هيا اركبوا خيلَ الجهاد

قـمْ حَـيِّ مَن صدقوا من الأبناءِ = مستشهدًا بالثَّورةِ العصماءِ

فشبابُنا الأملُ الوريفُ لعودةٍ = للعــزِّ إسلاميَّةَ الأفيـاءِ

لبُّـوا النَّداءَ إلى الجهادِ وإنَّه = لَسَنامُ دينِ اللهِ في الغبراءِ

يتنافسون على الدفاعِ لدينِهم = وعن المآثر والرؤى الفيحـاءِ

وعن السجايا البيضِ من أخلاقِهم = إذ بات عصرُهُمُ بغيرِ حياءِ

وعن البلادِ فقد غدتْ منهوبةً = من كلِّ طاغٍ باعَ للأعـداءِ

يتآمرون على الشعوبِ لأجلِ ما = لمناصبِ العملاءِ من إغراءِ

فاصنعْ لرواد البطولة من بني = أقطارِنا انتفضوا وسامَ ثنــاءِ

ماذا عليهم بعد أن وقفوا على = ساحِ الفـدَا بالهمَّةِ القعساءِ

في السَّاحِ يستهدي الأبيُّ لردعِ مَنْ = رام الفناءَ لأُمَّــةِ الشُّهداءِ

يتعاقبون على مدارجِ جودِهم = بالروحِ مـا بخلوا وبذلِ دماءِ

قالوا أتينا كي نجدِّدَ أمسنا = أمسَ العهودِ الحُلوةِ الإيماءِ

عهد النُّبُـوَّةِ والصَّحابةِ والأُلى = سادوا فهم من خيرةِ العظماءِ

عهد الفتوحات التي جادت على = كلِّ الأنامِ بوافرِ الآلاءِ

سادوا وما ظلموا وما هتكوا لهم = سترا وعاشَ الناسُ في النعماءِ

لاندَّعي هذا فتاريخٌ لنـا = يدري سُمُوَّ تعاملِ النُّجباءِ

سمتِ الخلافةُ بالفرائدِ عــذبةً = للخَلْقِ كلِّ الخلقِ في الأرجـاءِ

في كلِّ سِفرٍ لـم تزل صفحاتُه = بالخيرِ تنطقُ واليدِ البيضاءِ

مازالَ مُنْصِفُهُم يصارحُ قومَه = عن طيبِ أمَّتِنا بـلا إزراءِ

هـم يعلمون بأنَّ شرعةَ أُمَّتي = هي للشعوبِ اليومَ خيرُ دواءِ

قرآنُها المحفوظُ من ربِّ الورى = فيه الإخـاءُ فليس من بغضاءِ

والرُّشدُ والقيمُ الرفيعةُ والمنى = مبثوثة في السُّنَّةِ الغــرَّاءِ

هذا هـو الإسلامُ دينُ مُحَمَّدٍ = وهـو السَّنا الفيَّاضُ في الظلماءِ

فَلْيَسْعَدِ الجيلُ الجديدُ لأُمَّةٍ = أحيـا بنوها العــزَّ في الأحناءِ

قد بوركوا هذي مرابعُ سعيِهم = وبخطوِهم حيوَّيةُ الأكفاءِ

سترونَهم أهلَ المكانةِ لم تكن = إلا لرفعةِ أُمَّـةِ الحنفاءِ

لم يركعوا لطغاة عصرٍ أبرموا = عهدًا لطمسِ عقيدةِ البُشراءِ

جاؤوا وجاءتْ في ركابِ صفوفهم = قيمُ الثَّباتِ بقوَّةِ ومضاءِ

لينالَ مَن كفروا بهَدْيِ نبيِّنا = سوءَ المصيرِ وذلَّـةَ السُّفهاءِ

والله نسألُ أن يبدِّدَ شملَهم = بيدِ الردى للقبضةِ العسراءِ

قالوا لنا أنتم ضعافٌ مالكم = من قوةٍ والموتُ للأنضاءِ

قلنا : خسئتُم لم تروا من بأسِنا = في عصرنا هذا بأيِّ لقــاءِ

هذي (حماسُ) بغارةٍ قد زلزلتْ = أركانَ هيبةِ كاذبٍ ومرائي

هذي (حماسُ ) يقودُها إسلامُها = عطفت على الأسرى بغيرِ جفاءِ

وعلى طريقِ جهادِها ويقينِها = باللهِ مولى فيلقِ الأُمنــاءِ

بُهِتَ الذين بربِّهم كفروا وقد = آن الأوانُ لهيكلِ الإزراءِ :

أن لاتقومَ لزورِه من دولةٍ = في الأرضِ كرتونيَّةَ الأجـزاءِ

حكمَ الذي بـــرأَ الورى بزوالِــها = وزوالِ ماللكفرِ من شركاءِ

والحكمُ للديَّانِ لا لعصابةٍ = دوليَّةٍ من شلَّةِ الخلطاءِ

قالَ الرجالُ المؤمنون بربِّهم = إنَّ الخنوعَ لَمَثْلَبُ الجبناءِ

هيَّا شبابَ الأمة الثكلى بنا = من غير ما وجلٍ ولا إبطاءِ

فالِّدينُ حــقٌّ والجهادُ سنامُه = في أوجه الأعداءِ والعملاءِ

فشريعةُ الإسلامِ أكرمت الورى = بهدايةٍ ورعايةٍ وهنــاءِ

واليوم ندعو العالمين لديننا = دينِ الرحيمِ وخالقِ الأشياءِ

سنظلُّ ندعو أهلَ دنيانا إلى = ماجاءنا في الشِّرعةِ الغرَّاءِ

ونظلُّ نهدي لانملُّ وإننا = نرجو الغفورَ الفتحَ في الآناءِ

لتعودَ للدنيا يــدُ الهادي فلا = يبقى شقيٌّ في دجــى اللأواءِ

وسوم: العدد 1074