زلزالٌ في اسطنبول
حدث ظهرا و المدارس في عطلة بمناسبة " عيد الطفولة " 23-4-2025
**
زلزالٌ في اسطنبول=قد مَرَّ بها عشر ثوان
قد ألجأَ كُلَّ أهاليها=لنزوحٍ من غير توان
و الكل يبادر للدَّرَج= كلٌّ يضرع للرحمن
و الكل ينادي للكل=أسرع لإغاثة لهفان
ذكرٌ تسبيحٌ أدعيةٌ= تسمعها من كل لسان
و الكل يتوب فليس هنا=من عاصٍ أو من علماني
مَن غيرُ الله يُنجينا= سبحان الأحد الديان
فالأرضُ جميعاً قَبْضته= ما أوهى ضعف الإنسان
غازي عنتاب هاجسها= هل مرَّ عليها العامان
و الكل يُناجي مولاه= الطف يا رب الأكوان
هو حال التوبة و الندم= من تقصير أو نقصان
و الكل يراجع نيَّته= سأسارع نحو الإحسان
و الابن يقول أيا أبت= سأَبَرُّكَ طول الأزمان
و ينادي الأمّ يقول لها= أشتاق لدفء الأحضان
و الزوجة قالت يا زوجي= سأطيعك قدر الإمكان
و الزوج يقول لزوجته= حبك في القلب و وجداني
و العاقلُ قال سأنتبه= للمسجد في وقت أذان
و أصلي الفرض و سنته= و أتابع ورد القرآن
و أسامح رحما من أهلي= و أصادق كل الجيران
*
و ترى اسطنبول حدائقها= مأوى لجميع السكان
و مساجدها و مدارسها= توجيها من أردوغان
و الطفل يظن بها حفلا= في يوم الطفل المزدان
كل الأطفال هنا حولي= من فتيات أو صبيان
و حدائقنا و قد امتلأت= من شيب أو من شبان
و الكل أتي بالكرسيِّ= في الساحة أو في الأركان
و الشاي أتَت معه الحلوى= و عصائر شتي الألوان
مدرستي اليوم معطلةٌ= فأتيت هنا للبستان
و العطلة يومٌ قد زيدت= يوم يتبعه يومان
و هنا عيدٌ بمساجدنا= للأهل و كل الخلان
و الكل تآخى مبتهلا= في إشفاق في تحنان
هل نحن اليوم بشوالٍ= أم عدنا اليوم لرمضان
أم نحن أتينا للأضحي= سهواً من غير القربان
هل هذا عيدٌ للطفل= أم شيء ليس بحسباني
*
و قليلُ إصاباتٍ قفزاً= خشية صدعٍ بالبنيان
و توابع هزات تترى= و الطفل يصيح فأبكاني
مركزها كان بمرمرة= و سيليفري حد الشطآن
و البعض أتى سيارته= و يشد حزاما لأمان
حتى إذ دخلوا في الليل= و البرد أتي للولدان
و اشتاق الكل لمضجعه= و النوم يداعب أجفاني
و توابع هزات خفتت= من فضل الله المنان
و بيوت الناس لهم سكنٌ= و البرد اشتد فآذاني
فرجعنا البيت على وجل= طمعاً في حفظ الرحمن
*
و البعض يقول تذكَّرنا= كم تشكو غزة و تعاني
زلزلة القصف تحوطهمو= و تباغت دون استئذان
كم تشكو من هول القصف= أو تشكو مُرَّ الخذلان
و نزوحٌ من بعد نزوحٍ= لعراءٍ من غير أمان
و البعض يقول أيا نفسُ= توبي من ذنب العصيان
فحياتك تحسب باليوم= أو بدقائقَ أو بثوان
صحح موقفك مع الحق= لا تركن نحو البطلان
ناصر مظلوما كم عاني= من بأس الظلم و طغيان
قف دوما جانب مظلوم= و احذر أن تقف مع الجاني
*
زلزالٌ جاءَ بِمَوْعِظَةٍ= لِيُذَكِّر أهلَ الإيمانِ
و الغافلُ قد يسهو عنها= أو يُعقبُها بالنسيانِ
آياتُ الله بها عبرٌ= مَلأَت أرجاءَ الأكوانِ
فيها تنبيهٌ للساهي= أو للعاصي و المتواني
ما بالُ الناس و موقفنا= في الأخري عند الرحمن
و الناس لهولِ مفاجأةٍ= مثلُ المذهولِ السكران
ذُهِلَتْ مَن تُرضِعُ عن ولدٍ= و الظالم باءَ بخذلان
و الحاكمُ يُسألُ و الشعبُ= و حِسابُ الكلِّ بميزان
فلنستدرك ما قد فات= و نعود لربٍّ حنّان
و نؤدِّ الصلوات الخمس= في الموعد بين الإخوان
و نردّ حقوقا للناس= إن وجبت من غير توان
*
يا ربَّ الناس و خالقَهم= ندعوك بربٍّ رحمن
أمِّنّا في يومِ الخوْف= و اجْبُرنا عند الميزان
اجبر كسرا من زلزالٍ= و انصر أبطال الطوفان
هَيِّئْ إصلاحاً ببلادي=لتكونَ أعزَّ البلدان
هيئْ لسفينتنا رَشَدا= لتسيرَ بحكمة رُبان
وسوم: العدد 1124