بئست المخدِّرات ...

أُنشودة :

هل غابَ الوعيُ عن الفِكَرِ ؟=أم غامَ الزيفُ على البصرِ!

مابالُ شبابٍ قد وهنوا=وانقادوا اليومَ لمنحَدَرِ!

بحبوبٍ آهِ تخَدِّرُهم=وتسوقَ المدمنَ للخُسُرِ

وتعيثُ هنالك أنفُسُهُم=بالفعلِ الأشنعِ والقَذِرِ

ياويلَ المرءِ إذا دانى=ما حرَّمَ ربِّي من خطرِ

فالمولى أنزلَ آياتٍ=تنهى الإنسانَ عن الصَّعَرِ

***= ***

ذهبتْ بالعقلِ وبالمالِ=وأتتْ بثقيلِ الأهوالِ

لم تٌبقِ لصاحبِها دينًا=إذْ عاشَ بسوءِ الإهمالِ

والمدمنُ دمَّرَ أُسرتَه=بالرُّعبِ وسوءِ الأحوالِ

إذْ عاشَ العُمْرَ بلا أملٍ=يجنيهِ بموسمِ إفضالِ

في الغفلةِ فارقَ فطرتَه=إذ تاهَ بسوقِ الجُّهَّالِ

ألقى أيَّامَ يفاعتِه=لتُساءَ بثوبٍ من أسمالِ

***= ***

فالوالدُ أمسى مفجوعًا=إذْ حلَّ الأسوأُ بالولدِ!

والأُمُّ بُكاها متَّصلٌ=والهمُّ تغلغلَ في الكبدِ

فربيعُ الفِلذةِ قد ولَّى=والأسرةُ أضحتْ في كدرِ

والإخوةُ في شجوٍ مُرٍّ=فأخوهم يُنْبَذُ في البلدِ

والأسرةُ في حرجٍ لمَّا=أمستْ ثكلى بيدِ النَّكدِ

فقدتْ مَن عاشَ تؤمِّلُه=للخيرِ الغامرِ والرَّشدِ

***= ***

الدِّينُ يحرِّمُ ما يؤذي=والعلمُ أتى بالبرهانِ

والحُرمةُ بعدُ مؤكَّدةٌ=للقارئِ آيِ القرآنِ

ونبِيُّ الرحمةِ حذَّرنا=ليُطهرَ زهوَ الوجدانِ

ما للإنسانِ تَخَبَّطَهُ=بالمنكرِ كفُّ الخسرانِ

بحبوبٍ حيثُ تُخدِّرُه=فيخورُ بها كالحَيْوانِ

فَيُوَلِّي العقلُ إذا دارتْ=في العقلِ بناتُ الشيطانِ

***= ***

فالدينُ الأقومُ حاربَها=إذْ حرَّمَها الشرعُ الأسمى

وبتوجيهٍ من قادتِها=لم يَلْقَ مُروِّجُها سِلما

ولخيرِ بني الدنيا تلقَى=مَن جاءَ لينصحَ مهتمَّا

إنَّ الإسلامَ شريعتُنا=وبه ذو الوعيِ قد اعتصما

فامْقُتْ يامسلمُ مَن أدنى=آثامَ العصرِ بما زعما:

من سوءِ حضارةِ أهواءٍ=ألغتْ من حاضرها القيما

***= ***

أعلمْتَ مفاسدَ شاربِها=إذْ جاءَ إليها مخدوعا

فأماتَ هناكَ كرامتَه=ورمتْهُ الخمرةُ مصدوعا

فجفاهُ الناسُ لخسَّتِه=وطوتْهُ الوحشةُ مقطوعا

لو آبَ الناسُ لبارئهم=لرأوا في الخير المشروعا

فبدينِ اللهِ سلامتُنا=وبه لن تبصرَ موجوعا

ففرائدُه بالخيرِ ترى=ذا الشَّر الأسوأ مدفوعا

وسوم: العدد 1128