إنّ السّعادةَ , يا أخي, ثمرُ الهدى=لا أن نسير بأمر شيطان الهوى
فالله كرّمنا بعقلٍ نيّرٍ=وهو المنار مُبَدّداً غسَقَ الدُّجى
بل إنّ هذا العقلَ يَرْشُدُ بالذي=أوحاهُ ربّي للنّبيّ المصطفى
فبوحْي ربّي يهتدي هذا النّهى=ويبينُ حقٌّ مثل شمسٍ في السّما
لكنّ شيطان الغواية رافعٌ=علَمَ الغرور لكي يُنَسِّي المُنتهى
ويُحَكّمُ الشّهواتِ ، يفرش دربَنا=ببهارجٍ لمَعَتْ ليسحرَ مَن غوى
وبنور وحيٍ واحتكامٍ للنُّهى=ننفي الغرورَ ، ندسّه تحت الثّرى
والويل كلّ الويل إذ ما حُكّمَتْ=أهواؤنا فهي السّبيل إلى الرَّدى
لا لن نذوقَ سكينةً وسعادةً=في ظلّ جامحة العواطف والهوى
وإذا الغريزةُ والعواطف سيَّرَتْ=سُفنَ الحياة فلا نجاة ولا هدى
فبطونُ حيتان البحار قرارُنا=لا حوت يونُسَ إذ رعى مَن قد حوى
فدعا الإله بظلمةٍ وغيابةٍ=حتّى انتهى كرْبُ النّبيّ المُبتَلَى
لا ترشُدُ النّفسُ الغويّةُ بالهوى=فرشادُها التّقوى وأنوارُ الهُدى
لا تُنصتوا للنّفس أو وحيِ الهوى=فلطالما شقي ابنُ آدمَ بالهوى
ولطالما الشّيطانُ غرّر بالفتى=حتّى هوى في جوف نارٍ واكتوى
فتبرّأ الشّيطانُ منه مُقهْقهاً=أمّا الغويّ فما لهُ إلاّ اللظى
* * *=* * *
يا ربّ فاهدِ قلوبنا وعقولَنا=وقنا الشّرورَ ، إلهنا ، يا مُرْتَجَى
وبحبّك المختارَ هادي ركبنا=أنزلْ سكينتَك الّتي تهبُّ الرّضا
فنعيش عمراً هانئاً ومباركاً=حتّى نُغَيبَ تحت أطباق الثرى