أثَرُ الاقحوانة

نمر سعدي

[email protected]

ما الذي كانَ يُمكنُ أن يتغيَّرَ لو أنني

 منذُ عشرينَ عاماً تشرَّدتُ مثلَ العصافيرِ في الأرضِ؟

 أو أنني لم أخفْ من دموعِ النساءِ اللواتي تغلغلنَ في الماءِ؟

 لو كصديقي الذي ذابَ في لجَّةِ الهاويةْ

 كنتُ ذبتُ كذرَّةِ ملحٍ وآخيتُ هذا الفضاء؟

 ما الذي كانَ يُمكنُ يا سيَّداتي ويا سادتي أن يكونْ

 لو تأبطتُ ريحَ البحارِ الحرونْ؟

 وسافرتُ كالسندبادِ إلى اللا بلادْ؟

 ما الذي كانَ يُمكنُ أن يتغيَّرَ لو أنني كنتُ لم أنتبهْ

 للفراشةِ حولَ الشفاهِ وللقمَرِ المشتبهْ

 بالسحابِ المكسَّرِ حولَ دمي؟

 هل تُرى كنتُ أعشقُ هذي الحياةَ بكاملِ نقصانها الفظِّ؟

 يا للحياةِ الرجيمةِ يا لشظايا الغناءِ المسَمَّرْ

 على جسدي في سماءٍ من النارِ

 يا لحنيني المُدَمَّرْ

أُفكِّرُ.. أهذي..أُخربشُ.. أكتبُ.. أشطب..                                            

 أصحو وأحلمُ.. أذكرُ.. أنسى..

أرى.. لا أرى..أقتفي أثرَ الأقحوانةِ في الطينِ

 أو دمعةِ المجدليَّةِ

 أمشي.. أطيرُ.. أخِفُّ.. أشِفُّ

سمائي مُرمَّمةٌ بالحروبِ وأرضي بوارُ

 وأجنحتي أكلتها الصخورُ

ووجهي غبارُ.