ما عاد فيكِ مكان لمثلي

مريم العموري

هفوتُ إليكِ بأحلاميَ البِكْرِ .. 

أغمر رأسي بصدركِ 

كي أستعيد حكايا السماء وكي تستعيدي جناحيَّ 

نسمو معاً فنقبّل خدَّ السِّماكِ

رقيتُكِ عشقاً، فهلاّ كشفتِ ليَ الحُجْبَ حتى أراكِ؟ 

أغنيكِ، والعمر منهمكٌ في هواكِ: بلادي بلادي بلادي

ظللتُ أنادي

إلى أن كشفتِ لي الحجب -يا لَدّةَ الروح- فجراً،

فلم أر غير السوادِ

ولم ألقَ غير سهامك صوّبتِها في صميم فؤادي 

وقلتِ وأنت تصكّين أنيابَ غلكِ:

"صَهْ.. لا أريدكَ.. تستأهلُ الموتَ أنّـى أتاكَ"

فُجِعتُ.. ولم أدر إن كنتِ أضغاثَ حلمي

تمنيتُ لو كنتِ أضغاث حلمي

فماذا جنيتُ لكي تنبذينيَ.. ماذا جنيتُ؟

هبي أنني في رؤاكِ اختلفتُ

فذيّانِ رأيي ورأيكِ، لا زال يجمعنا الدين والحب، 

أو هكذا قد ظننتُ!!

حلال على الطير دوحك من كل فكر.. حرام عليَّ؟

أنا البلبل المستضام بحبكِ منذ استبتك عروش الظلامِ

بحد النفاق وزيف انعتاقِ

دهورا طوالاً تعذبت دون الخلائق كُرمى ليوم أزفّكِ فيه لقلبي

فآثرتِ أن تطعنيه وتمضي

فسفّي على الجرح من ملح نيلكِ كي تقتليني مرارا

ولمـّي من الدرب أرزاق موتي..

وعيشي 

ولكن وأنت تهيلين فوقي الترابَ

دعيني لأبكي حدادا عليكِ 

وأدعو –برغم قساوة جَورِكِ- أن يحفظ الله أهلي

ويغفر ما كان منهم لجهلِ

وإن ضقتِ بالعاشقينَ 

فلا توهميهم بأنك أنتِ 

ولا تقرأي آية الله كي يدخلوك

فتودي بهم في هلاكٍ وذلِّ 

وداعاً "بلادي" وداعاً.. 

فما عاد فيكِ مكانٌ لمثلي