رمضانُ طوبى : فيكَ نفحُ بشارةٍ

وتعودُ يارمضانُ للبلدانِ=ولأُمَّةٍ تُنْمَى إلى العدناني

وتعودُ والأرزاءُ ينهشُ شدقُها=شدقُ الهوى والذلِّ والخذلانِ

شدقُ التَّخلي عن عقيدةِ ربِّهم=والخوضُ في وحلِ الضَّلالِ الجاني

وتزلُّفٌ أوهى مروءةَ محتدٍ=فكأنَّهم في قبضةِ الأكفانِ

والحبُّ لاحب الحبيبِ مُحَمَّدٍ=أبدًا ولا يُنْمَى إلى الإيمانِ

وانقادَ أهلُ الحلِّ ويل هوانهم=بيدِ العدوِّ إلى يدِ الحرمانِ

فَتَخَاذلٌ وخيانةٌ وتبجُّحٌ=في الحرب وا أسفي على القرآنِ!

وعلى نضارة سُنَّةِ الهادي فهل=يبقى إذا طُمِسا سوى الهذيانِ !

أيحاربون اللهَ جلَّ جلالُه=راضينِ بالإسفافِ والطغيانِ

خسئوا جميعا لافكاك لهم إذا=جاءتْ جهارا غضبةُ الديَّانِ !

إن العقيدةَ ياطغاةُ عصيَّةٌ=تأبى الفناءَ وحالةَ الذَّوَبانِ

ولحامليها في الشعوبِ مكانةٌ=وهم الأباةُ الصِّيدُ في الميدانِ

لم يخشَ أحفادُ النبيِّ عُتُوَّهم=أو سطوةَ الخوَّانِ والسَّجَّانِ

فالمجدُ يورق في منابتِ عزِّهم=باللهِ لا بالزخرف الفتَّانِ

واليوم مَن في الأرضِ في يقظاتهم=شهدوا لغزَّة بالرضا الرباني

هم يهتفون لأهلِها وحُماتِها=بالفتحِ والتقدير والعِرفانِ

الحقُّ جاءَ فليس يبقى باطلٌ= أو محفلٌ لعبادة الشيطانِ

كالجاهلية صوَّحت زيناتُها=وترنَّحتْ صرعى رؤى الأوثانِ

ولقد أتى والحزن يأكلُ أُنسَنا=لمجازرِ الأوباشِ والعُبدانِ

قد هلَّ يخبرُنا فمن أيامِه=بدرٌ لتنبئَنا بطيبِ أوانِ

أما القوى الكبرى فلا كبرت ولا=نالتْ من التدليس أيَّ مكانِ

سدلَ القضاءُ على طغاةِ جنونِها=ما خبَّأ المقدورُ للعدوانِ

وأتى نسيمُ الغيبِ ينفح أُمَّةً=كفرت بحكم المرجفِ الخوَّانِ

فالفتحُ من عند الإله وليس من=أهلِ القوى ومروجي الإدمانِ

إنَّا وإنْ بالعجزِ باتَ يلفُّنا=لمَّا نزل من خيرةِ الأعيانِ

والسجنُ للأبرارِ يشهدُ أنهم=أهلُ الرجولةِ والفدا النشوانِ

ماضرَّهم هذا التآمرُ ضدَّهم=من رعبِ قاصيهم وهذا الدَّاني

والأمة الثكلى تناديهم وقد=بلغَ الأسى فيها المكانَ الحانِ

أدركْ إلهي ثورةً تأبى الرضا=بفسادِ حكم جائرٍ شيطاني

هم أهلُها الأبرارُ في غدواتهم=ما استسلموا للأرعن الحيوانِ

ياربِّ أنت وليُّنا ، ونبيُّنا=خيرُ الأنام المصطفى العدناني

نفديه بالأرواحِ إن جاء اللقا=بحشودِ أهلِ الزيغِ والبطلانِ

رمضان أيقظَ أمَّةً مكلومةً=واستنهضَ الغافي من الفتيانِ

رمضانُ طوبى : فيكَ نفحُ بشارةٍ=وسُمُوُّ مافي الصَّومِ من إحسانِ

ومن السُّمُوِّ بأنفسٍ توَّاقةٍ=للهِ ذي الرحماتِ والرضوانِ

ومن البطولةِ والتَّفاني والنَّدى=وطهارةِ الأحناءِ والوجدانِ

وتعودُ يارمضانُ والشَّكوى على=فمِ كلِّ ملتحفٍ أسى الأحزانِ

أدمتْ جوانحَه الخطوبُ ، وأثقلتْ=بالهمِّ كاهلَه يدُ الحدثانِ

وتسابقَ الأوباشُ فيك لخسَّةٍ=ومسلسلٍ يُطوى بلا أثمانِ

قلبوا صحائفَكَ الحِسانَ ، وأبدلوا=قيمَ الهدى بالزُّورِ والبهتانِ

أمَّا الغزاةُ المجرمون فأمعنوا=بالقتلِ والتدميرِ في الأوطانِ

يشكو العراقُ فسادَهم وعتوَّهم=ومرابعُ الأفغانِ والسودانِ

وحصارُ غزَّةَ لم يكنْ إلا على=نهجٍ ينظِّمُه أذى الخوَّانِ

في كلِّ أرضٍ آهِ إسلاميَّةٍ=تجدُ الجناةَ بملمسِ الثعبانِ

قتلى وجرحى ، والأسارى مادرتْ=أمٌّ مكانَ أسيرِها الحرَّانِ

والمسلمون بغفلةٍ لو أنَّ ما=دوَّى من الأحداثِ في الصَّوَّانِ

لتفجَّرتْ منه العيونُ تدفُّقًا=من هولِ مافي عصرِنا الثكلانِ

لُعِنَ الغزاةُ ، وباءَ كلُّ مخاتلٍ=باعَ النَّفيسَ بأبخسِ الأثمانِ

متحالفًا رغمَ النَّوازلِ في بني=أوطانِه تغلي مع الشيطانِ

والآخرون مع الأسافلِ عربدوا=في حانةِ الأهواءِ والكفرانِ

خمرٌ ، وعُريٌ ، وانتهاكُ محارمٍ=وتفلُّتٌ في السرِّ والإعلانِ

قد أرخصوا قدسيَّةَ الشهرِ المباركِ ...=... وانثنوا عن سامقِ العِرفانِ

وتناهشوا مثل البهائمِ بئسَ مَنْ=رضيَ العُقوقَ لربِّه الدَّيَّانِ

أين المروءةُ ؟! مااكفهرَّ صباحُها=إلا بوجهِ أسافلِ العُبدانِ

أين الشهامةُ والرجولةُ والحِجى=والعزُّ ؟! ما للعزِّ في الأكفانِ !!

شكوى إلى الجبَّارِ حيثُ تحجَّرتْ=مهجٌ ، وماتَ الحِسُّ في الإنسانِ

                     ***=                     ***

أين التَّسابقُ في الرجالِ إلى الهدى=وإلى ربيعِ عقيدتي و بياني ؟!

في أمَّةٍ آتى الإلهُ كتابَه=فتأرَّجتْ بالروحِ والريحانِ

وتبوَّأتْ قِممَ الفخارِ ، ومكَّنتْ=نورَ الشريعةِ في مدى الأكوانِ

صورٌ من الماضي تلوحُ جليَّةً=وترفُّ رغمَ الضِّيقِ في الأجفانِ

مرَّتْ على الدنيا بسابقةِ المنى=في صبحِها العطرِ النديِّ الهاني

تغدو بها للخيرِ في طولِ المدى=بين الشعوبِ مواكبُ القرآنِ

لاتنكرُ الأمجادُ تأريخَ الألى=في ظلِّ رايةِ جحفلِ الرحمنِ

يومَ انتضى هممَ الرجالِ بزحفِه=ولوى تعنُّتَ زمرةِ الطغيانِ

من ظلمةِ الأرزاءِ هبَّتْ أُمَّتي=تسقي العبادَ رحيقَها الرباني

ولها السيوفُ المرهفاتُ إذا عدا=أهلُ الضَّلالِ و زمرةُ الأضغانِ

ومشتْ لدينِ اللهِ ، لا لمطامعٍ=ترجو بمسعاها رضا المنَّانِ

فإذا بصوتِ مكبِّرين يقودُهم=نصرٌ إلى نصرٍ بكلِّ طِعانِ

ياقائدَ الفرسانِ في حطين هل=نظرتْ هنا عيناكَ في الإذعانِ ؟!

مازالَ يُكبرُكَ الزمانُ وأنت في=دارِ الخلودِ برحمةٍ و جِنانِ

باتتْ فلسطينُ الذَّبيحةُ ترتجي=وجهًا كوجهِكَ ساطعَ البرهانِ

ملَّتْ وجوهَ الخانعين ربوعُها=والعابثين بمسرحِ الخذلانِ

والحاملين لأجلها علمًا سوى=علمِ العقيدةِ في لظى الميدانِ

ملَّتْ ، هواهم ، واشمأزَّتْ ، إنَّما=مافاتها للفتحِ ركبٌ ثانِ

ها قد أتى أهلُ المصاحفِ والفدا=بحماس من أبرارِها الفتيانِ

خلِّ الجراحَ ، وخلِّ مافعلَ اليهودُ ...= ... المجرمون بأهلِنا الشُّجعانِ

ودعِ السَّنى في المسجدِ الأقصى الذي=يشكو جدارَ الظلمِ والبهتانِ

ودعِ المذابحَ والتَّجبُّرَ للذي=بيديهِ أمرُ تخبُّطِ العدوانِ

واهتفْ بمليارٍ لعلَّ قلوبَهم=تحيا بماءِ طهارةِ الإيمانِ

ولعلهم يستيقظون فقد طمى=سيلُ الخطوبِ ومادَ بالأركانِ

ولعلهم يورون يقظةَ حسِّهم=بالبيِّناتِ الزُّهرِ في الشريان

واذكرْ لهم ماكان في بدرٍ وفي=ميدانِ أجنادينَ من تبيانِ

واغسلْ نفوسًا دنَّسَتْها شهوةٌ=بفيوضِ شهرِ الصَّومِ والتحنانِ

فلعلها تنجو ، ويدركُها الرضا=والعفوُ من خلاَّقِها السُّلطانِ

ولعلها تصحو وتدركُ نهجَها=وترى البيانَ الحقَّ في القرآنِ

وتعيدُ أيامَ الفتوحِ بقدسِنا= وعلى ربا الأفغانِ والشيشانِ

وتعيدُ حكمَ اللهِ في الدنيا التي=تاقتْ إلى الأنوارِ في الفرقانِ

فاهتفْ بسمعِ النائمين إلى الضحى=بلبابِ مافي القولِ من ميزانِ

مازلتُ أقرأُ في قراطيسِ العلى=خبرَ النهوضِ لأُمَّةِ العدناني

بمآثرِ الإسلامِ لا بفسادِهم=ومذاهبِ الطاغوتِ والطغيانِ

لن يشرقَ الصبحُ المبينُ ، ولن نرى=وجهَ الخلاصِ بهذه الأوثانِ

ابدا ولن يأتي ربيعُ زمانِنا =إلا بظلِّ المصحفِ الرباني

أُغرودةٌ ... سكرَ المدى بروِيِّه=هيهاتَ نسمعُها بلا آذانِ ‍

ياقومُ :سحرُ المقمراتِ بمجدِكم=وافى مكانَ المجدِ في الإبَّانِ

هبُّوا بمصحفِكم فهذا وقتُه=وبِسُنَّةِ المبعوثِ عالي الشأنِ

أجدادُكم حملوا شذاها للورى=رغمَ اليبابِ بسالفِ الأزمانِ

وتدرَّعوا بالحقِّ في تطوافِهم=فنأوا عن الإيذاءِ والبطلانِ

أحيوا قلوبَ الناسِ بالتقوى ، وقد=أحيوا البلادَ بمُزنِها الهتَّانِ

فاهتزَّت الربواتُ يسقيها الهدى=مما يزيدُ الزَّهوَ في العمرانِ

تلك العهودُ المزهراتُ نسيجُها=من محكم التنزيلِ والإتقانِ

أَوَلَيسَ قومي من هناك تحدَّروا=ولهم كريمُ يدٍ على الجيرانِ !!

هل من مجيبٍ للنداءِ فإنَّ في=أقوامِنا مَنْ يشتكي ويعاني !!

هل مستجيبٌ للهدايةِ ، شأنُه=ماعادَ يشغلُه الهوى الحيواني !!

هل من أبيٍّ لم يقمْ إلا إلى=ساحِ المآثرِ طيِّبَ الأردانِ !!

هل من أُباةٍ يسمعون حديثَنا=لنقومَ مجتمعين كالإخوانِ !!

هلاَّ نهضنا بالعقيدةِ وحدها=لنردَّ زيفَ مذاهبِ الأخدانِ !!

هل ينجلي الميدانُ عن فرسانِه=لنرى فضائلَ حاملي القرآنِ ؟؟

وسوم: العدد 1074