ظرف القصيدة : حلول مناسبة الهجرة النبوية الشريفة .
وَلِهتُ بها وأضناني السُّهاد=وما رقّتْ لِذِي ولهٍ سعادُ
يُعاوِدني سُهادي كل ليلٍ=ومُضْنِيَتي يَلِذُّ لها الرُّقادُ
وأرقبُ طيفَها ليلاً فَيجِفو=ويَضْرَى العِشقُ ليس له رمادُ
جُنِنْتُ بها كمخبولٍ بِلَيْلَى=فما اهتمتْ لذي خَبَلٍ سعادُ
صرفتُ شبِيبَتِي في عِشق رِئْم= وفاتنةٍ بها عَلِقَ الفؤادُ
وَبَعْدَ الشَّيْبِ لازمني هَوَاها= له ضرمٌ ودَيْدَنه العِنادُ
هِيَ الدُّنيا وعاشقُها تَوِيٌّ=وخُلَّبُها به يشقى العِبادُ
تُغْريهِمْ ومنظرُها بَهِيٌّ= وتؤْذِيهمْ ومَلْمسُها قَتَادُ
وتُزْهِرُ في أَوَانٍ ثم تغدو=مُحطَّمَة ً أَطَايِبُها تُبَادُ
وناكثةٌ كَرِيطَةَ بِنْتِ عَمْرٍو=فَتُخْلِفُنا ويَنْتَكسُ المُرادُ
متاعٌ من غُرورٍ ثمَّ تَفْنَى= ويَقْنِصُنا الرَّدى وله زِنَادُ
فنُقْبَرُ في الثَّرَى جِيَفًا ونَفْنَى= وتُعْوِزُنا المَطَارفُ والوسادُ
ونُبعث ُ في القيامة من جديدٍ= تُسائِلُنا ملائكةٌ شدادُ
ولا يَخْفَى على الدَّيَّانِ شيء ٌ=لَنَا صُحفٌ يُسَوِّدُها المِداد ُ
فَيَنْجُو من تَزَّكَّى في حياةٍ= ويَشْقَى مَنْ تَعاَوَرَهُ الفسادُ
وَمَا تُرْجَى الشفاعةُ مِنْ نَبِيٍّ= سِوَى المَّاحِي يُشَفِّعُهُ الجوادُ
هُوَ المَبْعوثُ في الآنَامِ طُرًّا= وَمُنْقِذُهم شفاعتُه تُرادُ
فَمَنْ كَمُحَمَّدٍ لِلْخَيْرِ يَهْدِي= شريعتُه الهدايةُ والرَّشادُ؟
بِمَولدِه ومَبْعثِه تَنَاهَى= كمالُ الدِّين وانْعَتَقَ العِبادُ
وهِجرته هَدَتْ قومًا وشادَتْ= لَهُمْ عِزًّا فكان لَهمْ قِيادُ
وخلَّف لِلْوَرَى هَدْيًا ونُورًا= وهالته يُضَاءُ بِها السّوادُ
أمينٌ قبل بعثتِهِ صَفِيٌّ= وذُو سَمْتٍ يَهُشُّ لَهُ الوِدادُ
حباهُ الله عِزًّا واصطفاهُ= على رُسْلٍ فكان له الرِّيادُ
ولقَّنَهُ من التَّنْزِيلِ آيًا= ليُنْقذَنا إذا أَزِفَ المَعادُ
رسولُ الله أمدحه بِشعري= لِيَرْفِدَنِي إذا عَزَّ الرِّفادُ
مديحك يا نبيَّ الله طَوْقِي= ومَنْجَاتِي إذا يَئِس العِبادُ
ألم يُعْتِقْ رسولُ الله كَعْبا= جَرِيرَتُه عُقوبتها الصِّفادُ؟
فكيف بِمَنْ يُتَيِّمُه غرامٌ= بِخَيرِ الخلقِ حَقّ له الوِدادُ؟
أهيمُ به وما يُرْوى غليلٌ=وهَلْ يُرْوَى إذا صَدِيَ الفؤاذُ؟
بطلعتِه البهيّةُ قد تَمَلّى=ذَوُو قُرْبٍ وما حَظِيَ البِعَادُ
تُمَنِّهمْ بِرؤيته مَنَامًا=قلوبٌ قد تَمَلَّكها الودادُ
عظيمُ الحَظِّ في الناس راءٍ=يَرَى بَدْرًا تَنُورُ به البلادُ
وما شُدَّتْ لِذِي قَدْرٍ رِحالٌ=سِوَى المبعوثِ خُصَّ به الوِدادُ
ومَرْقَدُهُ ومِنْبَرُه جِنانٌ=تُعَطِّرُها رياحينٌ جِيادُ
لَئِنْ أجثو بِروْضَتِه رجاءً=يُخلِّصُني مِنَ الرِّبْقِ الجوادُ
رسولَ الله قَدْ حُمَّ البلاءُ=وأنتَ لَنا الوليجةُ والملاذُ
فَأَدْرِكْنَا لقد عَظُم المُصابُ=وهذا الجيلُ أَثْخَنَهُ الفسادُ
وَلَمْ يَهْجُرْ مَعَاصِيَ إِذْ تفشَّتْ=وَلاَ الأَعْراضُ يُحْصِنها الذِّيادُ
كتابُ الله منبوذٌ وراءً=وَسَنُّكَ والهُدَى وهُمَا العِمَادُ
وَمَا تَسْدِيدُ تَبْلِيغ بِمُجْدٍ=ومِنْبَرُهُ يُغَرْغِرُ أو يَكادُ
وَمَا تَسْدِيدُ تَبْلِيغ بِمُجْدٍ=إذا خُطَبٌ يُهدِّدُها الكَسَادُ
وَمَا تَسْدِيدُ تَبْلِيغ بِمُجْدٍ= بِأَقْوالٍ تُكَرَّرُ أو تُعادُ
وَمَا تَسْدِيدُ تَبْلِيغ بِمُجْدٍ= إذا الإبداعُ أَبْعَدَهُ الجِحَادُ
وَمَا تَسْدِيدُ تَبْلِيغ بِمُجْدٍ= إذا أَهْقى مَعِيشَتَنا النَّكَادُ
وَمَا تَسْدِيدُ تَبْلِيغ بِمُجْدٍ= إذا التَّعْلِيمُ أَعوَزَهُ الرَّشادُ
وَمَا تَسْدِيدُ تَبْلِيغ بِمُجْدٍ= إذا التَّطْبِيبُ أَفْلَسَ والعَتَادُ
إلى المَوْلَى الضَّرَاعَةُ والشَّكَاةُ= وَقَدْ فَسَدَ المُسَدِّدُ والسَّدَادُ