تـفاؤُل
( ﺃَﻣَّﻦْ ﻳُﺠِﻴْﺐُ ﺍﻟﻤُﻀْﻄَﺮَّ ﺇﺫَﺍ ﺩَﻋَﺎْﻩُ ﻭَ ﻳَﻜْﺸِﻒُ ﺍﻟﺴُّﻮْﺀَ)
رغـمَ بغيِ الطغاةِ والسُّفهاءِ = واحتدامِ الخطوبِ والأرزاءِ
والسجونِ التي تعــجُّ بشكوى = من قلوبِ الأفاضلِ الأبرياءِ
رغـم مافي شعوبنا من بلاءٍ = يتلوَّى كالحيَّــةِ الرقطاءِ
ما اختفتْ عنه نفسُ حُــرٍّ أبيٍّ = إنَّمــا الخطبُ عَـــمَّ في الأرجاءِ
وتلقَّاهُ المؤمنون بصبرٍ = في دياجيرِ القسوةِ العمياءِ
وتحـدَّى فرسانُهم عنفوانا = للجُنــاةِ الأسافلِ الجبنــاءِ
وبقتلٍ لم ينسَ صاحبَ فضلٍ = فمئاتُ الآلافِ قيد الفناءِ
وبهدمٍ للدُّورِ فوق اليتامى = وبتهجيرِ الآلافِ في الغبراءِ
في مصابٍ مـا مــثْله ذات يومٍ = في عصورٍ ثقيلة الأعبــاءِ
إنَّــه الظلمُ في نفوسٍ عـرتْها = عربداتٌ وحبُّ سفكِ الدماءِ
وأتاها المضطرُ يرمي لظاها = بجحيمٍ يفورُ مثل الماءِ
غليانُ القلوبِ ألقى خطاهـا = فوق دربِ الأبرارِ والأنبياءِ
في جهادٍ لعـزَّةٍ عُمَرِيٌّ = شدوُها اليومَ في فــمِ الشُّهداءِ
لن تموت الشعوبُ فالشَّعبُ أبقى = من طغاةٍ في الحكم أو عملاءِ
قد علمنا عن الجهادِ انفراجا = وانتصارًا بهمَّـةِ الأوفياءِ
فهـو اللهُ ربُّنــا فالتجأنا = لمحاريبِ أمنِنا بالدعــاءِ
إخــوة الدربِ فالحياةُ جهــادٌ = لشبابِ الشريعة الغرَّاءِ
يومها نبصرُ الحياةَ بفخرٍ = ليس فخر الرعاعِ بالإيــذاءِ
إنَّـمـا بالمــآثر البيضِ تُـرجَى = لعــزاءِ الشعوبِ بالأكفياءِ
تلك أفراحهم برغمِ شجونٍ = لاهباتٍ بجمرةِ اللأواءِ
وصدى النصر لم يزلْ يتعالى = في مغاني شآمنا الفيحاءِ
وصدى الشوقِ للخلاصِ رواءٌ = في نــديِّ القصيدة الشَّمَّاءِ
أيُّهـا المسلمُ الحزين تأمَّــلْ = رفرفاتِ الرضا بوجــهِ السَّماءِ
لشهيدٍ في جنَّةٍ يـتـثـنَّـى = بابتهاجٍ يفوحُ بالأشذاءِ
حوله الآلافُ الذين اصطفاهم = ربُّنــا الأعلى من جموعِ الفداءِ
فكرامٌ من أهلنا وأباةٌ = من رجالٍ وصبيةٍ ونساءِ
وصناديدُنا الذين أذاقوا = مَن تعالوا إهانةَ الكبرياءِ
إنَّمــا العزَّةُ الأثيرةُ للهِ .= . فَتَـبًّـــا لفاسدي الآراءِ
ولأهلِ الإسلامِ جندِ نَــبِــيٍّ = أحمديِّ الإيمانِ والأنبياءِ
هـم وهـاهم أولئك الصِّيدُ عاشوا = في ظلالِ التوحيدِ لا الأهـواءِ
وهُـمُ المُصْطَفُون من كلِّ دارٍ = ماقلتْهــا طهارةُ الأثــداءِ
فالأباةُ الفرسانُ منها تَلَقَّوا = مابِدِيْنِ الرحمنِ من أصداءِ
أطرَبَتْهُم آياتُها حين تُتلَى = في سراديبِ الليلةِ الدكناءِ
ما أخافَتْهُمُ السِّياطُ تلظَّت = في جلودِ الأشاوسِ الأكفياءِ
ذاك إيمانُهم بربٍّ عليمٍ = بمصيرِ الأشرارِ والسفهـاءِ
ودليلٌ على صلابةِ قومٍ = وعلامات حبِّهم والــوفاءِ
فهنيئا للإخوة اليومَ قالوا = لطغاةِ الأذى الشَّديدِ الـدَّاءِ
موعدُ الفتحِ يابغاةُ تـراءى = في جبينِ الكتيبةِ الخرساءِ
جمعَ الدِّيـنُ شملَها فأشارتْ = بهـلاكٍ للأوجهِ الربداءِ
فرشتْ بالهدى حنايا نفوسٍ = آمنتْ بالشَّريعةِ الغــرَّاءِ
ماتناستْ يــدَ الحِباءِ وعهدًا = من بشاراتِ سيِّدِ الأنبياءِ
يكبرُ الناسُ في البريَّةِ قـومًا = يوم جادوا لربِّهـم بالدماءِ
شهداءُ الإسلام في كلِّ عصرٍ = بهمُ النَّصرُ رغم كلِّ ابتلاءِ
قد رأينا معنى البطولةِ يجلو = عن خفايا عواصفِ اللأواءِ
وسمعنا عن الأشاوسِ جالوا = بميادين الأهـوالِ في الهيجاء
يوم رفَّ اللواءُ رفَّتْ قلوبٌ = لجهــادٍ في نصرةٍ وفــداءِ
سيعيدون أمسَنا في زمانٍ = ماتَ في حضنه كريمُ الأداءِ
وتولاه كلُّ فَــدمٍ حقيرٍ = لايساوي ذبابةً في العـــراءِ
هـو شأنٌ نسجْتُموهُ مُـوشَّى = بالهـدى والفخــارِ لا الغلواءِ
ليعمَّ الرخاءُ دنيا سقيتُم = في مغانيهـا نبةَ النَّعـمـاءِ
وتفيضَ الخيراتُ في كلِّ فــجٍّ = من حنايا رحابةِ الغبراءِ
ويعيش الأنامُ بين أمانٍ = ومعاني الرسالة العصماءِ
يحكمُ الحــقُّ ناسَها مطمئنا = لِسُمُـوِّ الإسلامِ في الأحياءِ
إنَّـه الفتحُ قد هفـا لشعوبٍ = أبعدتْهــا مهازلُ الأغبياءِ
فانبعاثٌ جديدُه باتَ يرسي = من صروحِ الإصلاحِ دونَ افتراءِ
نِعَمٌ زادهـا الــكريمُ وفضلٌ = من بطونِ الثَّـرى وفيضِ السماءِ
ورجال باسم الشريعةِ جاؤوا = يُخـرجون السَّنا من الظلمــاءِ
ويشيدون للعبادِ فخــارا = في حياةٍ حياتُهــا بالهناءِ
ماتوانت أعمالُهم فارتدوها = من بديعِ النهوضِ ثوبَ بهــاءِ
فَتَثَنَّت به الحياةُ و والت = ما أتاها من رفعةٍ وثنــاءِ
ما أجلَّ الرجال إنْ أسرجوها = قِيَمًا من فرائــدِ العلياءِ
وبنوا فوق كلِّ أفْــقٍ صروحا= شامخاتٍ بعــزِّهـم والإباءِ
وجليلُ الأعمالِ يُثمرُ يوما = بقطوفٍ من دانياتِ الرخاءِ
ويحيل الرمالَ سلسلَ بِــــــرٍّ = دافقَ الخيرِ في مدى الصحراءِ
ونهوض الشعوبِ بالعملِ المثمرِ . = . يرقى مناكبَ الجـوزاءِ
أَوَلَسْنا من أمَّـــةٍ سقتِ الدنيا. = . قديمًــا من طيِّبِ الإرواءِ
وزكا باسمها الربيعُ وفاحتْ = في رباهــا أزاهرُ العلياءِ
كلمـا أرمقُ الطيوفَ الحواني = تستثيرُ الأشواقُ روحَ رجـائـي
وأراني أردُّ يأسي أبيًّــا = وأرى الحـزنَ ليس وشي رجائـي
فأنا أبصرُ النهوضَ لقومي = وخطاهــم وثَّــابةً للعــلاءِ
وأشمُّ الآمالَ بـوحا وريفًـا = في ثنايا العزيمةِ القعساءِ
عــزماتُ الفرسانُ ما كبتِ اليومَ . = . وفي الركبِ من رخــيِّ الحُــداءِ
وعلى الخيل من شباب المثاني = كلَّ فــذٍّ مــدجَّــجٍ بالولاءِ
رفعوا الرايةَ الكريمةَ فارتاعتْ . = . قلوبُ الفجَّــارِ والأعــداءِ
والتقى الشَّعبُ مؤمنا يتحدَّى = عاصفاتُ الأضغانِ والأرزاءِ
بالكتاب المبين حكما وشرعا = وبِهَـدْيِ النَّـبِـيِّ نهــجَ ارتقاءِ
ذاك يروي تفاؤُلي ويقيني = باندحارِ الطاغوتِ والعملاءِ
واجتثاثِ الفجورِ من كلِّ قُطرٍ = أهلُه أهلُ عــزَّةٍ وانتمــاءِ
وهي الآياتُ الكريماتُ تُتْلَى = في صباحي مطمئنًّـا ومسائي
وهـو اللهُ ربُّنا مــا قـلانــا = ورجانا واللهِ في إدنــاءِ
ليس يطوي رجاءَنا وَهْــوَ بَــرٌّ = ولـديـهِ تفاؤُلي ورجــائي .
وسوم: العدد 1124