِ والرخاء

ويـرومُ لـلـنـاسِ الـمـآثرَ مقبلين على الهناء

بـأُخـوَّةٍ, لـم تـنـصـرم فـيها المودةُ لا تُساء

لاالـحـقـدُ ديـدنُـها، ولا هذا التَّناحرُ والــعداءْ

*   *   *

الـمـسـلـمُ الإنسانُ، نعمَ المسلمُ الفيَّاضُ جودُهْ

يـفـدي بـمـهجتِه الشَّريعةَ ليس من شرٍّ يقودُهْ

الـمـسـلـمُ الإنـسـانُ وجهٌ للعلى هلَّت عهودُهْ

لـلـبِـرِّ... أقـبلَ لن يكبِّلَه الظلامُ ولا جنودُهْ

قـرآنُه والسُّنَّةُ الغـرَّاءُ في الدنيا شهودُهْ

للتائهين نـداؤُه ولأهـل هذي الأرضِ جــودُهْ

*   *   *

الـصَّـبرُ أورقَ بالخلاصِ، وأثمرَ الحقلُ البديعْ

وتـبـلَّـجَ الـفـجرُ النَّديٌّ على المغاني بالربيعْ

قـد آنَ أن يـرثَ الـوفـاءُ مآثرَ الشَّرعِ الرفيعْ

ونـرى غـيـابَ تسلٌّطِ الطاغوتِ عن زهوِ الربوعْ

فاستبشري يا أُمَّتي فالفجــرُ آذنَ بالرجوعْ

لن تُفجَعي بعدَ النوازلِ بالمآثــمِ والخنوعْ

هوامش :

(1)تبختر : التبختر هو طريقة المشي بتفاخر تأثراً برغبة الطغاة في تأكيد سيطرتهم ونفوذهم.

(2)الرواء : حُسنُ المنظر ، وبهـاء الطلعة .

وسوم: العدد 1064